نصر المجالي: كمثل أية قمة عربية خلت، سيكون هناك غائبون وحاضرون في القمة الثلاثين التي تعقد يوم الأحد، ويتقدم الحاضرين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي حطّ يوم أمس الأول في تونس في زيارة رسمية تعقبها مشاركته في القمة.

ومن المنتظر أن تبحث القمة في ملفات حساسة وغاية في الأهمية، تتقدمها أزمة الشرق الأوسط وما يرتبط بها من مشاورات واتصالات تجري راهنا حول تحركات نحو السلام، وتنسيق الموقف العربي تجاه القضايا المرتبطة بذك مثل مصير القدس وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

كما ستبحث القمة الأزمات المستمرة في اليمن وليبيا ودراسة آفاق الحلول السلمية فيهما، كما ستتوقف القمة كثيرا عند مسالة الحضور السوري وخصوصا الرئيس بشار الأسد وهو موضوع يفجر خلافا كبيرا بين الزعماء العرب.

سوريا والتوافق

وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي قال إن عودة سوريا للجامعة مرتبطة بوجود توافق لدى الدول الأعضاء على موقف نظام الرئيس بشار الأسد فيما يتعلق بالتسوية السياسية وبالعلاقة مع إيران.

وأضاف في رد على أسئلة الصحفيين اليوم على هامش اجتماع تحضيري لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد يوم أمس الجمعة للإعداد للقمة العربية الثلاثين في تونس "إذا كان هناك توافق يسمح بعودة النظام في سوريا لشغل المقعد فسوف يتحقق ذلك، أما إذا غاب هذا التوافق فلن يتحقق الأمر".

وبشأن إمكانية أن يتقدم أحد لإدراج بند عودة سوريا، قال زكي إن "إذا كان هناك توافق لعودة سوريا فسوف يتحقق ذلك، وقد يتم إدراجه في القرار الخاص بالأزمة السورية بعد التداول بشأنه بين الدول العربية".

وردا على سؤال عن كيفية تناول القمة العربية المقبلة الأزمة السورية والمقعد السوري الشاغر، قال إن "الأزمة السورية مطروحة على جدول الأعمال، وهناك قرارات في هذا الشأن يتم تحديثها بشكل دوري، كما أن مشروع القرار المعروض على القمة يتم تحديثه، فإذا كان هناك أي جديد يستحق أن يوضع في هذا القرار فسيتم وضعه بلا شك".

يذكر أن عديد محطات اللقاءات والقمم العربية خلال سبعة عقود منذ تأسيس الجامعة العربية بلغت 47، وتعتبر قمة 31 مارس غدا الأحد هي الثالثة التي تعقد في تونس، بعد قمتي 1979 و2004، وكان القادة العرب عقدوا &29 قمة عادية، و11 قمة طارئة، وثلاثة قمم اقتصادية، بجانب قمتي "أنشاص" وبيروت، وقمة سداسية خاصة.

مستوى الحضور&

وإلى ذلك، فإن مستوى حضور القادة العرب للقمة لن يختلف عن القمم السابقة، وكان المتحدث باسم القمة محمود الخميري قال في تصريح سابق، أن هذه القمة ستكون الأكثر حضورا، وأن قادة 12 دولة عربية سيحضرونها.

وفضلا عن وصول العاهل السعودي سلفا الى تونس، فإن قطر أعلنت أن أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيترأس وفد بلاده إلى القمة، كما أكد أمير دولة الكويت صباح الجابر الصباح، والرئيس العراقي برهم صالح، والملك عبد الله الثاني مشاركتهم.

وسيحضر القمة أيضا الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله.

غياب السيسي&

ويعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أبرز المتغيبين عن القمة، حيث أشار مستشار الرئيس التونسي إلى أن السيسي لن يحضر القمة لأسباب خاصة، بعد أن كان السيسي قد أكد حضوره تلبية لدعوة نظيره التونسي السبسي، على أن يترأس الوفد المصري وزير الخارجية سامح شكري.

وفي حين لم يصدر من القاهرة أي بيان رسمي بشأن اعتذار السيسي عن حضور القمة من عدمه. أكد نور الدين بن تيشة المستشار السياسي للرئيس التونسي، أن اعتذار الرئيس المصري عن حضور القمة العربية في تونس جاء لظروف خارجة عن تونس.

وقال بن تيشة في حديث إذاعي صباح اليوم السبت إن "السيسي اعتذر لمسائل تخصه وتخص الأشقاء في مصر وبعيدة كل البعد عن مسؤوليتنا"، مشيرا إلى أن تونس وفرت كل الظروف لاستقبال الزعماء العرب.

غائبون&

كما سيغيب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي كلف رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح بتمثيله ونائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية رمضان العمامرة.

كما يعتبر الرئيس السوداني عمر البشير بين الغائبين البارزين، بعد أن قاد النائب الأول للبشير عوض محمد أحمد بن عوف الوفد السوداني الذي يضم وزيري الدفاع والخارجية.

وسيغيب عن القمة العربية العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، ومن المنتظر أن يحضر القمة عنه الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء.

كما سيغيب العاهل المغربي، الملك محمد السادس عن قمة تونس، ومن سيمثل المغرب في القمة هو وزير العدل محمد أوجار .

أما السلطان قابوس الذي عرف عنه عدم مشاكاته في اية قمة عربية أو إسلامية وحتى خليجية، سيحضر القمة عنه نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان.