إسماعيل دبارة من تونس: طالب أئمة في الجزائر يوم الاثنين، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بعدم إقحامهم في القضايا المختلف فيها عن طريق التعليمات الإدارية التي أدت إلى المساس بقدسية المساجد ومكانة الإمام.

وطالب "المجلس الوطني المستقل للأئمة"، في بيان اطلعت "إيلاف" على نصّه، بـ"أن تكون خطاباتهم مبنية على خطابات تراعي المقاصد الشرعية وفق ملابسات الحال التي تعيشها".

كما دعا الأئمة إلى وقفة احتجاجية أمام المجلس الدستوري يوم غد الثلاثاء.

وتقول تقارير محلية إنّ الكثير من الأئمة يتعرضون لضغوط من أجل الانحياز لموقف الحكم تجاه الحراك المناهض للعهدة الخامسة لبوتفليقة، وأظهرت مقاطع فيديو على الانترنت انتفاضة مصلين بعد أنّ تهجّم على المتظاهرين واتهم الواقفين وراء تنظيم المسيرات بالتخريب والفوضى.

وحيّا الأئمة في بيانهم الشعب الجزائري "على السلوكيات الحضارية التي عرفها أثناء الحراك الشعبي"، مطالبا المسؤولين بالاصغاء للمطالب المشروعة.

إلى ذلك، استمرت الاستجابة متفاوتة في الجزائر الاثنين، غداة عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من سويسرا، لإضراب عام احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.

وفي وسط العاصمة الجزائر فتحت أغلب محلات المواد الغذائية والمقاهي والمطاعم بينما ظلت المحلات التجارية عبر الشوارع الرئيسية مغلقة.

وغداة تظاهر آلاف تلاميذ الثانويات، قرر كل المحامين الدخول في إضراب ومقاطعة جلسات المحاكم لمدة 48 ساعة.

ومنذ عودته إلى الجزائر مساء الأحد لم يدل بوتفليقة ولا أيا من مناصريه بتصريح، بينما يواجه موجة اجتجاجات غير مسبوقة منذ وصوله للحكم في 1999.

وطالب المحامون المجلس الدستوري الذي ينتظر ان يعلن الخميس قائمة المترشحين المقبولين لخوض الانتخابات الرئاسية، بعدم "قبول ترشيح الرئيس المنتهية ولايته (...) بسبب عدم اهليته من الناحية الصحية" لممارسة مهام رئيس الدولة.

وبسبب الجلطة الدماغية التي أصابت الرئيس بوتفليقة (82 سنة) في 2013 فإنه لم يتوجه للجزائريين بأي خطاب بشكل مباشر.

وظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها "نادي قضاة الجزائر"، ودعت القضاة الى التوقف عن العمل.

وأكد "نادي القضاة" الذي يقول إنه يضم ألف عضو، أن القضاة سيقاطعون اللجان الانتخابية التي يمثلون نصف عدد أعضائها.

وانضم قضاة وكُتاب ضبط في محاكم عنابة، شرق الجزائر، الى الوقفة الاحتجاجية للمحامين وكذلك الأمر في بجاية بمنطقة القبائل، بالرغم من تحذيرات وزير العدل.

وأكد أمين عام نقابة المحامين بناحية بجاية علي موساوي لوكالة فرنس برس أن "هذه سابقة في تاريخ القضاء الجزائري. قضاة شجعان كسروا حاجز ما .. واجب التحفظ، المزعوم".

وأضاف أن كُتّاب الضبط (مساعدو القضاة) قرروا هم أيضا التوقف عن العمل في محاكم بجاية.

وقال وزير العدل الطيب لوح في خطاب بثه التلفزيون انه على القضاة "الالتزام بواجب التحفظ واتقاء الشبهات والسلوكات الماسة بحياد القاضي" .. كما على "السلطة القضائية" ان تبقى "بعيدة عن التجاذبات السياسية".

وشارك القضاة والمحامون في تجمع بعنابة معتبرين أنهم "كجزائريين ومواطنين وقضاة، واجباتهم أكبر من واجب التحفظ" بالنظر الى الظروف التي تمر بها البلاد.

كما تظاهر المحامون في العاصمة الجزائر ووهران وقسنطينة، وهي أكبر مدن البلاد.
&