إسماعيل محمد من القاهرة: قال رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، مختار بن سعيد، إن الشعب الجزائري خرج بكل أطيافه إلى الميادين الرئيسية في العاصمة لرفض العهدة الخامسة ورفض النظام ككل وليس رفض الرئيس وحده.

وأكد «بن سعيد» في حوار لـ«إيلاف» حرص الجزائريين على عدم الانجرار في العنف، الأمر الذي بدا واضحًا وبشدة خلال التظاهرات منذ انطلاقتها، وأشار إلى أن فرنسا ودول أوروبا ككل لا تريد للدول الإفريقية أن تخرج من فلك التبعية الاقتصادية لها، مؤكدًا في الوقت ذاته على رفض الجزائريين التجديد للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بعد تفشي البيروقراطية والرشوة كالسرطان الذي ينهش في جسد البلاد، وأن من حق الشعب أن يعلن قيام جمهوريته الثانية.. وإلى الحوار.

&

رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان&مختار بن سعيد

&

* ما الذي يحدث في الجزائر؟

- نحن في الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان انضممنا لمطالب الشعب المشروعة ضد العهدة الخامسة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الرجل قضى 20 عامًا في الحكم، ويريد 5 سنوات إضافية، وهذا أمر غير مقبول، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

* ألا يوجد قطاع آخر من الشعب الجزائري يؤيد بقاء الرئيس في السلطة؟

- كل أطياف الشعب الجزائري نزلت إلى الميادين، فالاقتصاد مهزوم، واحتياطي العملة الصعبة معدوم، والدينار الجزائري يتراجع بمعدلات سيئة أمام العملات الأجنبية، فضلًا عن تفشي الرشوة والبيروقراطية مثل السرطان الذي أصاب بلدنا، ستجد الحكومة تتحدث عن أرقام غير واقعية، في وقت تراجعت فيه القوة الشرائية للجزائريين، ولن يتراجع الشعب قبل استعادة الدولة من النظام كله.

* وهل اندلعت الاحتجاجات بشكل مفاجئ.. خاصة أن الجزائر لم تتأثر بما يعرف بـ«الربيع العربي»؟

- لقد قال الشعب كلمته منذ زمن، ونحن في الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان طالبنا قبل عامين يعد نددوة وطنية وجلسات حوار لتجنب المآل الذي وصلنا إليه اليوم، ونطالب بتمكين الشعب من الاختيار الديمقراطي الحر.

* ولكن الرئيس بوتفليقة قدم أوراقه رسميًا.. ما هو موقفكم؟

- أعتقد أن باقي الأحزاب ستنسحب، لأن التزوير سيكون محتملًا بشكل كبير، والشعب الجزائري كله رافض، وقلناها بصوت عالِ «سيرها وحدك، ونحن لسنا معك»، نحن نطالب بتأسيس جمهورية ثانية، يكون قوامها الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

* ألا تخشون الدخول في موجات عنف بفعل الحراك الشعبي الكبير؟

- لا، الشعب الجزائري واعِ تمامًا لهذا الأمر، وكان هناك بعض الفيديوهات التي تشير لاعتداء المتظاهرين على الشرطة، ولكنها مفبركة، وتهدف للبلبلة، ولكن الشعب تغلب عليها بذكائه في الالتحام مع قوات الأمن للتأكيد على أن الهدف من التظاهر ليس التخريب، ولكن الاحتجاج على استمرار هذه السلطة.

* هل مشاركة المناضلة التاريخية جميلة بوحيرد أعطت زخمًا أكبر للحراك؟

- بالتأكيد، فجميلة بوحيرد واجهة تاريخية للثورة الجزائرية، وليست وحدها التي شاركت في الاحتجاجات، والرئيس السابق اليمين زروال خرج عن صمته، وأعلن تأييده للشعب، فضلًا عن شخصيات أخرى بارزة خرجت وأعلنت انضمامها للشعب، ودعوات تغيير النظام، وكل أطياف المجتمع شاركت في الحراك، وغضبتنا على النظام ككل وليس شخص واحد، نحن نريد أن يخرج الرئيس بوتفليقة من الباب الكبير دون صدام مع إرادة جموع الجزائريين.

* وكيف ترى الموقف الفرنسي من الحراك الدائر في الجزائر؟

- في تقديري، وكما يعرف الجميع، فرنسا تريد استغلال الوضع لصالحها، وتريد كذلك كسب تنازلات كبيرة من جانبنا، خاصة في الميدان الاقتصادي، وتتدخل لأن لديها مصالح حيوية عندنا، وهي تعتبر الجزائر من ضمن البلدان التي تديرها اقتصاديًا، ولا أريد أن أصادر على حق الشعب الليبي في تقرير مصيره عام 2011، ولكن جميعنا يعلم أن أوروبا قد قتلت «القذافي» حين أراد الخروج من فلك التبعية الإفريقية لأوروبا، خاصة في المجال الاقتصادي، وصك عملة إفريقية موحدة تنافس اليورو.
&