أعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت القضاء التام على "خلافة" تنظيم الدولة الإسلامية، بعد ستة أشهر من إطلاقها هجومًا واسعًا بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية على آخر جيب للجهاديين في شرق سوريا.

إيلاف: قال مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي على تويتر بالانكليزية "تعلن قوات سوريا الديموقراطية القضاء التام على ما تسمّى الخلافة، وخسارة التنظيم أراضي سيطرته بنسبة مئة في المئة".

وفي تغريدة أخرى بالعربية، كتب بالي: "الباغوز تحررت، والنصر العسكري ضد داعش تحقق"، مضيفًا إنه "بعد سنوات من التضحيات الكبرى نبشّر العالم بزوال دولة الخلافة المزعومة".

رفعت قوات سوريا الديموقراطية رايتها الصفراء في الباغوز. وهتف مقاتل في صفوفها لفريق فرانس برس قائلًا: "داعش انتهى.. نحن نعيش الفرحة الآن".&

على بعد أمتار من نهر الفرات، الذي تقع الباغوز على ضفافه الشرقية، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس راية التنظيم السوداء مرمية على الأرض.&

وأعلن التنظيم المتطرف في العام 2014 إقامة "الخلافة الإسلامية" على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، تعادل مساحة بريطانيا. وتمكن خلال نحو خمس سنوات من فرض قوانينه المتشددة وأحكامه القاسية في مناطق سيطرته وإثارة الرعب باعتداءاته الوحشية حول العالم.

خنادق وبطانيات مبعثرة&
جاءت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على آخر جيوب التنظيم بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين منذ التاسع من فبراير، تخللها قصف مدفعي وغارات للتحالف.&

في وسط المخيم الذي شكل آخر بقعة للتنظيم قبل انكفاء مقاتليه في الأيام الأخيرة إلى جيوب على ضفاف النهر، شاهدت صحافية في وكالة فرانس برس السبت خنادق محفورة تحت الأرض وبطانيات مبعثرة وآواني منزلية ومولدات كهرباء مرمية في كل مكان، بين خيم مهترئة وأخرى محروقة أو مغطاة ببطانيات وقماش ملون.

وقالت إن عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة كانت متوقفة بين الخيم، غالبيتها باتت عبارة عن هياكل حديدية جراء القصف، بينما كانت أسلحة مثبتتة على عدد منها، وهي محترقة بالكامل جراء ضربات جوية للتحالف على الأرجح.

على وقع تقدمها العسكري، أحصت قوات سوريا الديموقراطية خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف جهادي تم توقيفهم. وبين الخارجين عدد كبير من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، ضمنهم عدد كبير من الأجانب، الذين تم نقلهم إلى مخيمات، لا سيما مخيم الهول (شمال شرق).

وأسفر الهجوم منذ سبتمبر عن مقتل 750 مقاتلًا من قوات سوريا الديمقراطية، ونحو ضعف هذا العدد من مقاتلي التنظيم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.&

التهديد مستمر
واضطرت قوات سوريا الديموقراطية مرارًا لتعليق هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة تمهيدًا لخروج المحاصرين. واتهمت التنظيم باستخدام المدنيين كـ"دروع بشرية". وواصل مقاتلو التنظيم الرافضين للاستسلام القتال حتى يوم الجمعة. وتحصنوا في خنادق وأنفاق حفروها في الباغوز.

وأوضح المتحدث باسم الهجوم في دير الزور عدنان عفرين لفرانس برس الجمعة أن "مجموعات صغيرة من داعش رافضة للاستسلام تشن هجمات وقواتنا ترد عليها". أضاف "قواتنا تضغط عليها للاستسلام أو إنهاء الأمر بالقتال".

أفاد صحافي في فرانس برس الجمعة أن مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية كانوا يتوزعون على سطوح عدد من الابنية التي لا تزال قائمة في الباغوز. ولا يعني حسم المعركة في منطقة دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف.

قال بالي السبت "نجدد العهد على مواصلة الحرب وملاحقة فلولهم حتى القضاء التام عليهم". واستبق التنظيم خسارته هذه بدعوة عناصره في تسجيلات بثها في الأيام الأخيرة على حساباته على تطبيق تلغرام إلى "الثأر" من الأكراد في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق سوريا. كما دعا أنصاره إلى شن هجمات في الغرب ضد أعداء "الخلافة".

شكلت جبهة الباغوز دليلًا على تعقيدات النزاع السوري الذي بدأ عامه التاسع، مخلفًا حصيلة قتلى تخطت 370 ألفًا، من دون أن تسفر كل الجهود الدولية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.