باريس:&يعيش جزائريون يحملون الجنسية الفرنسية، من شبان وغيرهم، في باريس منذ عدة أسابيع على وقع ما يحدث في بلادهم وينظمون معا تظاهرات وتجمعات لدعم معارضي ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.&

وقال سمير ملال وهو ناشط في ائتلاف "انهضي يا جزائر" الذي تأسس في منتصف شباط/فبراير "انها معركة مشتركة بين الجزائريين المقيمين في البلاد والجزائريين في الخارج، وللجالية أيضا دور في هذه الفترة الانتقالية وفترة اعادة بناء دولة قانون جديدة"، بحسب تعبيره.

وفي بداية الاسبوع عمل عشرة من هذا الائتلاف في قاعة صغيرة بباريس على التحضير للأحداث القادمة. وفي البرنامج تجمع في 8 آذار/مارس بمناسبة يوم المرأة العالمي ثم تظاهرة الاحد، هي الرابعة من نوعها، في ساحة الجمهورية بباريس.

وتشبه عملية التحضير، من اختيار الصور الى اللافتات الى المسؤولين عن تقنيات الصوت، التحضير لأي تظاهرة كلاسيكية، لكن القضايا المطروحة تنقل من يطلع عليها الى &الضفة الاخرى من البحر المتوسط.

وتساءل شاب "كيف يمكننا نحن هنا أن نكون ضمن ما يحدث هناك؟" ما فتح المجال لطرح العديد من الأفكار من الحضور. بين هذه الافكار مقاطعة الخطوط الجزائرية في ذروة موسم الاجازات أو حمل شارة معينة في التظاهرات وفي الشارع أو شعار يروج عبر فيسبوك.

وبعد مناقشة عدة خيارات نال شعار "الجزائر.2.0" استحسان الاغلبية.

وقال حكيم بدواني مبتسما "هذا شعار عصري وجديد. لكن المهم ليس القفزة الرقمية بل القفزة الديمقراطية".

وقالت فائزة مناعي احد مؤسسي الائتلاف "يمكن ان ندون كافة المقترحات ونفكر فيها بروية".

وأضافت المراة التي كانت غادرت الجزائر في ثمانينات القرن الماضي "عائلتي كلها في الجزائر وأمضيت شبابي كله هناك... أشعر أن من واجبي مساعدة مواطني بلدي".

وكانت بسبب التأثر بشريط فيديو لشاب جزائري نشر على فيسبوك، اتصلت بمعارفها ونظمت في غضون 36 ساعة أول تجمع بباريس.

وباتت التجمعات اكبر كل اسبوع.

ويعيش في فرنسا 760 الف جزائري، بحسب معهد الاحصاء، واذا اضيف اليهم ابناؤهم يصبح عددهم 1,7 مليون نسمة.

-"فخر"-

وقال فريد ياكر من الائتلاف ان المهاجر الجزائري "يجلب معه جزائره. وهو أكثر حنينا وتعلقا ببلده من المقيمين داخله. وحين نرى بلادنا تنهض والأمل يولد من جديد، فان ذلك يبعث فينا الشعور ذاته لدى المقيمين في البلد : شعور الفخر".

وأضاف "نتحرك لأننا نريد أيضا أن نعيش هذه اللحظات" كسائر الجزائريين في الداخل.

من جانبه قال فتاح بندالي وهو من حزب "الجيل الجديد" في فرنسا "نتابع بقوة ما يجري في الجزائر، وهم (الجزائريون بالداخل) بحاجة الى رؤية أصواتهم ومطالبهم تنقل الى الخارج".

وكان اعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 10 شباط/فبراير ترشحه لولاية خامسة بعد حكم البلاد 20 عاما وتعرضه لجلطة دماغية أوهنت صحته في 2013، أدى الى اندلاع حركة احتجاج غير مسبوقة في الجزائر.

وفي باريس، تظاهر مئات الجزائريين الاحد دعما للاحتجاجات ويأمل ناشطون أن يكبر العدد أكثر الجمعة والاحد القادمين.

وقال عزيز لفيلف نائب رئيس "جمعية القادة والمبدعين الجزائريين" التي انضمت الى تظاهرات باريس "ندرك جيدا أن الشارع في الجزائر هو القادر على تحريك الأمور".

وأضاف أن تظاهره في باريس "هدفها أن نقول لهم هناك اننا معهم وعند حدوث انتقال سياسي ستكون مجمل كفاءات وموارد الجالية في الخارج الى جانبكم لمساعدتكم على انجاز هذا الانتقال" معتبرا ان "هذه الصحوة أمر لم يسبق أن شهدناه، وفريد من نوعه".

وتابع "نشعر بسبب أصولنا الجزائرية، أن بلادنا بصدد المرور بلحظة مصيرية ونريد أن نكون جزءا منها".

يشار الى أن بعض أعضاء الجمعيتين لم يتمكنوا من الانتظار وتوجهوا الى الجزائر ليتظاهروا الجمعة ،،، لكن هذه المرة في العاصمة الجزائرية وليس الفرنسية.