قال المحلل الأمني النيوزلندي بوبي كانن إنه تحدث إلى مسؤولين كبار في أجهزة الأمن في بلاده أخيرًا حول تهديدات تصدر من متعصّبين بيض تجاه الأقليات في مواقع التواصل الاجتماعي "لكنهم قالوا لا تقلق بشأنهم، فهؤلاء مهرّجون، ولن يفعلوا شيئًا".

إيلاف: هاجم مسلح واحد على الأقل مسجدين في مدينة كرايست تشيرش خلال صلاة الجمعة، وقتل 49 مصلّيًا، وأصاب أكثر من 40، وصفت حال أكثر من عشرين منهم بالخطرة، في حادثة هي الأكثر دموية في تاريخ البلاد.

يستهدف كل الفئات
ذكر كانن في مقابلة مع قناة "إي بي سي" النيوزلندية الجمعة أن أجهزة الاستخبارات خصصت "ملايين الدولارات لمواجهة الإرهاب الإسلامي، ووضعت مسلمين تحت المراقبة، فيما تعمّدت تجاهل التهديدات التي تصدر من المتعصّبين البيض، وهذا ما يفسّر أن المشتبه فيهم الأربعة في تنفيذ الهجوم لم يكونوا على لائحة الرصد لدى أجهزة الأمن".

وأشار إلى أن أحد منفذي الهجوم برينتون تارنت (28 عامًا) "كان يخطط له على مدى عامين، وكان ناشطًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويبث خطابًا مليئاً&بالكراهية والتهديدات، ليس تجاه المسلمين فقط، بل نحو كثير من الأقليات الأخرى، لكنه لم يوضع على لائحة المراقبة".

توقع كانن أن تحدث المجزرة "تغييرًا كبيرًا في عمل أجهزة الاستخبارات، وتبدأ في الالتفات جديًا إلى التهديد الذي يشكله المتعصّبون البيض والنازيون الجدد".

بث مباشر للهجوم
وعارض المحلل الأمني ما ذكرته رئيسة الوزراء جاسيندا أردين من أن منفذي الهجوم لا يمثلون نيوزلندا. وقال "هم جزء من مجتمعنا، وعلينا الاعتراف بهذه الحقيقة، ومواجهتها، فلا يوجد بلد في العالم يخلو من المتطرفين".

وكان تارنت بث عبر حسابه على موقع فايسبوك مشاهد مباشرة للهجوم، ظهر فيها يطلق النار بكثافة من سلاح آلي، ويجهز على مصابين داخل المسجد.

أعلنت السلطات النيوزلندية أنها احتجزت ثلاثة رجال وامرأة، ووجّهت إلى واحد منهم تهمة القتل، ومن المفترض أن يمثل أمام المحكمة يوم السبت بالتوقيت المحلي.