إيلاف من واشنطن: رسم باحثان أميركيان صورة قاتمة لما قد تنتهي اليه المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة حاليا مع حركة طالبان الأفغانية المتشددة، و"التي مازالت على تحالف وثيق مع تنظيم القاعدة"، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.

وفي مقالة مطولة نشرت في موقع بولتيكو الإخباري الإثنين، قال توماس جوسلين وبيل روجيو وهما باحثان كبيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أن الولايات المتحدة وافقت في المفاوضات الجارية على سحب قواتها من أفغانستان، "ما يعني أن الحركة المتطرفة ستفرض سيطرتها على البلاد فعليا".

ولاحظا أن واشنطن رضخت "بشكل لا يصدق" لطالبان التي تسيطر فعلياً على نحو نصف مساحة البلاد، وذلك بموافقتها على أن لا تكون الحكومة الأفغانية جزءا من المفاوضات “لأنها دمية”، كما أن "واشنطن لم تضع شروطا مسبقة، منها إجبار الحركة على قطع علاقتها تماما بتنظيم القاعدة".

واعتبرا أن وزارة الخارجية الأميركية "توسلت إلى طالبان للموافقة على إجراء المحادثات، لذا فالحركة تتفاوض من موقع قوة ويفرضون شروطهم، خصوصاً في ظل رغبة إدارة ترمب بإنهاء الوجود العسكري الأميركي الذي مضى عليه أكثر من 17 عاماً".

وأشارا جوسلين وروجيو إلى الهجوم العنيف الذي شنه مسؤولون أفغان ضد قائد فريق المفاوضات الأميركي خليل زاد، إذ يتوقعون أن إدراة ترمب تتهيأ لتسليم البلاد إلى "الجهاديين" الذين حاربتهم على مدى عقدين.

وذكرا أن الحركة المتشددة بدأت بالفعل بإنشاء حكومة ظل في جميع أنحاء البلاد "استعدادا لتأسيس إمارة أفغانستان الإسلامية الشمولية، إذ ينوي قادتها المشاركة في السلطة مع الحكومة الأفغانية المنتخبة في البداية، لكنهم يخططون صراحة لاغتصاب السلطة، وهو هدف يمكن تحقيقه الآن أكثر من أي وقت مضى منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في أكتوبر 2001، خصوصا مع استعداد القوات الأمريكية والناتو للمغادرة".

ولاحظ الباحثان أن "تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية لهما وجود في طول البلاد وعرضها، ويتدربون ويخضون معارك هناك"، لكنهما أكدا في ذات الوقت أن "طالبان تعادي الدولة الإسلامية وخاضت مواجهات معها، لكن علاقتها مازالت وثيقة بتنظيم القاعدة، وفقاً لتقارير صدرت مؤخرا عن الأمم المتحدة".

وقالا إن تعهد طالبان للفريق الأميركي "بعدم السماح باستخدام الأراضي الإفغانية لشن هجمات إرهابية، لا يغير من الحقيقة شيئا، فأعضاء من القاعدة يقاتلون في صفوف الحركة".

وذكرا أن طالبان وفرت "مراكز &لتنظيم القاعدة لتدريب كوادره عسكريا كتلك الواقعة في منطقة شوراباك بالقرب من قندهار، ودهمتها قوة أميركية وأفغانية عام 2015".

وحذرا وزير الخارجية مايك بومبيو من القبول “بصفقة سيئة مع الحركة المتشددة، ووإلا ستعود أفغانستان إمارة إسلامية متشددة، وأرض توفر ملاذا لتنظيمات متطرفة مثل القاعدة”.

ومن المفترض أن تجري جولة جديدة من المحادثات نهاية الشهر الجاري بين مبعوثي طالبان والفريق الأميركي في العاصمة القطرية الدوحة.