تبحث اليونسكو في "أسبوع التعلم عبر الأجهزة المحمولة 2019" مسائل حقوق الإنسان والذكاء الاصطناعي، مع زيادة الوعي والتفكير في الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي والتقانة المرتبطة به.

إيلاف من لندن: ضمن فاعلياتها في "أسبوع التعلم عبر الأجهزة المحمولة 2019" الممتدة بين 4 و8 مارس الجاري، عقدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الخميس ندوة في قصر الأمم في العاصمة السويسرية جنيف، بعنوان "حقوق الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي: الخصوصية وحرية التعبير والصحافة والإعلام: ممارسات جديدة وتحديات جديدة"، شارك فيها خبراء في هذا المجال الذي صار مسألةً حيوية بالنسبة إلى البشرية، مع التطور التقني المتسارع في العالم، ودخول الذكاء الاصطناعي إلى معظم مناحي الحياة.

وفي افتتاحه أعمال الندوة، قال عبد العزيز المزيني، مدير مكتب اتصال اليونسكو في جنيف، إن الذكاء الاصطناعي ليس رواية من روايات الخيال العلمي، بل حقيقة تغير عالمنا بطرائق مهمة، ملاحظًا أن بعض الخبراء يتوقعون أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي على البشرية أهم من اكتشاف أسلافنا للنار، وأن تحمل معها التحولات الناجمة منه وعودًا عظيمة.&

فوائد وفرص وإمكانيات تحسين
أضاف المزيني: "أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من حياتنا اليومية، مقترنًا بسلسلة من الفوائد والفرص وبإمكانيات تحسين أحوالنا والتمتع بحقوقنا الإنسانية الكاملة. لكن هذه التغيرات لن تكون على الأرجح بلا مخاطر، ومن الصعب توقع الآثار المحتملة للذكاء الاصطناعي في المجتمع والخصوصية والأمن البشري والعمل والتعليم، لكن من الواضح أن تقانة المعلومات والاتصالات يمكن أن تكرّّّس التحيزات، وتثير قضايا ترتبط بتفاقم أشكال التمييز واللامساواة الاجتماعية والانقسامات الرقمية".

تابع المزيني: "تتيح التكنولوجيات المتطورة جمع معلومات عن الأفراد وتطوير أدوات مراقبة وصحافة مؤتمتة والغوريثمات مراقبة. وهذه كلها يمكن أن تؤثر في مبادئ الشفافية والمحاسبة والموافقة والمشاركة. إن اليونسكو في موقع فريد لتيسير الأفكار بين شركائها في ما يتعلق بمنافع الذكاء الاصطناعي في التربية والثقافة والعلوم والاتصالات والمعلومات، وإن اليونسكو تركز جهودها على دراسة تقانة المعلومات والاتصالات في مجالات اختصاصها الأساسية، وتنهض بمسؤوليتها في قيادة مناظرة عاملة ومستنيرة للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي". &

بيئة رقمية حرة ومفتوحة وجامعة
أعلن المزيني في كلمته أن اليونسكو أكدت التزامها العمل على نشوء بيئة رقمية حرة ومفتوحة وجامعة، بمقاربة متعددة الأطراف ذات العلاقة.&

قال: "إن التعقيد الذي يتسم به الذكاء الاصطناعي يتطلب تفكيرًا عالميًا شاملًا متعدد الاختصاصات والأطراف بشأن الفرص والتحديات التي تأتي مع تكنولوجيات المعلومات والاتصالات المتطورة. وإن الهدف من الندوة هو دراسة إيجابيات تقانة الذكاء الاصطناعي وسلبياتها في مجال حقوق الإنسان، بالارتباط مع الكرامة الإنسانية والتمتع بالحريات الأساسية، خصوصًا حرية التعبير والحق في الخصوصية".

في الختام، أعرب مدير مكتب اتصال اليونسكو في جنيف عبد العزيز المزيني عن الأمل بأن تسلط نقاشات الندوة الضوء على الإمكانات التي يُتيحها الذكاء الاصطناعي لتعزيز حرية الصحافة ونوعيتها، وبناء إعلام حر تعددي ومستقل، في الواقع وفي العالم الافتراضي.

الفرص والتحديات
الهدف من هذا الأسبوع الأممي حول الذكاء الاصطناعي هو زيادة الوعي والتفكير في الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي والتقانة المرتبطة به، لا سيما في مجالي الشفافية والمساءلة. واستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في ما يتعلق بتحققي أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى تسهيل الحوار بين المشاركين الذين يمثلون مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم بشأن الفوائد المحتملة وتحديات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ولا سيما في المجالات المرتبطة بالتعليم والعلوم والثقافة والاتصالات والمعلومات.

تركز المناقشات على الجوانب العالمية للذكاء الاصطناعي، وأبعادها الأخلاقية، وطرائق ضمان التنمية والتصميم المرتكز إلى الإنسان في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. أما أهدافها العامة فتشمل ضمان الاستخدام الشامل والعادل للذكاء الاصطناعي في التعليم، وتحسين نظم إدارة التعليم، وتعزيز تنمية المهارات للوظائف والحياة في عصر الذكاء الاصطناعي، وحماية الاستخدام الشفاف والمسموع لبيانات التعليم، مع تحليل كيفية التخفيف مخاطر الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم.


&