هل تشكل زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جدلًا عقيمًا بين الفرقاء السياسيين في لبنان، وما هي أهم الخطوط العريضة لزيارته المرتقبة إلى بيروت؟.

إيلاف من بيروت: ما هي الخطوط العريضة التي سيحملها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في زيارته المقبلة إلى لبنان، خصوصًا أن الزيارة تأتي بعد انتهاء أعمال مؤتمر "بروكسل 3"، الذي تنطلق أشغاله اليوم الأربعاء والمتعلق بشؤون النازحين السوريين، حيث إن الزيارة ستعكس، ليس فقط التوجه الأميركي في المنطقة، بل المزاج الدولي العام المرتبط بالشأنين الإيراني والسوري.

ستتم الزيارة في 22 و23 من الشهر الحالي، أي قبل أيام قليلة على الزيارة التي يعتزم رئيس الجمهورية ميشال عون القيام بها إلى موسكو في 25 من هذا الشهر.

وكانت معلومات سابقة أفادت بأن "الزيارة ستتم قبل ذلك، إلا أن تغيير الموعد يعود إلى أن الخيار كان بين أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي جولته من لبنان التي تشمل أيضًا الكويت وإسرائيل، أو أن يختمها فيه، فتقرر أن يكون لبنان المحطة الأخيرة لهذه الجولة".

وسواء كان أمر تغيير البرنامج لوجستيًا أو مقصودًا، فإن أوساطًا محلية اعتبرت أن "بومبيو سيحمل إلى بيروت عصارة زياراته السابقة وزيارته المقبلة إلى المنطقة، بما يجعل من مواقف بومبيو متأسسة على استراتيجية الولايات المتحدة إضافة إلى ما توصل إليه من محادثات شملت دولًا عربية عديدة".

حول الزيارة، يقول النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" إن أي زيارة لأي مسؤول أميركي في ظل الوضع السياسي والقائم مع وجود حزب الله في لبنان والمواجهة مع إيران، بالتأكيد ستؤدي إلى جدل سياسي، مع وجود جزء سيعتبر الزيارة اعتداءً على السيادة، لأنها ستكون بمواجهة مع إيران، وهناك طرف سيعتبرها قضية لبنانية تعتمد على المصالح اللبنانية فقط، من هنا الجدل متوقع للزيارة.

النفط
ما مدى صحة أن زيارة بومبيو تشمل خطة لإقناع اللبنانيين بتقاسم النفط البحري؟. يجيب علوش إن الموضوع مطلوب من اللبنانيين قبل الأميركيين، وهناك وساطة منذ فترة طويلة للوصول إلى نتيجة في هذا الخصوص، لأن الملف يشكل إعاقة في المنطقة، من هنا القضية ستطرح، لكن لا نعرف إلى أي مدى سيكون الموضوع مقبولًا من اللبنانيين.

إسرائيل
ماذا عن زيارة بومبيو لإسرائيل قبل لبنان؟، يجيب علوش "ماذا نتوقع هل العلاقة بين إسرائيل وأميركا غير جيدة كي لا يزور بومبيو إسرائيل؟، فإما أن يرفض لبنان استقباله، وإما أن نتقبل الأمر الواقع بأن علاقة أميركا مع إسرائيل تبقى أولوية".

ولدى سؤاله هل لبنان مستعد للزيارة بمختلف تداعياتها؟، يجيب علوش أن لبنان ليس مستعدًا لتداعيات أي زيارة لأي موفد، لا سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا أمنيًا.

موضوعات للبحث
ماذا عن أهم الموضوعات التي سيحملها بومبيو في زيارته إلى لبنان؟، يجيب علوش أن هناك حاجة إلى حسم الملف البحري والغاز والملف، الذي له علاقة بالتعاون الأميركي اللبناني في المسائل الأمنية، والتي لها علاقة بالجيش اللبناني.

لكن يتابع علوش، مسبقًا سنشهد جدلًا لن ينتهي قبل أن نحصل على السيادة الحقيقية في لبنان، وهذا غير متوافر مع وجود ميليشيات مسلحة تابعة لدولة غير لبنانية.

عن اعتبار البعض للوفود الخارجية في لبنان أنها تشير إلى تدخل فاضح في السياسة الداخلية اللبنانية، يشير علوش إلى أن لبنان كأي دولة عندما نحتاج إنقاذًا من الخارج لدعم أوضاعنا، فيجب أن نتوقع شروط الخارج وتدخلاته.