إيلاف من القاهرة: كشفت تحقيقات النيابة العامة في حادث حريق قطار محطة مصر بالقاهرة، مفاجآت كثيرةً. وجاء فيها أن سائق القاطرة التي تسببت في اشتعال المحطة، ما أودى بحياة 22 شخصًا وإصابة 43 آخرين بحروق، سبق اتهامه في قضايا دعارة وتعاطي مخدرات.

وحصلت "إيلاف" على ملامح التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الحادث الذي لقي ردود فعل غاضبة في مصر، وورد فيها أن الحريق الذي نشب&بمحطة سكك حديد مصر بالقاهرة، صباح الأربعاء الماضي، نتج عن اصطدام جرار قطار دون سائق، بمصادات حديدية بالرصيف، ما أدى إلى انفجار خزان الوقود نتيجة السرعة العالية ونشوب حريق هائل تسبب في وفاة 22 شخصا، وإصابة 40 آخرين، ممن تصادف وجودهم على الرصيف".

وكشف تقرير الإدارة العامة للأدلة الجنائية الذي تسلمته النيابة ملابسات الحادث، أن "الجرار المتسبب في الحادث تقابل مع جرار آخر أثناء سير الأول إلى مكان التخزين، ودوران الثاني على خط مجاور عكس الاتجاه، ما أدى إلى تشابكهما، فترك قائد الجرار المتسبب في الحادث كابينة القيادة دون اتخاذ إجراءات إيقاف المحرك الجرار، وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر".

&

&

وحسب التقرير الذي أعلنت النيابة العامة تفاصيله، فإنه: "وبرجوع الجرار الآخر إلى الخلف لفك هذا التشابك، تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده، وانطلق بسرعة عالية متجها نحو المحطة فاصطدم بالمصد الخرساني بنهاية خط السير، ووقع الحادث الذي نتج عنه اندلاع النيران".

وأوضح التقرير: "بالفحص الفني للحركة الميكانيكية للجرار، تبين وجود ذراع التشغيل للقاطرة في وضع التشغيل على السرعة الثامنة، والتي تعادل 120 كم/ ساعة، وأن الحادث نجم عن اصطدام الجرار بالمصد الخرساني بنهاية الرصيف".

&

&

وأكد التقرير أن "التصادم أحدث آثارًا تصادمية نتج عنها تسييل وتناثر السولار من خزان الوقود أسفل الجرار، والذي يسع 6 آلاف لتر من السولار، واختلاط أبخرته بالهواء مكونًا مخلوطًا قابلا&للاشتعال؛ ما أدى إلى اندلاع النيران نتيجة وجود الشرر المعدني الناتج عن احتكاك الأجزاء المعدنية ببعضها عند الاصطدام بالمصد الخرساني بالسرعة القصوى التي كان يسير بها الجرار".

وحسب التقرير الجنائي: "تبين من الفحص، بدء الحريق وتمركزه بمنطقة خزان الوقود والتي امتدت بها النيران، وتزايدت إلى باقي المناطق، وقد تبين من الفحص الفني، وجود انخسافات وانبعاجات وقطع بجسم خزان الوقود وانفصاله عن مكانه"، مشيرًا إلى "عدم وجود آثار أو مخلفات تشير إلى استخدام عبوات مفرقعة بموقع الحادث".

&

&

وقال تقرير الإدارة المركزية للمعامل الكيميائية، إن العينات المأخوذة من المتهمين وجدت إيجابية لآثار مخدر "الاستروكس" المدرج بالجدول الأول لقانون المخدرات لدى عامل المناورة المرافق للجرار رقم 3202 المتسبب في الحادث دون باقي المتهمين الذين تبين سلبية العينات المأخوذة منهم لآثار المواد المخدرة".

وانتقل فريق من محققي النيابة العامة في وقت سابق، إلى محطة سكك حديد مصر، لإجراء فحص شامل لمنظومة العمل داخل الهيئة للوقوف على أوجه القصور في كافة القطاعات لتحديد المسؤولية عن وقوع الحادث، وتم استدعاء 38 من مسؤولي الهيئة والمهندسين والمشرفين والعمال من كل قطاعات التشغيل والصيانة والأمن الصناعي ومسؤولي الكاميرات والإدارة المركزية للرقابة على التشغيل والحماية المدنية لاستجوابهم.

في حين كشفت التحقيقات أن سائق القطار المتسبب في الحادث، ويدعى علاء فتحي، سبق اتهامه في قضية ممارسة دعارة، وحبس احتياطيا إثرها، بالإضافة إلى وقفه عن العمل في قضية مخدرات.

وجاء في بيان الحالة الوظيفية، الصادر عن هيئة السكك الحديدية أن "علاء فتحي محمد أبوالغار، بقطاع ورش الجرارات بفرز القاهرة – المسافات الطويلة، سبق اتهامه في القضية رقم 8821 لسنة 2016 جنح طنطا متداولة ممارسة دعارة وحبس فيها احتياطيا اعتبارا من 13 مارس 2016 وحتى 17 إبريل "2016".

وحسب بيان الحالة الوظيفية &للسائق، فإنه "تم وقفه عن العمل لتعاطيه المواد المخدرة لمدة 6 أشهر بدأت من 11 يناير 2017 وحتى 11 يوليو 2017 ثم عاد للعمل بعد انقضاء فترة الستة أشهر".

وحصلت "إيلاف" على مقطع فيديو يظهر أربعة أشخاص يتعاطون مخدر الحشيش داخل غرفة القيادة في قطار وهو يتحرك بسرعة هائلة. كما يظهر الفيديو هؤلاء الأشخاص في غرفة القيادة وهم يرقصون على أغنية شعبية، في حالة انتشاء بسبب تدخين المخدرات، ويقول أحدهم للسائق: خد بالك من السكة يا محمد".

وكان حادث حريق ضخم اندلع في محطة مصر للسكك الحديدية في ميدان رمسيس بوسط القاهرة، صباح الأربعاء الماضي، إثر اصطدام القاطرة بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجها عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "خزانات البنزين". وأدى الحادث إلى مقتل 22 شخصا حرقًا، وإصابة 43 آخرين وفقا لما أعلنته وزارة الصحة المصرية.