نصر المجالي: قالت سلطنة عمان إنها لا تمتلك الوقت الكافي للتحضير من أجل استضافة بعض مباريات كأس العالم 2022، وأكدت في موضوع آخر أن البحث جارٍ الآن عن سبل جديدة واحتمالات جديدة من شأنها المساهمة باستقرار الشرق الأوسط وتطوير المنطقة.

وفي اليومين الأخيرين، خطفت انتباه وسائل الإعلام العربية منها والأجنبية تصريحات لوزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي حول مسار السلام في الشرق الأوسط والعلاقات العربية الإسرائيلية.&

وفي أحدث تصريحات بعد مداخلته يوم السبت الماضي، في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "منتدى دافوس" في منطقة البحر الميت في الأردن، أكد الوزير العماني، مجددا أن الدول العربية "أضاعت معظم مواردها وخططها بحثا عن المزيد من الأسلحة وبناء الجيوش"، مشيرا إلى أن الاستقرار في المنطقة هو الأمر الأهم.

أصل المشكلة

وقال ابن علوي في مقابلة لشبكة CNN، إن أصل المشكلة التي تواجهها المنطقة، وهي الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية لم تحل، مضيفا أنه يجب حلها، ومشيرا إلى أن على العرب أن يعيشوا بسلام مع إسرائيل.

وردا على سؤال عما إذا كان الوزير يعتقد أن الوقت قد حان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وما إذا كانت لديه خطوط حمراء، قال: "أعتقد أننا تجاوزنا التطبيع. تحتاج إسرائيل إلى العيش في سلام مع العرب، كما أن العرب يريدون قيام دولة فلسطينية".

اجراءات مطمئنة

وكان يوسف بن علوي قال، يوم السبت الماضي، إن الدول العربية عليها أن تتخذ إجراءات "مطمئنة" لإسرائيل كي تشعر بالأمان في محيطها العربي، لوضع حد للحروب الدائرة منذ عقود بين الجانبين.

وقال ابن علوي: "ما نستمع له بالعادة عندما يتعلق الأمر بمناقشة الصراع بين فلسطين وإسرائيل، بالطبع كما يعلم الجميع إسرائيل تأسست بعد الحرب العالمية الثانية باتفاق بالطبع بين المنتصرين بالحرب العالمية الثانية وبالطبع هذا كان مصدر الصراع بين إسرائيل من جهة وبين الدول العربية من جهة أخرى، وهذا الصراع نال زخما وتحول لحروب 1948 و1967 و1973 وعليه كانت لدينا سلسلة من الحروب وبعدها رأت داعش والقاعدة النور وهي بالطبع أنواع مختلفة من الصراعات والحروب".

احتمالات جديدة&

وأضاف وزير الخارجية العماني: "نحن الآن نبحث عن سبل جديدة واحتمالات جديدة من شأنها المساهمة باستقرار الشرق الأوسط وتطوير المنطقة، ولكن ربما لم نفهم لماذا تحتل إسرائيل الضفة الغربية وتحتل مرتفعات الجولان وكانت تحتل غزة وسيناء ثم تحررت سيناء وأنهت إسرائيل احتلالها لغزة وبقيت على كل حال في الجولان والضفة الغربية، ونتساءل لماذا؟".

وتابع بن علوي قائلا: "الإسرائيليون كانوا قادرين على الحصول على كل شيء من المجتمع الدولي، من الدعم السياسي إلى الدعم الاقتصادي والدعم العسكري ما يعني أنه وبالمحصلة هذا يعني أنهم يمتلكون كل المقومات للضغط على الزناد والحصول على كل مصادر القوة".

نقطة محورية

وختم وزير الخارجية العُمانية كاشفا عن رؤيته على هذا الصعيد: "أعتقد أن هذه نقطة محورية نرغب بوضع خط تحتها واحتسابها عند النظر بأمور أخرى، إسرائيل ورغم كل قوتها وكل ما قلناه ليست مطمئنة على مستقبلها ولا تشعر بالأمان لأنها ليست دولة عربية وتعيش في محيط عربي ومحاطة بـ400 مليون شخص وليست مطمئنة من استمراريتها في المنطقة، وأنا اعتقد أننا كعرب علينا النظر في ذلك ونحتاج أيضا لوضع نهاية لهذه المخاوف، وهذا يجب أن يتم بأخذ إجراءات واتفاقات حقيقية بيننا كدول عربية"، على حد تعبيره.

لقاء عباس&

والتقى الوزير العماني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على هامش منتدى دافوس، وبحثا جملة من الموضوعات والقضايا التي تهم البلدين الشقيقين، والدور العماني الداعم للقضية الفلسطينية.

وزار نتانياهو سلطنة عمان، أواخر العام الماضي، في زيارة هي الأولى لزعيم إسرائيلي بهذا المستوى منذ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في 1994، وشمعون بيريز في 1996، عندما كان يشغل منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء، ووقع الجانبان اتفاقية لفتح مكاتب تمثيلية تجاري.

مونديال 2022

وإلى ذلك، رأى وزير الخارجية العُماني، في حواره مع CNN أن بلاده لا تمتلك الوقت الكافي للتحضير من أجل استضافة بعض مباريات كأس العالم 2022، وأشار إلى أنه لا يرى عُمان مستعدة لاستضافة مباريات هذه البطولة.

ويعتزم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 48 بدلا من 32، وقد تم طرح فكرة إقامة بعض المباريات في عُمان والكويت بحال إقرار زيادة المشاركين، كون الأمر سيكون صعبا على قطر وحدها.

وقال ابن علوي عند سؤاله عما إذا كانت عُمان جاهزة لاستضافة بعض مباريات هذه البطولة وإن كانت ستقوم بذلك: "لقد سُئلنا مرارا عن هذا الأمر، والجواب كان: نحن لسنا جاهزين، نحن لسنا جاهزين"، على حد تعبيره.

ووجهت بيكي أندرسون مرالة (سي إن إن) سؤالا لبن علوي عما إذا كان بإمكان بلاده التحضير لاستضافة هذه المواجهات خلال الفترة المتبقية لانطلاق البطولة، ليجيب وزير الخارجية العُماني قائلا: "تم منح حق استضافة هذه البطولة لأشقائنا في قطر ويجب أن تبقى هناك، وفي حال تمكنا من الاستثمار في هذا الحدث الكبير، مستقبلا، فلِمَ&لا؟ سنكون سعداء باستضافته".

وقال بن علوي إن الوقت تأخر لاستضافة مباريات كأس العالم 2022، لكنه أردف قائلا: "إذا كانت هناك آلية معينة لتتقاسم أكثر من دولة تنظيم مثل هذه المناسبات، فإننا نتبع هذه الآلية، ولكن في حال وجود تقصير ما، فسيكون الأمر غير عادل"، على حد تعبيره.