طهران: رفض المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله على خامنئي الخميس آلية تجارية أنشأتها الدول الأوروبية لتجاوز العقوبات الأميركية الجديدة ووصفها بأنها "دعابة ثقيلة"، مشيرا الى انه لا يمكن الوثوق بأوروبا.

وقال خامنئي في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي من مرقد الامام الرضا في مشهد، حيث يتحدث كل عام بمناسبة بدء السنة الايرانية الجديدة "هذه القناة المالية التي أنشئت مؤخرا أشبه بالدعابة، دعابة ثقيلة".&

وأطلقت بريطانيا وفرنسا والمانيا نظام دفع خاصًا يحمل اسم "انستكس" أو "أداة دعم التبادلات التجارية مع إيران" أواخر يناير، بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع ايران.

وهذه الدول الأوروبية الثلاث وقعت الاتفاق الى جانب الولايات المتحدة وروسيا والصين لكبح الطموحات النووية لطهران مقابل تخفيف العقوبات.

وأنشأت لندن وباريس وبرلين آلية الدفع "انستكس" على أمل أن تساعد في إنقاذ الاتفاق النووي، وذلك من خلال السماح لطهران بمواصلة التبادل التجاري مع الشركات الأوروبية على الرغم من إعادة فرض واشنطن للعقوبات.

وقال خامنئي "الفارق بين ما يتوجب عليهم فعله وما يعرضونه بعيد بعد الأرض عن السماء".

واضاف "علينا ان نقطع الامل بأي مساعدة من الغربيين" مضيفا "يمكننا ان نتوقع من الغربيين المؤامرة والخيانة والطعن من الظهر، ولكن لا يمكننا ان نتوقع المساعدة والنزاهة منهم".

واشار الى ان "الساسة الغربيين يرتدون البزات الانيقة وتفوح منهم أرقى العطور ويرتدون ربطات العنق ويحملون الحقائب الدبلوماسية، ولكن باطنهم وحشي بالمعنى الحقيقي للكلمة".

لكنه تدارك "أن هذا الكلام لا يعني قطع العلاقات مع الدول الاوروبية، لأنني وفي مختلف الفترات والحكومات المتتالية، شجعت على تنمية العلاقات معهم، ولكن ليس بمعنى التبعية، مع انه لا يمكن الوثوق بالغربيين في الوقت نفسه".&

وأعلنت ايران الثلاثاء تسجيل آلية جديدة موازية لـ"انستكس" تحت اسم معهد التجارة والمالية الخاصة، وفق ما أفادت وكالة ايسنا شبه الرسمية.

وقال محافظ البنك المركزي الايراني عبد الناصر همتي "مع تسجيل (الآلية الايرانية) نتوقع انه بالتعاون مع انستكس ستسهل التجارة بين ايران واوروبا وستكون مؤثرة في مواجهة القيود الناجمة عن العقوبات الأميركية.

واعتبر خامنئي ان "الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الإيرانيون تُمثل المشكلة الأساسية الأكثر إلحاحاً في البلاد".

وقال: "المشاكل المعيشية للمواطنين تزايدت، وبخاصة في الأشهر الأخيرة".

واضاف "الأولوية العاجلة والقضية الجادّة للبلاد هي قضية الاقتصاد"، في اشارة الى انخفاض قيمة الريال وتراجع القدرة الشرائية والانتاج.