سيمفيروبول: دشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين محطتين لانتاج الكهرباء في القرم بهدف تأمين الطاقة في شبه الجزيرة الاوكرانية، وذلك بعد خمس سنوات من ضمها، وسط استمرار التوتر مع كييف والدول الغربية.

وفي سيباستوبول، الميناء الكبير على البحر الاسود، شارك بوتين في احتفال لتدشين محطة واطلق عبر الدائرة المغلقة ورشة بناء المحطة الثانية في سيمفيروبول، عاصمة المنطقة.

واكد الرئيس الروسي ان المحطتين "ستعملان بكامل طاقتهما"، مشيدا ب"خطوة مهمة" نحو تعزيز "الامن على صعيد الطاقة في شبه الجزيرة".

وكانت القرم مرتهنة في شكل شبه تام لاوكرانيا قبل ضمها. ودفع انقطاع في الكهرباء نسبته موسكو الى عمليات تخريب، روسيا الى القيام باستثمارات كبيرة لتحديث البنى التحتية.

وكان بوتين دشن في مايو الفائت وهو يستقل شاحنة، جسرا بطول 19 كلم يربط شبه الجزيرة بالاراضي الروسية عبر مضيق كيرتش.

وقال بوتين "18 مارس هو يوم مميز بالنسبة الى سيباستوبول والقرم وكل البلاد"، على أن يلقي خطابا خلال حفل موسيقي مساء في سيمفيروبول.

واقيمت احتفالات في كل انحاء روسيا في ذكرى ضم القرم، وذلك بعد تدخل للقوات الخاصة الروسية أعقبه اجراء استفتاء على ذلك ندد به المجتمع الدولي. ومثلت هذه الخطوة ردا على تولي حكومة موالية للغرب السلطة في كييف بعد حراك شعبي كثيف.

وفي روسيا، يعتبر انتقال القرم إلى السيطرة الروسية في 18 مارس 2014، "عملية ضم"، في حين ترفض أوكرانيا والغرب الأمر باعتبار أنه "إلحاق غير شرعي". وكلفت هذه الخطوة موسكو سلسلة من العقوبات الأوروبية والأميركية الشديدة أثرت على الاقتصاد الروسي بشكل حاد.

من جهته، وعد الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الإثنين بأن "القرم ستعود إلى أوكرانيا، وسنعمل ما بوسعنا للتأكد من أن ذلك سيحصل في أسرع وقت مباشرة بعد الانتخابات" الرئاسية المقررة في 31 مارس.

وفي 2017 و2018، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على موسكو لارسالها الى القرم مضخات غاز ابتاعتها موسكو من شركة سيمنز الالمانية. وعلق بوتين الاثنين أن هذه العقوبات "ستلحق اضرارا بالجميع".

"شعور بالاستقلال"

وقالت المدرسة المتقاعدة في سيمفيروبول فالنتينا دورويكو لفرانس برس "هناك شعور بالاستقلال والحرية"، فيما قالت مارينا تيشتشنكو ان "الوضع تحسن فقط خلال الاعوام الخمسة الاخيرة".

من جهته، آسف اوليغ ايفانوف للعقوبات التي فرضها الغربيون على القرم، وقال "يجب التفاوض وتغيير الامور". وفرضت الولايات المتحدة الجمعة بالتوافق مع الاتحاد الأوروبي، استراليا، وكندا، عقوبات جديدة ضد مسؤولين روس "بسبب مواصلة العدوان في أوكرانيا".

وفي بروكسل، ندد حلف شمال الاطلسي الاثنين بتعزيز الوجود العسكري الروسي في القرم ومنطقة البحر الاسود.

وقال وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين لفرانس برس ان "الاعوام الخمسة الاخيرة سادتها اجواء من الرعب العلني او الضمني بحق من يقيمون في القرم في انتهاك للقانون الدولي".

ويواجه تتار القرم، وهم مجموعة مسلمة محلية ترفض في غالبيتها ضم القرم إلى روسيا، ضغوطا شديدة من السلطات الروسية التي حظرت مجلسهم معتبرة انه "منظمة ارهابية" واغلقت القناة التلفزيونية التابعة لهم.

واستبعد بوتين الذي شهدت شعبيته في البلاد ارتفاعا ملحوظا عقب ضم القرم قبل أن تتراجع مؤخرا، في مناسبات عدة عودة شبه الجزيرة إلى أوكرانيا. واظهر إحصاء أجراه مركز الرأي العام في بداية آذار/مارس ان 39 في المئة فقط من الروس يؤيدون ضم القرم مقابل 67 في المئة العام 2014.&