بعد المعركة السياسية الأخيرة التي شنها حزب الله على رئيس الحكومة اللبناني السابق فؤاد السنيورة واتهامه بالفساد، من المسؤول الحقيقي عن انتشار الفساد في مختلف قطاعات الإدارة في لبنان؟

بيروت: اشتعل الصراع بين "حزب الله" و "تيار"المستقبل" على براءة أو ضلوع رئيس الحكومة اللبناني السابق فؤاد السنيورة في قضايا فساد مالية، والذي تزامن مع ردود فعل&جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ارتفعت وتيرة الانقسام الشعبي بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة.&

فهل بدأ "حزب الله" أولى معاركه لمكافحة الفساد، وهل من مسؤول وحيد أو جهة وحيدة للفساد في لبنان؟

في هذا الصدد، يرى الخبير لويس حبيقة في حديثه لـ "إيلاف" أن لبنان منذ زمن من الدول الأكثر فسادًا، سياسيًا واجتماعيًا، وهذا ليس بأمر جديد، ومرتبته تتغير لكنها تبقى ثابتة.

ومشكلة الفساد انه يزيد الصعوبة في الاستثمارات اقتصاديًا، ولا يأتي المستثمرون من أجل الرشوة ولا من أجل التمديد لمجلس النواب، فكلها أجواء تبعد المستثمر عن لبنان.

اما من المسؤول الرئيس عن الفساد في لبنان؟ يجيب حبيقة المسؤول الأول هو الشعب اللبناني الذي يسمح باستمرار الأمر، ويستطيع الانتفاض على الامر من خلال الانتخابات، لأن المواطن يعرف من هو الفاسد ويعيد انتخابه أو التمديد له.

والمواطن يعرف من هو الفاسد والمافيوي، وهو يعيد انتخابه ربما لمصالح معينة، من هنا المواطن يشجع على الفساد.

وثانيًا الحكومة التي تعيّن أشخاصًا في المراكز الأساسية في البلد، لا يملكون الكفاءة او النزاهة او المعايير الاساسية.

وكذلك مجلس النواب هو المسؤول، وطالما أن اللبنانيين&ينتخبون نوابًا بالمعايير المعروفة حاليًا، هؤلاء يعطون الثقة لحكومة غير مؤهلة من هنا الفساد من القاعدة، أي المواطن الى المسؤولين.

معالجة الفساد

اما كيف يمكن معالجة الفساد اليوم سياسيًا اجتماعيًا واقتصاديًا؟ فيجيب حبيقة:" يجب القيام بالحساب والعقاب، والموظف الفاسد معروف ويجب&معاقبته، والتنويه بالموظف الجيد و " الآدمي" من خلال منحه تكريمات، والموظف "الآدمي" نطلق عليه في لبنان لقب الموظف "الغشيم"، وبدل تقديره نطلق عليه صفات دنيوية أخرى، وكذلك الفساد السياسي يجب على المواطن أن يحاسب كل نائب ينتخبه ولا يكون على قدر المسؤولية من خلال عدم انتخابه مجددًا.

هل يمكن للبناني من خلال خطط معينة أن يحارب الفساد أم أنه مستأصل بالنفوس ولا يمكن إخراجه؟ يجيب حبيقة:" لست متفائلاً بمحاربة الفساد في لبنان، ومتابعتي للموضوع لسنوات تجعلني أؤكد أن الصعوبة فائقة تقارب الاستحالة، ومن الممكن تحسين الوضع بنسبة لا تتجاوز ال10 %، ولكن محاربة الفساد جديًا غير ممكنة، لأن الأجواء غير مؤاتية، ولا اللبناني مقتنع بالموضوع.

والحكومات التي تعاقبت على لبنان رغم الوعود لم تستطع حل مشكلة الفساد، والأمر بحسب حبيقة يعود الى ان المشاريع لم تكن سوى كلام، ومشاريع الإصلاح اليوم مجرد كلمات تطلق في الهواء، وليست قابلة للتنفيذ.

وبرأي حبيقة الفساد في لبنان عمودي وأفقي ويدخل في كل القطاعات السياسية الاجتماعية والاقتصادية.
&