الرباط: قررت وفود الأطراف المعنية بنزاع الصحراء في ختام لقاء جنيف الثاني، عقد "مائدة مستديرة" ثالثة من المباحثات تحت إشراف المبعوث الشخصي للامين &العام للأمم المتحدة هورست كولر.

وأكدت وفود المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو، في البيان الختامي للاجتماع أن لقاء جنيف الثاني مر في أجواء إيجابية اتسمت ب"المجاملة والانفتاح والاحترام المتبادل"، وأن الأطراف المشاركة بحاجة إلى "المزيد من بناء الثقة".

وقال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، مساء اليوم في لقاء صحافي عقب اختتام أشغال الاجتماع التي تواصلت خلال اليومين الماضيين، إن مشاركة المغرب كانت بناءة وإيجابية، وارتكزت على الأسس الواضحة التي حددها العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة في نوفمبر 2017، بالإضافة إلى المعايير التي وضعها مجلس الأمن في قراره الأخير، والذي دعا الأطراف إلى حوار بناء جاد ومسؤول من أجل التوصل إلى حل سياسي يتسم بالواقعية والقابلية للتطبيق الاستمرار والروح التوافقية.

وأشار بوريطة الى أن المبادرة المغربية من أجل الحكم الذاتي في الصحراء تبقى لحد الآن الإقتراح الوحيد الذي يتطابق مع المعايير التي حددها مجلس الأمن، بما في ذلك مبدأ تقرير المصير، والذي أصبح مجرد عنصر من عناصر المحددات التي وضعها مجلس الأمن.

وأوضح بوريطة أن هذه المعايير التي وضعها مجلس الأمن والمتمثلة في الواقعية والقابلية للتطبيق والاستمرار والتوافقية، هي التي تشكل بالنسبة للمغرب إطار ونطاق الحل السياسي المنشود، مشيرا إلى أنها في ذات الوقت تقطع الطريق أمام أي حديث عن الاستقلال أو عن إجراء استفتاء بالصحراء.

ودعا بوريطة باقي الأطراف إلى اغتنام هذه الدينامية والتعبير عن إرادتها السياسية في المضي قدما باتجاه حل سياسي مطابق للمعايير التي وضعها مجلس الأمن.

وأضاف أن الأجواء الإيجابية التي جرت فيها مباحثات المائدة المستديرة غير كافية لضمان استمرار هذه الديناميكية، مشيرا إلى أن "الالتزام الصادق والقوي لباقي الأطراف هو الوحيد الكفيل بإحداث قطيعة &نهائية مع المواقف المتصلبة والمتجاوزة وإحراز تقدم صوب الواقعية والتوافق المنشود".&

وثمن بوريطة مساهمة منتخبي سكان الصحراء في النقاش خلال الاجتماع، منوها على الخصوص بإبرازهم لمستوى التقدم والتنمية الذي تحقق في المحافظات الصحراوية وبأجواء الحرية التي تسود فيها ، والمشاركة الديمقراطية للسكان في تسيير شؤونها المحلية.

وأعلن كولر في لقاء صحافي عقب انتهاء الاجتماع إلى اتفاق الوفود المشاركة على عقد لقاء ثالث ، سيدعو إليه لاحقا، وذلك وفق نفس الصيغة ونفس التركيبة.

وأشار كولر &إلى أنه لا يجب انتظار نتائج سريعة من هذه الاجتماعات، منوها بأن الأطراف المشاركة لا تزال في حاجة إلى بناء المزيد من الثقة. غير أنه أشاد بحصيلة الاجتماعين ، معتبرا أنها تشكل خطوة على طريق الحل السياسي المنشود.