إيلاف: دافعت الولايات المتّحدة الأربعاء في مجلس الأمن الدولي عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وهو موقف دانه بالإجماع شركاؤها الـ14 الآخرون في الأمم المتّحدة خلال جلسة طارئة عقدت بطلب من سوريا.

واعتبر فلاديمير سافرونكوف، عضو البعثة الروسيّة لدى الأمم المتّحدة، أنّ ما حصل هو "تجاهل للقانون الدولي" و"انتهاك لقرارات الأمم المتّحدة"، مشدّدًا على أنّ هذا "الاعتراف لاغٍ".&

وندّدت كلّ من بلجيكا وألمانيا والكويت والصّين وأندونيسيا والبيرو وجنوب أفريقيا وجمهورية الدومينيكان بقرار أحادي يتعارض مع الإجماع الدولي الذي تمّ الالتزام به حتّى الآن. واعتبر السفير الكويتي منصور العتيبي أنّ "الجولان أرض سوريّة تحتلّها إسرائيل"، قائلًا "نُطالب بتحرير أراضي الجولان".

أندوف
وأعلنت الولايات المتّحدة الأربعاء تأييدها الإبقاء على قوّة الأمم المتّحدة لمراقبة فضّ الاشتباك في الجولان (أندوف)، على الرّغم من قرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة.

خلال جلسة&مجلس الأمن، قال رودني هانتر عضو البعثة الأميركيّة في الأمم المتّحدة، إنّ الإعلان الذي وقّعه الرئيس الأميركي الإثنين "لا يؤثّر على اتّفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974 ولا يُعرّض للخطر تفويض أندوف". وشدّد على أنّ "لأندوف دورًا حيويًا في الحفاظ على الاستقرار بين إسرائيل وسوريا".

قال الدبلوماسي الأميركي إنّ "الولايات المتّحدة قلقة بشأن تقارير الأمم المتّحدة حول أنشطة عسكريّة متواصلة ووجود قوّات مسلّحة سوريّة في المنطقة العازلة المنزوعة السّلاح". تابع: "إنّ تفويض أندوف واضح للغاية: يجب ألا يكون هناك أيّ نشاط عسكري من أيّ نوع في المنطقة العازلة". وأردف "الولايات المتّحدة قلقة أيضًا حيال معلومات عن وجود لحزب الله في المنطقة العازلة".&

واحتلت إسرائيل الجولان عام 1967 وضمتها عام 1981. ووقع ترمب الإثنين على الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة، مثيرًا موجة من الاحتجاجات في العالم ضد هذا القرار، الذي يأتي في أعقاب قراره عام 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال مندوب سوريا إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري خلال الجلسة، بحسب مقتطفات من كلمته نشرتها وكالة أنباء "سانا" السورية، إن إعلان ترمب بشأن الجولان "كشف حقيقة المخطط الموجّه ضد سوريا بشكل خاص، والمنطقة بكاملها، لتكريس واقع جديد على غرار مخطط سايكس- بيكو ووعد بلفور".&

وأكد أن "دول المخطط الاستعماري الجديد عملت على تنفيذ مخططها عبر حشد ودعم الإرهابيين الأجانب وشن اعتداءات على الأراضي السورية". تابع أن "الهدف الأساسي للحرب الإرهابية على سوريا هو تكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وضمان استمراره وفق أجندة تقودها الولايات المتحدة".

كما ندّد بما سماه "إنشاء تحالف غير شرعي"، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب، متهمًا إياه بارتكاب "جرائم حرب" و"فرض إجراءات اقتصادية قسرية بهدف إضعاف الدولة السورية".

وكان السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر أوضح أنّه ليس متوقعًا صدور قرار من الجلسة الطارئة. وقال في تلميح ضمني إلى معارضة الولايات المتحدة المرجحة لأي قرار يدين السياسة الأميركية، إن "تحضير وثيقة شيء، وتبنيها أمر آخر".

وخلال اجتماع شهري الثلاثاء كان مخصصاً&للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أظهر عدد من أعضاء مجلس الأمن (أوروبيون، جنوب أفريقيا، أندونيسيا، الصين...) استياءهم حيال القرار الأميركي الخروج عن الإجماع الدولي بشأن الجولان الذي تعتبره الأمم المتحدة بموجب قرارات أصدرتها "أرضًا محتلة".

وقالت الدول الأوروبية الخمس الأعضاء في مجلس الأمن (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا) في بيان رسمي "لا نعترف بسيادة إسرائيل في المناطق التي تحتلها منذ يونيو 1967، بما في ذلك هضبة الجولان".

ضم محظور
وشددت هذه الدول على أن "ضم الأراضي بالقوة يحظره القانون الدولي". وقالت إن "أي إعلان بشأن تغيير الحدود من جانب واحد يتعارض مع قواعد النظام الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وندد السفير الفرنسي بشدة خلال المحادثة مع صحافيين بموقف واشنطن.

وقال إن الأسس التي اتفقت عليها الأسرة الدولية من أجل سلام دائم في الشرق الأوسط "ليست خيارات أو قائمة يمكن الاختيار منها كما نشاء". تابع: "الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان مخالف للقانون الدولي، وخصوصًا واجب عدم اعتراف الدول بوضع غير قانوني".

وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون في بيان الأربعاء "طوال 19 عامًا، استخدمت سوريا الجولان كموقع متقدم ضد إسرائيل".

أضاف الدبلوماسي "اليوم، تريد إيران نشر جنودها عند حدود بحيرة الجليل (طبرية). إسرائيل لن تقبل أبدًا بأن يتحقق هذا الأمر، ولقد حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي بأن الجولان سيبقى تحت سيادة إسرائيل إلى الأبد".&

ونددت الدول العربية الإثنين والثلاثاء بالموقف الأميركي، وفي طليعتها السعودية، إحدى حلفاء واشنطن، إضافة إلى العراق والكويت والأردن ولبنان. ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء إلى اعتماد خيار "المقاومة" في ظل "الاستهانة والاستهتار بالعالمين العربي والإسلامي".

وتتهم إسرائيل التي قادت ثلاث حروب ضد حزب الله، هذا الحزب بإقامة شبكة عسكرية سرية في الجزء الذي لا يزال تحت سيطرة سوريا في الجولان.
&