الرباط: أكدت قوات سوريا الديمقراطية تسليم أسرى مغاربة في المعارك الدائرة بسوريا للسلطات المغربية، فيما أعلنت واشنطن ترحيبها بقبول المغرب استيلامهم. واعتبرت واشنطن في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية اليوم أن الخطوات التي قام بها المغرب في هذا الاتجاه "ينبغي أن تشجع الدول الأخرى على استعادة مواطنيها الذين سافروا للقتال في صفوف داعش ومحاكمتهم".

وترى واشنطن أن عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية يعد أفضل حل لمنعهم من العودة إلى ساحة القتال.

وأكد بيان الخارجية الأميركية أن المغرب "شريك كفء بشكل خاص في التحالف العالمي لمحاربة داعش، ونحن نقدر التزامه في مجال مكافحة الإرهاب".&

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية في وقت سابق أمس عن "ترحيل مجموعة تضم ثمانية مواطنين مغاربة كانوا يوجدون في مناطق النزاع بسوريا"، وذلك "في إطار مساهمتها في الجهود الدولية المرتبطة بمكافحة الإرهاب والوفاء بمسؤولية حماية المواطنين".

وذكر البيان أن "هذه العملية، التي تكتسي طابعا إنسانيا، مكنت المغاربة المرحلين من العودة إلى بلدهم الأصلي في كل أمان"، مشيرا إلى أن "هؤلاء المرحلين سيخضعون لأبحاث قضائية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك من أجل تورطهم المحتمل في قضايا مرتبطة بالإرهاب".

وحسب مصدر أمني مغربي فإن عدد المغاربة الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية في سوريا يقدر بنحو 1666 شخصا، بينهم 1007 رجل و289 امرأة و370 طفلا. وأوضح المصدر أن نحو 245 من بين هؤلاء عادوا للمغرب، ضمنهم 178 رجلا و52 امرأة و15 طفلا. وجرى اعتقال 110 شخص من بينهم على الحدود المغربية وقدموا للمحاكمة في إطار قانون الإرهاب.

وأشار المصدر إلى أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن نحو 643 مغربيا قتلوا خلال المعارك أو في عمليات انتحارية، في حين لا يزال مصير نحو 200 مقاتل مجهولا، مرجحا أن يكون العديد منهم معتقلين لدى الأكراد أو القوات الموالية للنظام السوري. ولم يستبعد المصدر أن يكون عدد من هؤلاء قد تعرضوا للتصفية من طرف قوات النظام السوري، مشيرا إلى أنه في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ودمشق لا تتوفر السلطات المغربية على أية قناة لمتابعة أوضاع المعتقلين المغاربة لدى النظام السوري.

ومع انهيار "داعش " وتفكك التنظيمات الإرهابية في سوريا أصبح مصير المقاتلين في صفوفها يشكل هاجسا أمنيا للعديد من الدول التي ينحدر منها هؤلاء المقاتلون، خاصة أوروبا. بيد أن المئات منهم معتقلين لدى القوات الموالية لنظام الأسد أو لدى الأكراد، إلا أن عدم استقرار الأوضاع في المنطقة يجعل احتمال هروبهم واردا في أية لحظة، إضافة إلى استفحال الأوضاع الإنسانية في تلك المناطق.

وسبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن حث حلفائه الأوروبيين على استعادة المقاتلين الذين يتحدرون من دولهم ومحاكمتهم. تجدر الاشارة الى ان العديد من الأوروبيين من أصول مغاربية انتقلوا في السنوات الأخيرة للقتال في سوريا. ويقدر عدد المغاربة من بين هؤلاء بما بين 2000 و3000 شخص، التحقوا بسوريا انطلاقا من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
&