تتجه الأنظار لزيارة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون لموسكو في 25 و26 مارس، حيث ستشكل هذه الزيارة محكًا مفصليًا في العلاقات اللبنانية الروسية.

إيلاف من بيروت: ستكون زيارة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون إلى موسكو في 25 و26 مارس محكًّا مفصليًا، فلبنان في حاجة ماسّة إلى روسيا لمساعدته على الخروج من مأزق كياني يتسبَّب به ملف النازحين، وروسيا في حاجة ماسّة إلى لبنان لأنّ موقعه حيوي في مشروعها التوسّعي في الشرق الأوسط.

في هذا الصدد، يؤكد الخبير الإستراتيجي الدكتور زياد أبو فاضل لـ"إيلاف" أن الحركة الروسية المتسارعة تجاه الملفات اللبنانية تؤشر إلى رغبة روسيا في تعزيز الوجود العسكري للجيش الروسي في سوريا والشرق الأوسط لبنانيًا.&

مع وجود نيّة لروسيا في الإطلاع&عن قرب على الملفّات الداخلية اللبنانيَّة بدءًا من ملف مكافحة الإرهاب، وصولًا إلى ملفي النازحين السوريين وإعادة إعمار سوريا، وغيرها من الملفات ذات الاهتمام المشترك.

روسيا ولبنان
ويلفت أبو فاضل إلى أنه "أثناء المؤتمر الذي أقامه معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في العام 2016 تحت عنوان "روسيا والعالم العربي"، أشار السفير الروسي في لبنان إلى أن روسيا تسعى إلى منع تدمير الدولة السورية وتشارك في عملية مكافحة الإرهاب بناء على طلب الحكومة السورية، معلنًا استعداد بلاده للتعامل مع الجميع في مكافحة الإرهاب و تشكيل "جبهة واسعة ضد الإرهاب"، بعدما تبيّن أن لدى الإرهابيين قدرة انتشار واسعة في العالم.&

من هنا، كان أحد أهداف التدخّل الروسي في سوريا منع "الإرهابيين" من الوصول إلى السلطة وإنشاء منطقة متواصلة من الرقة إلى شمال لبنان وصولًا إلى البحر المتوسط، ما يُهدِّد التعايش المشترك ووجود الأقليات في الشرق الأوسط.

ويلفت أبو فاضل إلى أنه "من الواضح أن الاتحاد الروسي يتعامل مع قضية التسليح في لبنان وباقي الدول التي تشارك في الحرب ضدّ الإرهاب، من زاوية التعاون العسكري وحماية الأمن القومي الروسي، وهي نقطة يركّز عليها سفير روسيا في لبنان من خلال تلميحه المتكرر بأنّ أمن لبنان هو جزء من الأمن القومي الروسي.

ويضيف:"لقد حاولت موسكو الاستفادة من التلكؤ الغربي في تأمين حاجات لبنان إلى تسليح جيشه وقواه الأمنية، قبل انخراط الأخير في الحرب ضد الإرهاب، فعرضت بداية تزويده سرب طائرات ميغ 29، قبل أن يستبدل ذلك بتوجيه طلب إلى الولايات المتحدة للحصول على مجموعة من الأسلحة، من بينها طوافات MA-24، صواريخ جوّ - أرض، صواريخ كورنيت، راجمات وذخائر وأعتدة عسكرية.

النزوح السوري
على خط آخر، يضيف أبو فاضل: "ارتبط ملف النزوح السوري إلى لبنان بوتيرة المعارك في المناطق السورية المحاذية لحدوده وفي مقدّمتها دمشق، حمص، حماه، ريف دمشق وطرطوس. وليست مصادفةً تحريك هذا الملف بقوّة اليوم من قبل الحكومة اللبنانية بعدما فاق عدد النازحين السوريين المسجّلين في لبنان المليون وبضعة آلاف.

إعمار سوريا
أمّا في موضوع إعادة إعمار سوريا، فيلفت أبو فاضل إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون حسم هذا الأمر بإعلانه أنّ روسيا هي من سيكون لها الامتياز الأوّل في مرحلة ما بعد الحرب لإعادة الإعمار، وفي هذا الإطار، تسعى موسكو إلى تعزيز دور قطاع الاستخراجات والإنشاءات لديها من حديد وصلب وأسمنت لتدفُّق الاستثمارات باتجاه سوريا من خلال القطاعين العام والخاص.&

على خط موازٍ، هناك سعي من خلال اللجنة الحكومية الروسية اللبنانية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي التي بدأت أعمالها في موسكو في إبريل 2017، إلى أن يكون لبنان منصّةً لهذا المشروع من خلال مرفأي طرابلس وبيروت.