دمشق: أعلنت دمشق الإثنين أن الجيش السوري "سيحرر" مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في شمال وشرق سوريا، عن طريق "المصالحات" أو "القوة" العسكرية، وفق ما أعلن وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب.

من جهة ثانية، أثنى الرئيس السوري بشار الأسد على "متانة" العلاقة التي تجمع بلده بالعراق وإيران، خلال استقباله مسؤولين عسكريين رفيعين من البلدين.

وقال وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب خلال مؤتمر صحافي مشترك في دمشق مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أنّ "الورقة الوحيدة المتبقية بيد الأميركيين وحلفائهم هي قسد" في إشارة الى قوات سوريا الديموقراطية.

وأضاف "سيتم التعامل معها بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية: المصالحات الوطنية أو تحرير الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة".

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية آخر معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا. وسبق للرئيس الأسد أن وضع الأكراد أمام هذين الخيارين.

ولا تنظر دمشق بعين الارتياح إلى الدعم الأميركي للأكراد، الذين يعدون ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري، وتضم مناطق سيطرتهم أبرز حقول النفط والغاز وأراضي زراعية شاسعة وثروات مائية.

وبدأ الأكراد خلال الصيف مفاوضات مع دمشق، لم تحقق تقدماً بعد. ويقول مسؤولون أكراد إن الحكومة السورية تريد إعادة الوضع في مناطقهم إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011 وهو ما لا يمكنهم القبول به، مع رغبتهم بالاحتفاظ بمؤسسات الإدارة الذاتية التي بنوها تباعاً.

وأكد أيوب أن "الدولة السورية ستعيد بسط سلطتها التامة على كامل جغرافيتها عاجلاً أم آجلاً" موضحاً أن محافظة "إدلب لن تكون استثناء أبداً".

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على مجمل المحافظة حيث تتواجد فصائل إسلامية ومعارضة في مناطق محدودة. ويحمي اتفاق روسي تركي تم التوصل اليه في أيلول/سبتمبر إدلب من هجوم لطالما لوحت دمشق بشنه.

وفي ما يتعلق بالمباحثات مع الجانبين الإيراني والعراقي، أكد أيوب "الحرص على تفعيل التنسيق وتمتين آواصر التعاون بين جيوشنا الثلاثة".

وقال إن "ما تمخض عنها سيساعدنا في الاستمرار في مواجهة التحديات والأخطار والتهديدات التي أفرزها انتشار الارهاب التكفيري وتمدده".

وتعد إيران، الى جانب روسيا، حليفاً رئيسياً لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع دعماً سياسياً واقتصادياً قبل أن تبدأ بإرسال مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري.

وخلال المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تعاونت دمشق وبغداد على المستويين العسكري والاستخباراتي، وشكلا غرفة عمليات مشتركة تضم كذلك إيران وروسيا.&

ويربط بين سوريا والعراق ثلاثة معابر مغلقة حالياً، هي البوكمال تحت سيطرة القوات الحكومية في دير الزور (شرق) وهو محاذ لمنطقة المعارك بين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية، وممر اليعربية تحت سيطرة الأكراد في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بالإضافة إلى التنف (جنوب شرق) وتسيطر عليه قوات من التحالف الدولي مع فصائل معارضة تدعمها.

وقال الغانمي خلال المؤتمر إن "الأيام المقبلة ستشهد إن شاء الله فتح المنفذ الحدودي" في إشارة الى البوكمال.

وشدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية على أن فتح المنافذ الحدودية "أمر مهم وحساس &للمبادلات التجارية وتنقل السياح والزوار الإيرانيين انطلاقاً من الجمهورية الاسلامية الى العراق ومن العراق الى سوريا".

وفي وقت لاحق، زار الغانمي وباقري الرئيس السوري الذي أكد أن "العلاقة التي تجمع سوريا بإيران والعراق متينة، تعززت خلال فترة الحرب، حين امتزجت دماء القوات المسلحة السورية والإيرانية والعراقية في مواجهة الإرهاب ومرتزقته".

وقال إن اللقاء "يعبر عن وحدة المعركة والخندق والعدو".

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.