أسامة مهدي: صوت البرلمان العراقي على اقالة محافظ نينوى الشمالية ونائبيه وقرر دراسة طلب تقدم به 121 عضوا لحل الحكومة المحلية واحالة اعضائها الى التحقيق في حادث غرق عبارة مائية وغرق 105 اشخاص من مستقليها معظمهم من النساء والاطفال.

فقد صوت مجلس النواب العراقي الاحد على اقالة محافظ نينوى نوفل العاكوب ونائبيه بناء على طلب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

كما اعلن رئيس المجلس محمد الحلبوسي &تسلم طلب موقع من 121 نائبا لحل حكومةمحافظة نينوى واحالة اعضائها الى القضاء "لارتكابهم مخالفات جسيمة".

واشار الى انه احال الطلب الى الدائرة القانونية والمستشار القانوني لمجلس النواب على ان تعرض الجهة القانونية رأيها على النواب لاحقا لاتخاذ القرار المناسب.

واكد الحلبوسي على ضرورة الوقوف إلى جانب المتضررين من ذوي الضحايا بالشكل الذي يتناسب مع حجم الكارثة معلنا عن خارطة طريق وجملةً من الحلول أمام مجلس النواب تقضي بلبدء بمشروع إزاحة الفساد من خلال تفعيل الفقرات القانونية المخولة للسلطة التنفيذية بالتعاون مع السلطة الرقابية والتشريعية، على غرار ما بدأ به دولة رئيس الوزراء من مخاطبته للبرلمان بإقالة محافظ نينوى وتوسيع رقعة هذا التوجه لتشمل محافظات أخرى ومؤسسات تنفيذية توغَّل فيها الفساد.

واشار الى ضرورة الإعلان عن معايير جودة واضحة يتم مراقبة تنفيذها بصرامة وحزم في كل مفاصل الحياة "الغذاء، الصحة، الخدمات العامة، السلع بجميع أنواعها" من أبعد قصبة في العراق إلى قلب العاصمة بغداد عن طريق أجهزة السلطة القضائية والأمن الاقتصادي والمجالس المحلية ومجلس النواب ويكون المواطن هو الفاعل الأول في عملية الرقابة.

واكد على ضرورة تشجيع وتعميم ردود الفعل الشعبية المشرفة في حادثة العبارة، ‏وتكامل الإعلام والصحافة مع أجهزة الدولة والمواطن لمراقبة الحالات السلبية وتقويمها بشكل دقيق ومهني دون تشهير أو تسييس أو شخصنة.

وتشير خارطة الطريق الى العمل على &ملاحقة جميع عمليات الابتزاز والشراكات الاقتصادية المشبوهة التي تُمارس بأسماء وعناوين محترمة للعراقيين بهدف التربح من جهة والإساءة لهذه العناوين من جهة أخرى اضافة الى رفع قدرات الأجهزة الخدمية والأمنية لتتواكب إمكانياتها مع معالجة الكوارث الطارئة والتعامل معها بسرعة واحتراف أعلى؛ من أجل تقليل الخسائر الناجمة عن تلك الكوارث وتشريع قانون خاص بضحايا الكوارث العامة على غرار قانون ضحايا الإرهاب يأخذ بالحسبان استحقاقات عوائل الضحايا كون هذه الحالات استثنائية. &
&
الامن يطوق مبنى المحافظة

ومن جهتها طوقت قوات أمنية طوقت مبنى محافظة نينوى لمنع أي محاولة لاتلاف العقود والملفات التي تضمها وذلك اثر استقالة المحافظ.

ونقلت وكالة "بغداد نيوز" عن مصدر امني قوله "إن القوات الأمنية من فرقة سوات والذهبية والمغاوير في نينوى باشرت بتطويق مبنى مجلس المحافظة بالكامل".

وأوضح أن "عملية التطويق تمت لحماية المبنى ومنع أي محاولة لحرق الأقسام والملفات والعقود او تخريب الممتلكات العامة".
&
المحافظ قدم استقالته بعد احالته الى التحقيق

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد طلب امس من مجلس النواب إقالة المحافظ العاكوب ونائبيه على إثر حادث غرق العبارة الذي راح ضحيته 105 اشخاص.

واوضج عبد المهدي في الطلب الذي وجّهه إلى رئيس مجلس النواب ونشره مكتبه الإعلامي "للإهمال والتقصير الواضحين في أداء الواجب والمسؤولية ووجود ما يدل من تحقيقات تثبت التسبب بالهدر بالمال العام واستغلال المنصب الوظيفي نقترح عليكم إقالة المحافظ ونائبيه".

ووفقًا لنصوص الدستورالعراقي يمكن لمجلس النواب إقالة المحافظ بالغالبية المطلقة، بناء على اقتراح رئيس الوزراء.

وكان غالبية ضحايا غرق العبارة الخميس في مدينة الموصل ثاني كبرى مدن العراق بعد العاصمة بغداد من النساء والأطفال الذين كانوا يحتفلون بيوم عيد نوروز الذي يحييه الأكراد بشكل خاص.

وتعرّض موكب محافظ نينوى نوفل العاكوب الجمعة للرشق بالحجارة من قبل متظاهرين غاضبين في موقع غرق العبارة فيما أعلن العراق الحداد ثلاثة أيام عقب الحادث.

اعتقال مدير المدينة السياحية
&
وكشف عضو مجلس النواب العراقي احمد الجبوري عن عدد ركاب العبارة والمفقودين والناجين من غرقها.

وقال الجبوري في تصريح صحافي ان "عدد الذين كانوا على العبارة 287 شخصا منهم 103 أمرأة و86 رجلا و98 طفلا وفق تصوير كاميرات المراقبة للجزيرة السياحية التي وقع فيها الحادث.

وقد اعتقلت السلطات مدير المدينة السياحية في منطقة الغابات في الموصل التي وقع الحادث في بحيرتها بسبب الأعداد الكبيرة التي كانت على متنها والتي تجاوزت المسموح به وهو 50 شخصا.

كما قررت محكمة تحقيق الموصل توقيف 9 من العمال المسؤولين عن العبارة واصدرت مذكرة قبض بحق مالكها ومالك الجزيرة السياحية واوعزت لجهات التحقيق بسرعة تنفيذها.&

واوعز رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي فائق زيدان باتخاذ المحاكم المختصة إجراءات عاجلة بحق حادث غرق العبارة في الموصل.
&
عبد المهدي غادر الى القاهرة "محرجا"

في الوقت الذي لا يزال الغضب في أوجه في الموصل مع استمرار البحث عن مفقودين غادر رئيس الوزراء العراقي إلى القاهرة امس في أول زيارة له إلى الخارج منذ توليه منصبه قائلا "أشعر بحرج كبير على تركي البلاد في هذه الظروف خصوصًا بعد حادثة العبارة في الموصل العزيزة، وإعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام".

وأضاف "لكن طبيعة الزيارة باعتبارها (زيارة عمل) هدفها الأول خدمة العراق والعراقيين &ولأهمية اللقاءات المرتقبة وما تحققه من مكاسب للوطن والمنطقة، ولصعوبة تأجيل الزيارة مرة أخرى &بعد الإعدادات المعقدة والطويلة. لا يسعني إلا المضي قدمًا في هذه الزيارة".&

ويلتقي عبد المهدي في القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.