نصر المجالي: مع مواجهتها لضغوط لتحيد موقف في شأن مستقبلها السياسي على وقع مأزق تداعيات "بريكست"، تتجه رئيسة الحكومة البريطانية لإجراء تصويت لمرة ثالثة في البرلمان على اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي على الخروج.

وقالت تقارير إن ماي واجهت مجلس وزرائها "المنقسم" بموقفها من التصويت الثالث بعد 24 ساعة من إحباطها لمحاولة انقلاىبية فاشلة لإطاحتها من زعامة حزب المحافظين ومنصب رئيس الحكومة وتعيين بديل مؤقت للمضي في إجراءات "بريكست".

قال المراسل السياسي لقناة (آي.تي.في) التلفزيونية إن رئيسة الوزراء البريطانية قد تجري تصويتا جديدا في البرلمان يوم الثلاثاء على اتفاقها الخاص بالخروج من الاتحاد الأوروبي والذي رفضه البرلمان مرتين من قبل.

قرار نهائي

وذكر المراسل لاحقا أن القرار النهائي بشأن موعد التصويت لم يُتخذ بعد، وأضاف: القرار النهائي، لم يُتخذ بعد بشأن التصويت الثالث بالبرلمان غدا... تجري مناقشة الموعد النهائي (مع الحزب الديمقراطي الوحدوي) لكن الغد هو الخطة الحالية".

وتصر السيدة ماي على أن يكون لها الدور الأخير والحاسم في حصول الطلاق مع الاتحاد الأوروبي وذلك من خلال مجلس العموم قبل أن يطلق النواب على "الأصوات الإرشادية" على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للسماح للنواب باختيار البديل المفضل لديهم في محاولة فرض خيار الخروج الناعم المفضل واجبار رئيسة الحكومة على تبنيه.

اجتماع الساعتين

وقالت المتحدثة باسم رئيس الحكومة البريطانية في تصريح بعد اجتماع مجلس الوزارء الذي استمر لساعتين اليوم الاثنين: "كان هناك إصرار في مجلس الوزراء على القيام بكل ما يلزم للحصول على صفقة حتى تتمكن المملكة المتحدة من المغادرة في أقرب وقت ممكن. هناك شعور من رئيس الوزراء والحكومة لمتابعة هذا الأمر".

وكانت ماي استدعت نوابا متمردين بينهم بوريس جونسون وجاكوب ريس-موغ وستيف بيكر إلى مقر إقامتها الريفي في (تشيكرز) يوم الأحد، اضافة للوزيرين ديفيد ليدينغتون نائب رئيسة الحكومة ومايكل غوف وزير البيئة في محاولة للخروج من الأزمة.

وقال متحدث باسم داوننغ ستريت حيث مقر الحكومة، إنهم بحثوا "عددا من القضايا بينها ما إذا كان هناك دعم كاف بمجلس العموم لإراء تصويت مهم مجددا هذا الأسبوع (على اتفاقها)".

ونفى الوزيران ليدينغتون وغوف تقارير عن أنهما مرشحان محتملان لتولي منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء.

خروج ناعم

وقال متابعون للتطورات إن ماي يمكن أن تستخدم أيضًا احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "الناعم" ليونة كوسيلة ضغط لإجبار نواب الداعين للانفصال عن اوروبا Brexiteer على دعم صفقتها قبل يوم الجمعة وتأمين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 22 مايو.

وبموجب شروط تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي اتخذت في قمة يوم الخميس في بروكسل، ستترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 22 مايو إذا فازت رئيس الوزراء بالتصويت على صفقتها و 12 أبريل إذا لم تفعل.

مواطنو الاتحاد

وإلى ذلك، أطلقت الحكومة البريطانية حملة دعائية لإقناع مواطني الاتحاد الأوروبي بالتقدم بطلب للحصول على "وضع مستقر" في بريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال تقرير لـ(رويترز) إن الحكومة البريطانية أنفقت ما يقرب من خمسة ملايين دولار للإعلان عن هذه الخطوة.
وقالت وزيرة الهجرة كارولين نوكس إن أولويتها هي التأكد من أن مواطني الاتحاد الأوروبي الذين بنوا حياتهم في بريطانيا ما زالوا يشعرون بالترحيب.

ويحق لأي مواطن من مواطني الاتحاد الأوروبي عاش في بريطانيا لمدة خمس سنوات الحصول على " وضع مستقر".
ويُعتقد أن ما يصل إلى أربعة ملايين شخص يحق لهم الحصول على هذا الوضع.