كراكاس: بعد شهرين على إعلانه نفسه رئيسا بالوكالة في فنزويلا، يتبين أن المعارض خوان غوايدو قد ربح الشارع في بلاده من دون أن يكسب ود الجيش، ما يجعل الوضع أمام حائط مسدود.

ومنذ الثالث والعشرين من يناير الماضي، بات لفنزويلا "رئيسان"، الاول غوايدو، والثاني رئيس الدولة الفعلي نيكولاس مادورو.

ووسط هذا الصراع تواجه فنزويلا أخطر أزمة في تاريخها الحديث، حيث الاقتصاد يترنح والعملة تنهار والنقص في الأساسيات دفع ملايين الاشخاص الى الهجرة.

ودعا كل من مادورو وغوايدو السبت الى تجمع لأنصاره، الاول في كركاس تحت شعار "مكافحة الارهاب"، والثاني في برشلونة (شمال شرق) على ان يواصل جولته في انحاء البلاد "حتى الوصول الى ميرافلوريس" اي القصر الرئاسي، كما قال.

وأجرت مؤسسة داتاناليزيس استطلاعا للرأي في مطلع الشهر الحالي كشف أن غوايدو يحظى بتأييد 61% مقابل 14% لمادورو.

ويعتبر المحلل ماريانو دي البان أنه "لم يكن بالامكان عام 2018 تصور وصول الوضع الى ما هو عليه اليوم"، مضيفا ان مادورو "نجح في إبقاء نوع من التماسك المدهش في هذه المواجهة".

ويتسلم غوايدو البالغ الخامسة والثلاثين من العمر رئاسة البرلمان ويصف مادورو بأنه "مغتصب السلطة" باعتبار أن الانتخابات الاخيرة التي اعادت انتخابه كانت مزورة. وقد اعتقلت السلطات قبل أيام روبرتو ماريرو مدير مكتب غوايدو بتهمة "الارهاب".

تدخل امبريالي

ويعتبر الجيش الداعم الرئيسي حاليا لمادورو الذي يحذر على الدوام من تدخل عسكري "امبريالي" تقوم به الولايات المتحدة. وكلام دونالد ترمب المتكرر عن أن "كل الخيارات تبقى مطروحة" لمواجهة الوضع في فنزويلا، جاء ليعطي مصداقية لكلام مادورو.

وتعارض دول الاتحاد الاوروبي ودول مجموعة ليما (13 دولة لاتينية اميركية مع كندا) التي تدعم غوايدو، أي تدخل عسكري خارجي.

إلا ان غوايدو أعرب عن استعداده ليطلب من البرلمان السماح بتدخل عسكري. وقد وافق البرلمان على "حالة الانذار" التي تفتح نظريا الباب امام تدخل عسكري تحت ستار تقديم مساعدات انسانية.

ولا تزال عشرات الاطنان من المساعدات الغذائية والادوية المقدمة من الولايات المتحدة عالقة على الحدود بعد أن منعت السلطات ادخالها.

وكرر الجيش الفنزويلي مرارا "ولاءه" لرئيس البلاد وتجاهل نداءات واشنطن وغوايدو للتخلي عن مادورو.

ويتفاخر مادورو بدعم روسيا والصين له خصوصا في مجلس الامن.

ويرى رئيس مؤسسة داتاناليزيس لوي فنسنتي ليون أن الجيش لم يتخل عن مادورو "لان غوايدو لم يقدم للجيش أي عرض يضمن حصول تغيير من دون مخاطر".

تدهور متواصل

ومع الوصول الى المأزق السياسي الحالي وفرض عقوبات اميركية قاسية، تدهور الوضع الاقتصادي بشكل كبير. ومن المقرر أن يبدأ العمل في الثامن والعشرين من نيسان/ابريل المقبل بقرار حظر صادرات النفط الفنزويلي الذي يؤمن 96% من موازنة الدولة.

وكان الانتاج النفطي للبلاد انخفض من ثلاثة ملايين برميل يوميا عام 2008 الى اقل من مليون في آذار/مارس الحالي.

وقال ماريو دي البا محذرا "سيزداد الوضع الاقتصادي تفاقما وسيعاني السكان من تدهور كبير في اوضاعهم المعيشية" محذرا أيضا من"تزايد القمع".

اما فنسنتي ليون فيعتبر أن الوقت يعمل لغير صالح مادورو مع عدم استبعاد "انفجار اجتماعي".

لكن هذا لا يعني أن الوقت يعمل لصالح غوايدو "لانه كلما ازداد الوضع تدهورا، نفد صبر السكان".