يتم الحديث عن لقاء مرتقب خلال هذا الشهر بين الرئيس اللبناني ميشال عون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في روسيا، وسيكون جدول أعمال اللقاء بينهما حافلًا بالملفات الحسّاسة.

إيلاف من بيروت: إذا لم يحدث أي طارئ أو مفاجأة، فإن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى روسيا ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحصلان في هذا الشهر، وسيكون جدول الأعمال حافلًا بملفات حسّاسة.

وقد تأخرت زيارة عون إلى موسكو كثيرًا، إذ كانت يجب أن تحصل بعد 31 اكتوبر 2016، تاريخ إنتخابه رئيسًا، لكنّ أمورًا عدة حصلت و"خربطت" الزيارة، أبرزها أن من كان يعمل على تحقيقها لم يفلح في تحديد الموعد، إذ تمّت عرقلة إتمام هذه الزيارة مرارًا.

انعكاسات إقليمية
فمع زيارة عون إلى روسيا هل يمكن القول إن هذه الأخيرة دخلت لاعبًا مهمًا في سياسات المنطقة؟. يجيب الوزير والنائب السابق بشارة مرهج لـ"إيلاف" إن روسيا حتى هذه اللحظة تسعى إلى التفاهم مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويبدو أن هناك اتصالات وثيقة بين الطرفين، قد تكون لها انعكاسات مهمة على صعيد المنطقة، وهذا يتطلب تواصلًا عربيًا حقيقيًا، وإنتاج تفاهمات جديدة تؤمّن الحقوق العربية تجاه الغير، وهذه فرصة لأن يكون العرب أقوياء وموحدين من أجل التواصل مع العلاقات الدولية الحالية، بينما إذا استمر العرب على خلافاتهم وانقساماتهم، فسيكون الجميع في موقع ضعيف تجاه التطورات المرتقبة.

الحرب الباردة
هل سنشهد في المرحلة المقبلة استقطابًا لما كان أيام الحرب الباردة بين المحور الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وبين المحور الغربي بقيادة أميركا، وما سيكون موقف لبنان حينها من هذين المحورين؟.&

يجيب مرهج أن هذا احتمال وارد، ولكن المساعي الروسية تبقى لتجنب هذا المنزلق الخطير، لأن روسيا ليست لديها الإمكانيات الكافية للدخول في سباق التسلح، كما حصل في أيام الرئيس الأميركي رونالد ريغن، والرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف، والأميركيون، بسبب الأزمات الإقتصادية والمالية الناشئة بمعظمها بسبب الحرب على العراق، ليسوا على استعداد في دخول حرب مما يرتب أعباء كبيرة على الإقتصاد، لذلك، هناك اتصالات حثيثة بين موسكو وواشنطن يجب أخذها& في الإعتبار، وليس من الضروري أن يكون الوضع بالحدة التي كان عليها في الماضي أيام الحرب الباردة، ولكن يجب أن نأخذ احتياطتنا كاملة لهذا الأمر إذا جرى، ويمكن أن يحدث.

روسيا والمسيحيون
عن الحديث بأن روسيا تسعى في الشرق الأوسط إلى الحفاظ على الوجود المسيحي فيه، وخصوصًا في لبنان، لذلك تسعى إلى مد الجسور مع أميركا، فهل سيحمل عون هذا الملف لدى زيارته لروسيا؟. يؤكد مرهج أن الضمان للوجود المسيحي أو أي مكون من مكونات لبنان يبقى في وحدة اللبنانيين، وليس من خلال أي أمر خارجي، ومن ثم في الاحتضان العربي، وفي التفاهم الدولي، ونرحب بكل مساعدة وموقف إيجابي تجاه لبنان ككل، وليس فقط تجاه المسيحيين فقط في لبنان، وليس من مصلحة اللبنانيين أن يظهروا ويقيموا علاقات مع الغير من مواقع طائفية أو مذهبية، لأن وحدة لبنان وضمان مكوناته يبقيان&من خلال وحدة جميع طوائفه ومذاهبه والعمل كلبنانيين من أجل مصلحة لبنان ككل، وليس من أجل مصلحة طائفة أو مذهب على حساب طائفة أو مذهب آخر.
&