تتغيّر الصورة النمطية عن المرأة اللبنانية والتي ضلت طويلا ينظر اليها على أنها أنثى مكسورة، لتتحوّل اليوم إلى إمرأة قوية قادرة على استلام الوزارات ومن بينها وزارة الداخليّة.

بيروت: مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، يعتبر البعض أن الجهود المتراكمة للدفاع عن حقوق المرأة في لبنان وتحقيق المساواة بين الجنسين، سجّلت في السنوات الأخيرة تطوّرًا إيجابيًا يصبّ في تغيير التعاطي مع "صورة المرأة"، تغيير يطالب عبر الحملات الإعلامية والتوعويّة وحملات المناصرة بالسعي إلى إبراز صورة المرأة القوية، بدلاً من تسليط الضوء فقط على المرأة الضحيّة والمعنّفة والخاضعة.

هذه الجهود أزاحت الضوء قليلاً عن صورة المرأة "المكسورة"، المستسلمة لحكم المجتمع والمستجدية لحقوقها، إذ وصلت النساء في لبنان إلى مراكز القرار مع استلام ريا الحسن وزارة الداخلية.

وتتحدث الناشطة الاجتماعية الدكتورة فهمية شرف الدين لـ"إيلاف" عن العنف الأسري وعن وضع المرأة في لبنان، وعن عدم استقلاليتها المادية والمعنوية، بعدما طال الكثير من النساء سابقًا منهن نسرين روحانا وقبلها كثيرات مثل رولا يعقوب.

وتقول إن هناك أوهامًا بالنسبة لوضع المرأة اللبنانية مقارنة بالعربية بأنها أحسن، وتضيف شرف الدين: "بحكم تنقلي الكثير في البلاد العربية وبحكم معرفتي بقضايا النساء فيها، أعرف تمامًا أن لبنان في أسفل السلم خصوصًا لجهة التعنيف، وليس شكل المرأة الذي يحدد مكانتها في المجتمع، المرأة كما كل اللبنانيين حصلت على بعض الحريات الشخصية نتيجة للنظام الاقتصادي الحر، ولكن وضعها في المجتمع ليس أفضل من مكانة المرأة العربية عموما، وبالرغم من كل امكانياتها وبأنها الأكثر نسبة في انخراطها في العمل لكنها ليست الأكثر مشاركة في صناعة القرار في بلادها".

اهتمام النخب السياسية

وتضيف شرف الدين أنه على النخب السياسية أن تهتم بالموضوع باعتباره جزءا من واجباتها تجاه المجتمع.
لأن السياسات الخارجية ليست وحدها ما تدير البلد، بل هناك السياسات الإجتماعية العامة وأحد أهم بنودها تغيير نظام القيم الثقافية التي لا تزال تقليدية وكأننا لا نزال نعيش بالقرن الخامس عشر.

الوعي بحقوقها

وتضيف شرف الدين إن المرأة في لبنان اليوم تحتاج أن تكون واعية بحقوقها، رغم التطور الذي حصل في حقوقها السياسية، وأن تكون قد استطاعت التمكن من ذلك، لأن ذلك يكمن في الاقتصاد وهو الأول ومنه مثلاً أن تمتلك شقة خاصة بها، وحتى ذلك غير كاف، لأنه يجب أن يكون هناك تمكين إقتصادي وقانوني، ويجب توعيتها على إدارة التفاوض، ويجب أن يكون لديها القدرة على التفاوض بخصوص حياتها وبيتها ومستقبلها.

سياسيَا

أما سياسيًا تضيف شرف الدين فإنه صحيح أن الأحزاب غيبّت النساء وعلى رأسها الحزب الشيوعي في لبنان، ومن ثم حزب القوات، وحزب الله، وحركة امل، وحزب المستقبل، والقوميون بأجنحتهم المختلفة، والتيارالوطني الحر، والحزب التقدمي الاشتراكي، وأقصى ما وصلت إليه المرأة في الأحزاب هو رئاسة اللجنة النسائية، إلا انها أيضًا غيّبت لفترة طويلة عن المشهد السياسي، رغم ذلك تضيف شرف الدين، فقد شهدت السنوات الأخيرة تطوّرًا إيجابيًا يصبّ في تغيير التعاطي مع "صورة المرأة"، وتم بشكل قليل ازاحة صورة المرأة "المكسورة"، المستسلمة لحكم المجتمع والمستجدية لحقوقها.
&