بعد تحذير أحد الباحثين الجيولوجيين في الجامعة الأميركية من أن سد مرج بسري سيؤدي إلى زلزال بقوة كبيرة، يطرح السؤال هل فعلًا يمكن توقّع الهزات والزلازل في لبنان؟.

إيلاف من بيروت: حذّر الباحث الجيولوجي في الجامعة الأميركية البروفسور طوني نمر من أن سد بسري "سيؤدي حتمًا إلى زلزال بقوة 7 إلى 7.5 درجات&على مقياس ريختر"، بسبب "وضع كمية هائلة من المياه، أي 125 مليون متر مكعب في نقطة واحدة، وهي نقطة حسّاسة جيولوجيًا، يمر تحتها فالقان زلزاليان، أحدهما فالق روم الرئيس".&

في هذا الصدد، يؤكد الخبير الجيولوجي الدكتور كمال خير لـ"إيلاف" أن لا احد يستطيع حتى الآن توقع هزة أرضية أو زلزال&قبل حصوله بمدة أشهر، الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحصل علميًا اليوم، أنه في منطقة معيّنة، وبعد دراسات مستفيضة للأسف غير متوافرة في لبنان، أن يتم التوقع لعشر سنوات مقبلة أن تكون هناك إمكانية 90% حدوث هزة قوية أو زلزال، وهذا بعد دراسات مستفيضة.&

يضيف: "في الأساس لبنان موجود في منطقة زلزالية، لكن غير ناشطة جدًا، هناك مناطق أخرى في العالم كل 70 أو 80 عامًا تحدث فيها زلازل وهزات قوية جدًا، وكما هو معروف الزلزال&أو الهزة&بحاجة إلى وقت لتجميع جهد كي يحصلا&مرة أخرى في المنطقة نفسها، فمن المستحيل أن تحصل الهزة في المكان عينه فورًا إلا في حالات نادرة جدًا.

وعادة، يضيف خير، عندما تحصل هزة في منطقة معيّنة، يستغرق الأمر نحو الـ80 أو المئتين أو حتى الـ500 عام، كي يعود الجهد للتجمع، فنحصل على هزة في المكان نفسه وبالقوة نفسها.

تاريخ في الهزات
يلفت خير إلى أننا موجودون في مناطق لها تاريخ في الهزات، ولكن وتيرة حصولها بطيئة جدًا بالمقارنة مع الأماكن المتعارف عليها في المنطقة، كتركيا واليونان، أو اليابان أو التشيلي أو ألاسكا، ووتيرة الهزات في المنطقة ولبنان ليست كبيرة، لأن حركة الصفائح لدينا بطيئة جدًا، مقارنة مع الأماكن الأخرى التي ذكرت.

الوضع
في حال وقوع زلزال كبير، كما أشيع أخيرًا، كيف سيكون الوضع في لبنان؟. يجيب خير: "في حال حصل زلزال في إسرائيل فبحسب قوة هذا الزلزال من الممكن أن نستشف مدى الدمار الذي يمكن أن يلحق المنطقة، بما فيها لبنان، ولكن لا أحد يمكن توقع حصول زلزال أو هزة بالأشهر كما ذكرت، ربما قبل ثوانٍ فقط، من خلال دراسات مستفيضة جدًا يمكن أن يعرف العلماء أننا موجودون في منطقة زمنية قد تستوعب هزة أرضية فيها خلال 10 سنوات أو 15 سنة، لكن أدق من هذا الأمر لا يمكن أن يحصل، فلم نصل إلى مستوى تقني في لبنان يمكننا من خلاله أن نتوقع هزة أرضية أو زلزالا قبل 15 يومًا أو أقل.

ويؤكد خير أن لبنان موجود في منطقة تحصل فيها الهزات القوية كل 500 أو ألف أو حتى ألف وخمسمئة عام، حيث إمكانية التوقع تصبح أسوأ.

تاريخ الهزات في لبنان&& &
يعود خير إلى تاريخ الهزات القوية في لبنان، فيؤكد أن هزة قوية أصابت لبنان في العام 1997، بقوة 5.8 على مقياس ريختر، وفي العام 1956 شاهدنا هزة قوية أيضًا قدرتها بعض المراصد بـ 6 على مقياس ريختير.

أما الهزات المدمّرة فهي التي حصلت مثلًا في العام 551، أو في العام 1201، أو في العام 1759 فهذه هزات فوق الـ7 على مقياس ريختير.

يعتبر خير أن مستوى المباني اليوم في لبنان مقارنة بما حصل في السابق، أي في العام 1956، أصبح أفضل بكثير، يومها دُمّرت آلاف المباني القديمة، وتوفي 134 شخصًا، واليوم ستكون النتائج أقل ضررًا، لأن المنازل أصبحت تبنى بشكل أفضل وأكثر تحملًا.
ويؤكد أن الخسائر المادية في حال حصل زلزال في لبنان لا يمكن تفاديها.
&