إيلاف من تونس: رحب مسؤولون تونسيون كبار بالمشاريع التي أطلقها الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته إلى تونس. وأكدوا في تصريحات تابعتها "إيلاف" على أنها تجسد "العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين"، والاهتمام الذي توليه السعودية لتونس قيادة وشعبًا.

وعبّر وزير الشؤون الدينية التونسي وأئمة كبار خلال استقبالهم من طرف الملك سلمان في مقر اقامته في تونس، عن شكرهم للعاهل السعودي على ترميم مساجد تاريخية وتهيئتها.

واستقبل خادم الحرمين الشريفين أمس الجمعة وزير الشؤون الدينية التونسي، أحمد عظوم، يرافقه إمام جامع الزيتونة الشيخ هشام بن محمود، وإمام جامع عقبة بن نافع الشيخ الطيب الغزي، وإمام جامع مالك بن أنس الشيخ عفيف الصبابطي، وإمام جامع الملك عبدالعزيز الشيخ إسماعيل بن عباس ينبوعي.

وأبدى وزير الشؤون الدينيةالتونسي والأئمة سعادتهم بزيارة خادم الحرمين الشريفين لبلادهم، معربين عن بالغ شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على دعمه ترميم جامع عقبة بن نافع، والمدينة العتيقة بالقيروان، وكذلك ترميم جامع الزيتونة المعمور.

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس): "يعكس مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز &لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان، ومشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز &لترميم جامع الزيتونة المعمور، العناية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين للمساجد التاريخية وإظهار قيمها الدينية والحضارية والعمرانية، وترسيخ رسالة المحبة والسلام والأخوة للشعب التونسي".

مستشفى في القيروان

كما يأتي التأسيس لمشروع إنجاز وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الجامعي بالقيروان ، تأكيداً على ما يكنه خادم الحرمين الشريفين، فالمستشفى يعد نقلة نوعية تمس المواطن التونسي خاصة أهالي مدينة القيروان والمناطق المجاورة، وداعماً لمستشفيات العاصمة تونس لتقديم الرعاية الصحية المميزة.

وتبلغ تكلفة المشروع 85 مليون دولار أميركي، ويقام على مساحة إجمالية تقدر بـ 15 هكتارا، وبطاقة استيعاب تصل إلى 500 سرير قابل للتوسعة، وأكثر من 21 تخصصًا طبيًا وشبه طبي وإداري من بينها تخصصات طبية حديثة، وسيتم تزويد المستشفى بأحدث المعدات الطبية والتقنية في العالم.

وستنعم مدينة القيروان كذلك بمشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان الذي يحظى بمكانة دينية وتاريخية.

أقدم معلم ديني

ويعدّ جامع عقبة بن نافع الذي شيد سنة 50 للهجرة، أقدم معلم ديني في المغرب الكبير، ومنارة دينية عريقة يقبل عليها التونسيون بكثافة خاصة في المناسبات الدينية، وتبلغ مساحته 9 آلاف و700 متر مربع، ويضم المسجد صحنًا فسيحَ الأرجاء تحيط به عدة أروقة ، وهذه المكونات جعلت من جامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع تحفة معمارية فريدة من نوعها وواحد من أروع المعالم الإسلامية.

وللجامع مئذنة تعدّ من أقدم المآذن في العالم الإسلامي ، وتتكون من 3 طبقات يصل ارتفاعها إلى 31.5 مترًا، إلى جانب منبر يمثل تحفة فنية رائعة صنع من الخشب الساج المنقوش ، وهو أقدم منبر في العالم الإسلامي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة.

ويهدف مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لترميم جامع عقبة بن نافع إلى إعادة البريق لأركان الجامع والعناية بشبكات الإضاءة والصوت وغيرها من التحسينات الأخرى المهمة التي ستجعل من الجامع أكثر جمالًا وتهيئة لاستقبال المصلين والزائرين.

عاصمة الأغالبة

كما تضمن مشروع الترميم العناية بالمدينة العتيقة بالقيروان الممتدة على 36 هكتارا والمعروفة بـ "عاصمة الأغالبة" ويطلق عليها أسماء عديدة منها "درة التراث السياحي" و"رمز الحضارة الإسلامية" ، فالمدينة تتمتع بالجمال الرائع والمعالم السياحية الخلابة إلى جانب أزقتها وشوارعها ما جعلها تصنف ضمن الثراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 1988.

وتضم المدينة العتيقة بالقيروان أهم وأبرز المعالم الإسلامية التاريخية العريقة المتمثلة في جامع عقبة بن نافع ومسجد ابن خيرون المعروف بمسجد الأبواب الثلاث.

والمعالم التاريخية والدينية في مدينة القيروان العتيقة تجعل من مشروع الترميم بادرة مميزة أسعدت التونسيين وثمنها المعتنون بالتراث والشأن الديني في المدينة لما من شأنه أن يحافظ على هوية المدينة كإحدى المعالم الحضارية الإسلامية.

ترميم الجامع الأعظم

مشروع الملك سلمان لترميم جامع الزيتونة المعمور يأتي كذلك لأهمية الجامع ومكانته التاريخية والدينية، فجامع الزيتونة أو الجامع الأعظم، يعد الجامع الرئيسي في مدينة تونس العتيقة وأكبرها، وتأسس الجامع سنة 79 للهجرة بأمر من حسان بن النعمان وأتمه عبيدالله بن الحبحاب سنة 114 للهجرة.

وتبلغ مساحة الجامع 5 آلاف متر مربع، وله تسعة أبواب، وتتكون قاعته الداخلية من 184 عمودًا رخاميًا.

وسيشمل مشروع الترميم العناية بأرضية الجامع وتحديث الأجهزة الصوتية والإضاءة وترميم الأجزاء التاريخية وتزويده بمعدات إضاءة ثلاثية الأبعاد وأجهزة صوتية متطورة من شأنها أن تضفي على الجامع لمسة فنية تدعم مكانته الدينية والسياحية في مدينة تونس العتيقة.