في أول نشاط سياسي له بعد عودته من إجازته الطويلة في لبنان، فقد دعا زعيم التيار الصدري في العراق أعضاء كتلته من الوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة إلى عرض أنفسهم على المجلس الأعلى لمكافحة الفساد، محذرًا بأنه ستتم إدانة من يتخلف عن ذلك.. فيما أعلنت الأمم المتحدة عن المرحلة الثانية من خطة استخراج رفات الأيزيديين من المقابر الجماعية.

إيلاف: دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم جميع الوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة من كتلة الأحرار الصدرية إلى عرض أنفسهم على المجلس الأعلى لمكافحة الفساد، مناشدًا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بمتابعة الموضوع وتوخيه الشفافية والدقة الكاملة في التعامل معه.&

وأوضح المكتب الخاص للصدر في بيان صحافي الأربعاء تابعته "إيلاف"، أن مطالبة الصدر لوزراء كتلة الأحرار وأصحاب الدرجات الخاصة جاءت ضمن توجيهات الصدر واستمرارًا لمشروع الإصلاح ودعم الحكومة الحالية في ملف مكافحة الفساد.&وأشار إلى أن الصدر دعا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى متابعة هذا الموضوع لكونه رئيسًا للمجلس الأعلى لمكافحة الفساد مع توخي الموضوعية والشفافية والدقة الكاملة في التعامل مع هذا الأمر.

وبيّن الصدر أن هذا التوجيه لا يعني أن المسؤولين في الحكومة من عناصر تياره "مدانون أو مذنبون، وإنما يأتي هذا الإجراء ضمن الخطوات الجادة لدعم مشروع الإصلاح والسير به نحو نتائج واضحة وحاسمة في هذا الملف الحساس".. وحذر من أن "من يتخلف عن ذلك سيحكم على نفسه بالإدانة". &

وأوضح الصدر أنه سيبقى في حالة انتظار وترقب للنتائج، وفي حال عدم الوصول إلى نتائج واضحة ومقنعة، فسيكون هناك موقف آخر من دون توضيح ماهيته.&

طالب الصدر المجلس الأعلى لمكافحة الفساد بعرض نتائج التحقيقات الكاملة في قضايا الفساد على الرأي العام لكي يتسنى للجهات القضائية والحكومية اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.. داعيًا جميع الجهات السياسية الأخرى التي تسلمت المناصب في الحكومات السابقة إلى أن تحذو حذو هذا الإجراء بحق وزرائها وأصحاب الدرجات الخاصة فيها.

&

الصدر في أحد شوارع النجف

&

وكان عبد المهدي قد أصدر في 30 يناير الماضي أمرًا بتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد في العراق بالتزامن مع حلول البلاد في المرتبة السادسة عربيًا والـ168 على مستوى العالم في مؤشر مدركات الفساد الصادر من منظمة الشفافية الدولية.

وقال عبد المهدي إن تأسيس مجلس مكافحة الفساد يأتي "تنفيذًا للبرنامج الحكومي الذي أعلناه وإدراكًا منا لخطورة الفساد وتأثيره المدمر على العباد والبلاد وامتثالًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وتعزيزًا لإجراءات مكافحة الفساد".
&
وأوضح أن المجلس سيتولى 8 مهام، من بينها "إعداد استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد ومتابعة تنفيذها والإشراف على استكمال الأطر القانونية وإعادة المنظومة التشريعية وسد الثغرات التي ينفذ منها الفساد وتوحيد وتنسيق جهود مكافحة الفساد ودعمها".
&
الأمم المتحدة تعلن عن الخطة الثانية لاستخراج رفات الأيزيديين في العراق

أعلن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش "يونيتاد" عن خطة تستمر طوال الشهر الحالي لاستخراج رفات الأيزيديين من المقابر الجماعية الواقعة في قرية كوجو في منطقة سنجار في محافظة نينوى الشمالية.

وأكدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" في تقرير صحافي اليوم تسلمت "إيلاف" نصه استمرار تقديم الدعم في مجال التحليل الجنائي الشرعي والدعم الفني إلى الفريقين التابعين لحكومة العراق لاستخراج رفات ضحايا داعش من الأيزيديين من موقع المقابر في منطقة سنجار.

وأشارت إلى أن فريق دائرة المقابر الجماعية التابع لمؤسسة الشهداء برئاسة ضياء كريم طعمة، مدير الدائرة وفريق دائرة الطب العدلي التابع لوزارة الصحة برئاسة زيد علي عباس مدير عام الدائرة سيتوسع في عمليات المرحلة التالية من أعمال الحفر التي قام بها الفريقان في مارس 2019 ضمن عمليات استخراج الرفات في موقع المجزرة التي راح ضحيتها المئات من الأيزيديين رجالًا ونساءً في أغسطس عام 2014.

قالت إن محمد طاهر التميمي المدير العام لدائرة المنظمات غير الحكومية ورئيس غرفة عمليات الأمانة لمجلس الوزراء بصفته الجهة التنسيقية لفريقي الحكومة خلال تنفيذ الأعمال ويعمل على تحقيق التآزر خلال عملية التعاون وضمان الالتزام باتباع أفضل الممارسات في جميع الأوقات، وقد علّق قائلًا "نحن فخورون بالقول إن العملية الأولى لاستخراج الرفات التي تمت في قرية كوجو نُفذت بنجاح بما ينسجم وجميع المتطلبات القانونية وأفضل الممارسات وبالتنسيق مع المختصين في يونيتاد. إن الجهود التي بذلها فريقنا كانت جهود جبارة في إدارة متطلبات هذه العملية، والتي كانت موضع اهتمام كبير لدى جميع العراقيين. ونحن نمضي قدمًا في متطلبات المرحلة التالية سنظل مستمرين في العمل مع شركائنا لتحقيق المساءلة المنشودة لجميع إخوتنا وأخواتنا من العراقيين".

أما المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق الأممي كريم خان، فقال "ان يونيتاد مسرورة بروح التعاون والالتزام والمهنية التي أبداها الفريقان الحكوميان، حيث تظهر المرحلة التالية من عمليات استخراج الرفات في قرية كوجو، ان المجتمعين&المحلي والدولي متحدان في دعم تحقيق المساءلة لجميع العراقيين من جميع المعتقدات والمكونات".

سيتضمن فريق يونيتاد رئيس وحدة التحليل الجنائي، إضافة الى المحامي الاقدم المسؤول عن التحقيقات في منطقة سنجار، فيما سيجري تنسيق المرحلة اللاحقة من عملية استخراج الرفات بمساعدة اللجنة الدولية المعنية بشؤون المفقودين (ICMP) التي وقعت معها يونيتاد مذكرة تفاهم لإجراء المزيد من عمليات استخراج الرفات، بما يتماشى مع المعايير المتعارف عليها دولياً.

وكانت قد بدأت في 15 من الشهر الماضي عمليات فتح المقابر الجماعية للايزيديين في قرية كوجو بقضاء سنجار والبالغة 71 مقبرة جماعية ضمن جهود الامم المتحدة لجمع الادلة وحفظها وتخزينها بما يتماشى مع المعايير الدولية من اجل مساءلة عناصر تنظيم داعش عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبوها. &

واشارت بعثة الامم المتحدة في العراق الى أن المئات من سكان كوجو - رجالا وفتيانا في سن المراهقة ونساء ينظر اليهن ممن فاتهن سن الإنجاب - قُتلوا على يد مقاتلي داعش في شهر أغسطس عام 2014، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل، وقد كان من المفهوم ان النساء والفتيات فوق سن التاسعة قد أجبرن على الاسترقاق الجنسي، حيث عانين من مجموعة واسعة من الانتهاكات، ويقال إن الصبيان الذين تجاوزوا سن السابعة قد تم تجنيدهم قسراً للقتال كجزء من داعش.

وأوضحت أنه سيتم رفع الرفات المستخرجة وأي أدلة أخرى يتم استردادها من المواقع من أجل إجراء تحليل الطب الشرعي، حيث يشكل هذا الجهد جزءًا من التحقيق في الجرائم المرتكبة من جانب داعش، من أجل تحديد ومعرفة المسؤولين عن ذلك، كما إنه سيصب في مصلحة الكشف عن هوية الضحايا، بحيث يمكن إعادة رفاتهم إلى أسرهم لدفنها وفقًا للطريقة التي يرغبون فيها، مع الاحترام التام لممارساتهم الدينية أو الثقافية.


&