نادت أصوات سورية معارضة بتفعيل الآلية المحايدة الدولية المستقلة التي تم إنشاؤها في العام &2016 لدعم الجهود لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا بالتزامن مع مطالبة ألمانيا للبنان بتسليم جميل الحسن الضابط في النظام السوري ورئيس المخابرات الجوية، والذي يقال أنه يعالج في مستشفياته، وحثت الولايات المتحدة الاميركية السلطات اللبنانية على القيام بذلك على خلفية مسؤوليته بانتهاكات وقتل وتعذيب المدنيين في سوريا.

واعتبر يحيى العريضي، المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية في حديث مع "إيلاف "أنه من الصعوبة بمكان تسليم الحسن وخاصة أن هناك يداً&حديدية لحزب الله في لبنان".

ولكنه أشار الى إمكانية أو احتمال ذلك "ضمن اطار معادلة ضغط من ايران على حزب الله أن يدير ظهره لهذا الملف ويسمح بتسليمه ضمن اطار ضغط ما على النظام السوري".

أمر صعب&

من جانبه، قال محمد يحيى مكتبي القيادي في الائتلاف السوري المعارض لـ"إيلاف" على "أنه مع احترامنا لوجود وطنيين أحرار في  لبنان الا أنه يبدو أمرا مستعصيا" .

و شاطر العريضي بصعوبة ذلك في ظل هيمنة حزب الله وطالب "بضرورة تحريك الملف القضائي ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم عن طريق إنشاء محكمة جنائية مختصة بالنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا وبالأخص في ظل التعطيل الروسي في مجلس الأمن لإحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية".&

واعتبر أن "صدور مذكرات توقيف لضباط سوريين في ألمانيا وفرنسا وملف "سيزر" ينعش الأمل بالمحاسبة وعقاب المجرمين الذين ارتكبوا جرائم حرب في سوريا".&

موقف واشنطن

في غضون ذلك، أكدت الولايات المتحدة على دعمها لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية من شأنه أن يسهّل تسليم جميل الحسن رئيس المخابرات الجوية في نظام الأسد إلى ألمانيا، وذلك على خلفية مسؤوليته عن ارتكاب جرائم حرب واسعة بحق المدنيين.

وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها الأربعاء الماضي، إلى أنها تؤيد محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا، وقالت: "تدعم أميركا أيضاً آليات فعالة لإخضاع المسؤولين عن الفظائع في سوريا للمساءلة".

وأضافت أنها ترحب بأي قرار تتخذه حكومة لبنان من شأنه أن يسهل تسليم جميل الحسن إلى ألمانيا بصورة قانونية.

طلب ألماني&

وكانت ألمانيا قد تقدمت بطلب رسمي إلى لبنان من أجل تسليم الحسن بعد أن أصدر الادعاء الألماني دعوة دولية لإلقاء القبض على الحسن بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية في سوريا بعد ورود تقارير عن سفره الى بيروت بغية العلاج.

وشددت وزارة الخارجية الأميركية على استمرار مساعيها في "إلقاء الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها نظام الأسد، بما في ذلك استخدام التعذيب" .

ودعت إلى السماح بوصول منظمات المراقبة المستقلة دون أي قيود إلى داخل السجون التي تجري فيها عمليات التعذيب.

هذا وقد جاء اسم الحسن في العديد من التقارير الحقوقية التي رصدت الانتهاكات في سوريا، وعلى الأخص عمليات التعذيب الممنهجة داخل سجون النظام، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى إدراج الضابط في قوات الأسد ضمن قائمة عقوباته إلى جانب الكثيز. من الضباط والمسؤولين.