نشر رجل يطلق على نفسه اسم برينتون تارانت تغطية حية على الإنترنت لهجوم على مسجد ين بمدينة كرايست تشيرش.

ويظهر الرجل في لقطات مروعة وهو يطلق النار بشكل عشوائي على رجال ونساء وأطفال من مسافة قريبة داخل مسجد النور في المدينة.

وكان الشخص نفسه نشر من قبل وثيقة مشوشة تفور بالسُباب والألفاظ النابية متبنيا أيديولوجية يمينية متطرفة عنيفة.

وقالت الشرطة إنها احتجزت ثلاثة أشخاص واتهمت رجلا في أواخر العشرينيات من عمره بتهمة القتل.

وأكد رئيس الوزراء الاسترالي، سكوت موريسون، الجمعة، أن رجلا محتجزا في نيوزيلندا كان مواطنا أستراليا.

ووصفه موريسون بأنه "إرهابي عنيف ينتمي لليمين المتطرف"، معربا عن استعداد السلطات الأسترالية لتقديم المساعدة في التحقيقات التي تجريها نيوزيلندا.

بث مباشر لهجوم

يظهر المهاجم في اللقطات وقد جهزّ نفسه بما يبدو "كاميرا محمولة على الرأس" لتغطية الهجوم تغطية حية.

رجل يطلق على نفسه اسم برينتون تارانت نشر مقطع فيديو على الإنترنت يصور الهجوم
Reuters
نشر رجل يطلق على نفسه اسم برينتون تارانت مقطع فيديو على الإنترنت يصور الهجوم

وبُثت التغطية على الإنترنت، بما في ذلك موجز على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ليظهر العنف بشكل تفصيلي.

واحتوت سيارة المشتبه به على أغنية النشيد الحماسي لوحدات حركة "التشتنيك" الصربية شبه العسكرية والتي اشتهرت في الفترة بين عامي 1992 و1995.

وتمجد الأغنية الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش المدان في عملية إبادة جماعية وجرائم حرب.

وكُتبتْ على أسلحة المشتبه به أسماء رجال مدانين بقتل مسلمين ومهاجرين.

وكُتبتْ على إحدى قطع السلاح عبارة "من أجل روترهام"، في إشارة إلى فضيحة اعتداء على أطفال في المملكة المتحدة؛ بينما كُتبتْ على قطع سلاح أخرى عبارات تشير إلى معارك تاريخية نشبت بين البلدان الأوروبية والإمبراطورية العثمانية.

وثيقة إدانة ذاتية

أفادت تقارير إعلامية استرالية بأن برينتون تارانت هو في الأصل من مدينة غرافتون الواقعة على مسافة 600 كيلو متر شمالي سيدني، وبأنه كان يعمل في السابق بإحدى دور اللياقة البدنية.

وقالت مديرته السابقة في العمل، تراسي غراي، لوسائل إعلام استرالية محلية، "إنه لم يُبدِ أبدا أي وجهات نظر متطرفة، كما لم يظهر أي سلوك جنوني".

وفي وثيقة مطولة تحتوي على 16500 كلمة، قال المشتبه به إنه بدأ في التخطيط لهجوم بعد زيارة قام بها عام 2017 إلى أوروبا حيث أغضبته الأحوال هناك.

أسلحة ظهرت في اللقطات التي تصور الهجوم
Reuters
ظهرت أسلحة في اللقطات التي تصور الهجوم

وأشار بشكل محدد إلى هجوم بشاحنة نفذّه متعاطفٌ مع تنظيم الدولة الإسلامية في السويد؛ كما أشار إلى قرار فرنسا انتخاب إيمانويل ماكرون صاحب الآراء المعتدلة رئيسا؛ وأشار كذلك في وثيقته إلى التنوع العرقي في فرنسا من بين الأشياء التي أغضبته في تلك الزيارة.

وعلى الرغم من إصراره على أنه لم يكن مدفوعا بدافع الشهرة، جعل المشتبه به يُفصّلُ أفكاره حول موضوعات عديدة لا تجمع بينها رابطة؛ كما أقرّ برغبته في البقاء بعد الهجوم، وعن تطلعه لأن ينشر الرعب.

وقال المشتبه به في وثيقته إنه اختار مسجد النور هدفا لهجومه قبل ثلاثة أشهر.

لكن موقع (بيلنغ كات) الاستقصائي رأى أن الوثيقة ليست سوى شَرَك نُصِبَ للصحفيين بغرض التشويش وتشتيت الأفكار.

ماذا عن المحتجزين الآخرين؟

وأشارت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أردرن، إلى أن أحد المحتجزين لم يكن من قبل مُسجلا على قوائم المراقبة الأمنية.

وقالت أردرن للصحفيين، الجمعة: "بالطبع تستجوب الشرطة المحتجزين الآن، ومن ثم ليس بإمكاني الاستفاضة في هذا الخصوص".

وأضافت: "كان ثمة شيء من التخطيط" اكتنف الهجمات، لكن الصورة الكاملة لم تتضح بعد.

وقالت الشرطة إن رجلا في الثامنة والعشرين من عمره متهما بالقتل من المقرر أن يمثل للمحاكمة يوم السبت.