شنت طائرات روسية يوم أمس الأربعاء غارات جوية عدة استهدفت السجن المركزي في مدينة إدلب في سوريا، ما تسبب بمقتل وجرح وفرار عدد من السجناء.

إيلاف: أدّى قصف إدلب إلى مقتل 13 مدنيًا، بينهم ستة أطفال، وإلى جرح نحو 60 آخرين. وهذه الضربات الروسية هي الأولى على المحافظة منذ الاتفاق الروسي التركي، الذي تم التوصل إليه في سوتشي الروسية في 17 سبتمبر 2018، مما يدل على عدم اتفاق تركيا وروسيا وإيران حول استمراره وآليات العمل به.

قال عبيدة الصالح المتحدث باسم الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام، في تصريح نشرته مواقع تابعة للهيئة، على شبكات التواصل الاجتماعي، "تبيّن لنا بعد معاينة موقع السجن المركزي أن عددًا من جنود وضباط النظام "النصيري" لقوا مصرعهم جراء القصف الذي تعرّض له السجن".

ملاحقتنا لن تتوقف
ووجّه الصالح رسالة إلى جنود النظام قائلًا: "هذا هو مصيركم ونهايتكم، قتل بقصف طائرات الاحتلال الروسي من دون أن يكترث لحياتكم أو سلامتكم… هدفه في كل جرائمه زعزعة الأمن في المناطق المحررة".

أضاف "ونعد الاحتلال الروسي وأذنابه من النظام وميليشياته أن قصفه هذا لن يثنينا عن عملنا وواجبنا في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن ملاحقتنا لجميع الخلايا التي تعيثُ فسادًا في المنطقة باختلاف تبعياتها لم ولن تتوقف بإذن الله مهما كانت الظروف".

قالت المصادر نفسها إن الجهاز الأمني لتحرير الشام ألقى القبض على خليتين تتبعان لقاعدة حميميم الروسية مسؤولتين عن تنفيذ العديد من عمليات التفجير والتخريب في المناطق التي يطلق عليها "المحررة".

هذا وتشاركت هيئة تحرير الشام مع الجبهة الوطنية للتحرير في الحواجز المنتشرة في محافظة إدلب، بالتزامن مع تصعيد القصف من جانب النظام على المنطقة.

التبرير الروسي&
فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الحربي التابع لها شنّ الأربعاء ضربات دقيقة إلى مستودع لتنظيم "هيئة تحرير الشام" في مدينة إدلب السورية.

قالت وزارة الدفاع "وجّهت طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية وبالتنسيق مع الجانب التركي ضربة جوية دقيقة إلى مستودع أسلحة و ذخائر تابع لتنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي (جبهة النصرة سابقًا) في مدينة إدلب".

أضاف البيان "وبحسب معلومات مؤكدة عبر قنوات عدة، نقل المسلحون قبل ذلك إلى المستودع دفعة كبيرة من الطائرات بدون طيار الضاربة، وخطط الإرهابيون لاستخدامها في شن هجوم جوي على قاعدة حميميم الروسية"، واستهدف الطيران الروسي بعشرات الصواريخ مناطق عدّة في محافظة إدلب، شملت مدينة إدلب، إضافة إلى قصف طال بلدة سراقب.

تنسيق.. لا تنسيق&
لكن العقيد في الجيش السوري الحر المعارض فاتح حسون نفى ضمنًا في حديث لـ"إيلاف" ما أعلنه بيان الوزارة الروسية حول تنسيق روسي مع تركيا في الضربات على إدلب.

وقال "لقد اعتدنا على البيانات غير الصحيحة والتصريحات غير الدقيقة من قبل القيادة الروسية على مختلف مستوياتها، فكم تصريح صدر بخروج وانسحاب وعودة القوات الروسية إلى بلادها، ولم يحصل، وكم تصريح صدر من وزارة الدفاع الروسية، وبعد ساعات تبيّن عدم صحته، وكم معاهدة تتعلق بسوريا قامت بها روسيا، ولم توفِ بتنفيذها، وكم تهمة تتعلق بتحضير المعارضة السورية لتنفيذ هجوم كيميائي، ولم يلتفت إلى ذلك أحد".

ورأى أن "التصريحات والبيانات الروسية "غير الصحيحة"، والتي تلعب على (لفظ الكلمة) وترجمتها، لا مصداقية لها، بل تعتبرها روسيا براعة وحذلقة سياسية. وتخاطب بها الرأي العام لاستثارة العواطف، في الوقت الذي لا يلقي النخب والمثقفون وأصحاب القرار لها بالًا".&

نثق بتركيا لا روسيا
واعتبر أن تصريح &وزارة الدفاع الروسية، الذي يقول إن الغارة شنت بتنسيق مع تركيا، و"كلمة (تنسيق) حمّالة وجوه عديدة، فهل هو تنسيق جوي يتعلق بالممرات الجوية والإعلام عن استخدام الممر، أم تنسيق لوجستي يتعلق بوسائط الدفاع الجوي، أم تنسيق سياسي يتعلق باتفاقية قمة سوتشي بشكل عام؟".

قال "ما نحن متأكدون منه كقوى ثورة ومعارضة سورية أن تركيا ضامن ثقة، وأن روسيا عدو، وما يصدر من تركيا هو ما نأخذ به، لا ما يصدر من روسيا".

أضاف إن بيان وزارة الدفاع الروسية "لا يدل على وجود خلاف، بل يدل على وجود تفاهمات وتنسيق عام بإطار عام، وقد أوضحت قيادات ميدانية تركية أن القصف لم يتم بالتنسيق مع تركيا".&

ردًا على سؤال هل ما جرى هو تقويض لاتفاق سوتشي، أجاب: "لا أعتقد أن ما حدث هو تقويض نهائي لسوتشي، فقمة سوتشي قام بها رئيسا الدولتين، ولا يمكن أن يلغيها قصف بأمر من قائد قوات محدودة خارج روسيا، لكنها ورقة ضغط تريد استخدامها روسيا لتعجيل تركيا في تنفيذ باقي بنود اتفاق قمة سوتشي المتعلق بالمنطقة منزوعة السلاح، والفصائل المصنفة، والطرق الدولية، وذلك قبيل اجتماع وزيري خارجية الدولتين في الأسبوع المقبل".

معارضون سوريون في المقلب الآخر لم يستبعدوا التنسيق الروسي التركي، وهو ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول التنسيق في سماء إدلب.

قالوا إن الملفات المتشابكة في سوريا كانت وستكون مصالح متبادلة بين البلدين على سبيل تقديم روسيا لتركيا خطوة أو تسهيلات ما ضد الأكراد، فتعطي تركيا لروسيا خطوة ضد الفصائل التي تعتبرها موسكو إرهابية.

خلافات&
هذا وخلال ذلك تحدثت تقارير عن استمرار الخلافات بين هيئة تحرير الشام وفصيل حراس الدين، الذي اعتبر قبول تحرير الشام ببنود اتفاق أستانة وفتح الطريق الدولي أمام النظام السوري وحليفته موسكو والحديث عن مشروع تشكيل مجلس عسكري موحد تكون مهامه اتخاذ قرارات السلم والحرب، "خيانة".&
&