الموصل: حرمت فاجعة غرق العبارة التي ضربت مدينة الموصل العاصمة السابقة لدولة "الخلافة" وأودت بحياة نحو مئة شخص الخميس سكانها من الاحتفال بسقوط آخر جيب لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"&في سوريا.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت القضاء التام على "خلافة" تنظيم الدولة الإسلامية، بعد السيطرة على آخر جيوبه على الضفة الشرقية لنهر الفرات، لتطوي بذلك نحو خمس سنوات أثار فيها التنظيم الرعب بقوانينه المتشددة وفظائعه الدموية.

يقول هشام محمد ابن الموصل، تنظيم "داعش مجرمون وقد دمروا مدينتنا، لكن بالواقع ليس لدينا قدرة على الفرح".

ويضيف الشاب البالغ من العمر 33 عاماً، لوكالة فرانس برس على ضفة نهر دجلة، "من المستحيل ان تكون سعيدا بعد وقوع مثل هذه الكارثة".

وقرب موقع الفاجعة، نصبت عائلات الضحايا خياما لتلقي العزاء.

ولا تزال آثار الخراب والدمار في المحال التجارية واضحا في هذه المدينة التي ظلت على مدى قرون مركزاً تجاريا على مستوى الشرق الاوسط.

وها هي المدينة تشهد ماساة مريرة ولم يكد يمر عامان على تحريرها من أيدي الجهاديين بعد معارك ضارية وبعد أن عانى سكانها طيلة ثلاث سنوات من الفظائع.

وقع الحادث الخميس عندما كانت العائلات متوجهة الى مجمع سياحي على نهر دجلة، وسط الموصل، للاحتفال بعيد الأم وعيد نوروز أو رأس السنة الكردية الذي هو يوم إجازة رسمية في العراق

وأعلن رئيس الوزراء الحداد الوطني لثلاثة ايام، وقام مثل رئيس الجمهورية برهم صالح بزيارة&عاجلة لموقع الحادث حيث استمرت عمليات البحث على امتداد عشرات الكيلومترات عن جثث ضحايا التي جرفتها المياه.

وأفسحت لحظات الحزن الاولى المجال لموجة غضب عارمة في المدينة التي يتظلم سكانها من تأخر مشاريع إعادة الإعمار، وكما هي الحال في كل أنحاء العراق يتهمون المسؤولين المحلين ب"الفساد".

أما عمار عبد الكريم، 28 عاماً، فيرى صلة بين "الشرين" اللذين ابتليت بهما المدينة على حد قوله.

واوضح لوكالة فرانس برس ان "الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة" ، في حين يعتقد الكثير من العراقيين ان "سياسيين فاسدين" سهّلوا سيطرة الجهاديين في عام 2014 على مساحات شاسعة من العراق عندما تراجع الجيش أمامه.

وأضاف كنا "نعيش تحت ظلم داعش البربري والان نعيش كارثة العبارة. المفترض ان يحتفل العالم أجمع بنهاية داعش، حتى وان لم يكن لدينا طاقة للاحتفال بها في الموصل اليوم".