إيلاف من دبي: افتتح الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية مساء اليوم "قصر الوطن" ضمن مجمع قصر الرئاسة في أبوظبي، ليمثل صرحا معرفيا جديدا يبرز الدور الحضاري والإنساني لدولة الإمارات.

قصر الوطن يفتح أبوابه للجمهور غدا

وغرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا "افتتحت اليوم وأخي محمد بن زايد قصر الوطن، وذلك ضمن مجمع قصر الرئاسة .. صرح معماري .. وتحفة فنية .. ومعلم حضاري يعكس هويتنا وتراثنا .. ويمثل نافذة على أهم قصر في الدولة ... قصر الوطن سيفتح أبوابه أمام أبناء الوطن .. ومحبي الوطن والمقيمين فيه وزائريه بداية من الغد".

الأوليمبياد الخاص

وأضاف في سلسلة تغريدات "استقبلت اليوم وأخي محمد بن زايد شعلة الأمل الخاصة بالأولمبياد الخاص للألعاب العالمية التي تستضيفها العاصمة أبوظبي .. تستقبل العاصمة 7 آلاف مشارك من 170 دولة في الأولمبياد الذي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط لأول مرة .. مرحبا بالعالم في دولة الإمارات".

خلوة الهمم

وتابع الشيخ محمد بن راشد "كما شاركت وأخي محمد بن زايد في خلوة ضمت الوزراء والمسئولين مع أصحاب الهمم .. &31 مبادرة وبرنامج وطني في الصحة والتعليم والثقافة وجودة الحياة والرياضة وإشراكهم في السلك الدبلوماسي وتأمين صحي شامل خاص بهم ودمجهم في الأندية الرياضية العامة".

وأشار إلى أن "أصحاب الهمم نستلهم منهم عزيمتنا ... ونجدد من خلالهم ارادتنا .. ونشركهم في مسيرتنا ... ونشاركهم في جميع مناحي حياتنا .. وبهم ومعهم نستكمل بناء دولتنا".

طموحات عريضة

وذكر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال افتتاحه قصر الوطن أن "الموروث الثقافي والحضاري لدولة الإمارات يمثل رصيدا زاخرا للأجيال الحالية والقادمة ومصدر قوة يدعم طموحاتنا العريضة لمستقبل وطننا بما يمليه ذلك من ضرورة الاهتمام به وحفظه وتمكين المجتمع من الوصول إلى محتواه". موضحا أن "افتتاح قصر الوطن وإتاحة زيارته لأفراد المجتمع يعكسان حرص الدولة على تيسير الفرصة كاملة لتعريفهم بجوانب مهمة من هذا التراث بكل ما يحمل من قيم إنسانية وإبداعية يجب إحيائها والاحتفاء بها وتمريرها إلى الأجيال القادمة".

ولفت إلى أن "دولة الإمارات في مسيرتها نحو المستقبل تضع تراثها الفكري والإنساني موضع كل حفاوة وتقدير.. عرفاناً لما قدمه السلف من إسهامات شكّلت اللبنات الأولى في بناء صرح هذا الوطن الذي أصبح اليوم رمزاً شامخاً للعزة والتسامح والتعايش، منوهاً سموه بأن إتاحة الفرصة للناس للاقتراب أكثر من هذا الموروث تعين على تعريفهم بمضمونه وأهمية الحفاظ عليه".

محمد بن زايد: نهتم بالحفاظ على إرثنا الثقافي والإنساني

من جهته قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "اهتمام دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بالحفاظ على إرثها الثقافي والإنساني وإبراز تاريخها الحافل ومنجزات الآباء والأجداد إضافة إلى ترسيخ هويتها الوطنية، وذلك يعزز قيم ولاء الأجيال المتعاقبة وانتمائهم إلى الوطن ويمثل مصدر إلهام وحافزا لبذل مزيد من الجهد للمضي قدما في تحقيق ما تصبو إليه الدولة من رقي وتطور".

وتابع أن الأهمية التي توليها دولة الإمارات للحفاظ على تراثها وثقافتها مردها أنه يعد ثروة وطنية وزادا معرفيا تتناقله الأجيال المختلفة وتستمد منه العزم والعطاء لتواصل مسيرة خدمة الوطن وتقدمه، وأن هذه المبادرة انطلقت من إرث مؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تواصل أبناء شعبه وانفتاحهم على بقية الثقافات وتقاربهم مع شعوب العالم.

وأوضح جهود الإمارات في رعاية وحفظ التراث والفكر العربي ونهجها القائم على مبادئ التعاون والمشاركة ونشر المعرفة، منوها بأن قصر الوطن وبما يتضمنه من معالم ثقافية وتاريخية يمثل رافدا يثري الحصيلة المعرفية لزواره ويمثل جسرا جديدا من جسور التواصل الحضاري مع الشعوب.

ماهو قصر الوطن؟

يضم قصر الوطن العديد من الأروقة، ويتميز بطابع معماري فريد، يجسد إبداع فنون العمارة العربية وفق رؤية معاصرة جعلت منه صرحا متفردا يبرز الرسالة الحضارية لدولة الإمارات. ويضم جناح الهدايا الدبلوماسية الذي يتضمن مجموعة الهدايا الخاصة المقدمة إلى دولة الإمارات والتي تجسد العلاقات الودية التي تجمع الدولة بمختلف دول العالم، حيث يتم عرضها للجمهور للمرة الأولى.

ويشمل قاعة "روح التعاون" بتصميمها الدائري المميز وبشكل متدرج على هيئة مسرح مفتوح والمخصصة لاستضافة الاجتماعات والقمم الرسمية المهمة والجلسات الدورية للمجلس الأعلى للاتحاد، ومجلس "البرزة" الذي استوحيت تصاميمه كافة من الإرث التاريخي الإماراتي العريق حيث تعقد بين جنباته اللقاءات الاجتماعية ويتم مناقشة الأمور المتعلقة بشؤون البلاد.

كما يشمل جناح "مكتبة القصر" التي تحتوي على أكثر من &50 ألف كتاب لتشكل وجهة أساسية للباحثين عن مصادر معرفية تعنى بدولة الإمارات، فضلا عن "بيت المعرفة" الذي يضم معروضات وأعمالاً فنية نادرة تلقي الضوء على العصر الذهبي للحضارة العربية وإسهاماتها في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية من علوم وفنون وآداب.

ويضم قصر الوطن عروضا صوتية وضوئية في باحاته الخارجية تستعرض مسيرة التقدم في دولة الإمارات عبر رحلة من ثلاثة فصول انتقلت بالضيوف من تاريخ الدولة العريق إلى حاضرها المشرق ورؤيتها لمستقبل أكثر ازدهارا.

وسيشهد قصر الوطن تنظيم معارض تفاعلية تتناول جوانب ثقافية وتاريخية متعددة تثري الحصيلة الفكرية لزواره وتعزز فهمهم ومعرفتهم بتاريخ وثقافة العالم العربي في حين يمكن لزوار القصر كذلك التجول في حدائقه الخارجية ومتابعة العرض الصوتي والضوئي الذي يمكن مشاهدته على مبنى القصر من الخارج.

وسيفتح القصر أبوابه لاستقبال الزوار سعيا لنشر ونقل المعرفة إلى مختلف فئات المجتمع وأطيافه لتنمية ودعم وتطوير الكفاءات. وتنطلق جولة الزوار من "القاعة الكبرى" التي تعد القلب المعماري للقصر، والتي تتميز بتصميمها الهندسي الفريد والمتوجه بقبة تضفي عليها طابعا من التناغم والتوازن الذي يرمز بدوره إلى الاستقرار الذي تنعم به دولة الإمارات.