إيلاف من لندن: أعلن في بغداد اليوم عن إدانة بلجيكي بتهمة الانتماء لتنظيم داعش والقتال ضد القوات العراقية والحكم عليه بالاعدام شنقا.. فيما صدقت محكمة تحقيق عراقية اعترافات متهم يحمل الجنسية السودانية يعمل قياديا في التنظيم.

وقال مصدر قضائي عراقي ان ‏"أبو الفضيل البلجيكي" كما يكنيه التنظيم قام أقاربه بتجنيده&في صفوف جبهة النصرة ‏ومن ثم تنظيم داعش الذي عمل في صفوفه في مفاصل عدة وقد كشف خلال اعترافاته عن استخدام ‏التنظيم الإرهابي للسلاح الكيمياوي وغاز الكلور.

من الهندسة في بروكسل إلى سوريا لحمل السلاح

وأشار إلى أنّه قد غادر بلجيكا بعد أن كان ‏يدرس الهندسة في عاصمتها بروكسل وتوجه إلى سوريا للالتحاق بصفوف التنظيمات المسلحة شارحا التقسيمات الإدارية والولايات والولاة التابعين لداعش. والداعشي هذا هو "بلال عبد العزيز المرشوحي" بلجيكي الجنسية من أصول مغاربية يبلغ من العمر ‏‏25 عاما قد أدلى باعترافات أمام محكمة التحقيق المركزية المختصة بقضايا الإرهاب في جانب الرصافة ببغداد، حيث صدر بحقه حكم بالإعدام شنقاً حتى الموت من ‏قبل المحكمة الجنائية المركزية، كما قالت صحيفة "القضاء" الصادرة عن مجلس القضاء الاعلى العراقي واطلعت عليها "إيلاف" الاثنين، حيث قال "ولدت في بلجيكا لذلك إني احمل الجنسية البلجيكية من اصول مغاربية، وقد ‏درست الهندسة في جامعة انتوربن في بلجيكا وأصبحت لديَّ&ميول إسلامية بعد ان تعرفت ‏على احد الاصدقاء هناك وقمت بالاطلاع على بعض الكتب التي تحث على التشدد والافكار ‏المتطرفة".‏

الرحلة إلى حلب

وأضاف أبو الفضيل انه "في هذه الاثناء اندلعت الثورة السورية وبدأت ألتجئ إلى الانترنت وبعض المواقع ‏واطلع على الاعمال التي كانت تقوم بها جبهة النصرة والجيش السوري الحر وقتالهم ضد ‏القوات السورية التابعة للنظام وتحرير الاراضي وأحوال الناس التي تعيش هناك".‏

وزاد موضحا "أصبحت لديّ أفكار متطرفة ومتشددة ما سبب لي خلافات مع عائلتي انتهت بطردي من ‏المنزل حتى تواصلت مع أحد أقاربي وهو ابن عمتي المدعو (عز الدين) الذي كان قد ذهب إلى ‏سوريا وشارك في القتال ضد القوات السورية وكذلك بعض الأصدقاء ممن أصبحوا يحثونني على ‏الانتقال إلى سوريا والقتال هناك وقررت بعد ذلك الانتقال إلى هناك".‏

وأوضح أبو الفضيل مبينا "غادرت بلجيكا إلى ألمانيا ومن ثم تركيا ومن بعدها إلى سوريا رفقة ‏زوجتي الهولندية من أصول مغاربية التي تزوجتها وكانت لديها رغبة الذهاب لسوريا وبعد ‏أن دخلنا هناك بصورة غير مشروعة كانت مجموعة من المقاتلين بانتظارنا وأخذونا إلى ‏حلب وانتميت هناك إلى جبهة النصرة".‏ وأشار إلى أنّه قد تم إرساله إلى احد المعسكرات التابعة لجبهة النصرة وجرى تدريبه هناك على ‏الاسلحة، بالإضافة إلى الدورة الشرعية واللياقة البدنية على يد مدربين بعضهم أجانب حتى ‏عمل ضمن مفارز المرابطة. كما يقول.‏

الفصل من النصرة والالتحاق بداعش

وأوضح أبو الفضيل شارحا "تم فصلي من جبهة النصرة نتيجة خلافات مع المكنى أبو البراء ‏البلجيكي كونه قدم تقارير ضدي اتهمني فيها بالتفرج على المواقع الإباحية وبعد ذلك بدأت ‏الصراعات بين الفصائل المسلحة في سوريا حتى برز تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) آنذاك".‏

وقال "على اثر ذلك اخذ تنظيم داعش بالسيطرة وبسط نفوذه وقمت بأخذ عائلتي والانتقال إلى ‏المناطق التي يسيطر عليها التنظيم حتى انخرطت في صفوفه هناك وقابلت والي حلب ابو ‏حفص الجزراوي وجرى تعييني بعد ذلك في الشرطة الإسلامية ضمن ولاية حلب".‏

وأشار إلى أن هذه "الشرطة مقسمة إلى ثلاثة أقسام : الأول الشرطة العسكرية وهي تابعة ‏إلى العسكري العام ضمن ديوان الجند وهناك قاضٍ عسكري، والقسم الثاني الشرطة القضائية ‏وهي تابعة إلى قاضي الولاية، اما القسم الثالث وهي الشرطة الإسلامية وتقسم إلى الدورية ومهمتها ‏الانتشار وطمأنة الناس بأن الدولة الإسلامية موجودة وهي توفر الأمن اما النوع الثاني فمهمتها ‏القبض على الأشخاص الذين صدرت بحقهم أوامر بالقبض من قبل كاتب العدل المرتبط ‏بالقضاء والقاضي".‏

الانتقال لولاية الرقة

وأكد قائلا "لقد تعرضت في هذه الأثناء إلى إصابة بليغة في الرأس والظهر واليد اليمنى نتيجة ‏القصف وبعد تماثلي بالشفاء عدت للعمل، ولكن انتقلت إلى مخفر آخر ليتم نقلي بعد ذلك إلى ‏ولاية الرقة وعملت ضمن مكتب الإداري العام للولاية".‏

ويستعرض أبو الفضيل البلجيكي التقسيمات الإدارية لولايتي حلب والرقة في تنظيم داعش ‏الإرهابي، حيث عمل هناك موضحا ان "اول من شغل منصب والي حلب هو ابو حفصة ‏الجزراوي وتولى بعده العديدون وهناك عدة مناصب ضمن الولاية وهو نائب الوالي ‏والعسكري العام والمسؤول الأمني العام والإداري العام والشرعي العام ومسؤول الشرطة ‏والقضاة، وكان كذلك لواء الفرقان ضمن الولاية والمؤلف من أربع كتائب وهي كتيبة خالد ابن ‏الوليد وكتيبة ابو بكر الصديق وكتيبة عمر ابن الخطاب وكتيبة سعد بن معاذ".‏

وبين أن "ولاية حلب مقسمة إلى ثلاثة قواطع، وهي قاطع الباب وقاطع منبج وقاطع السكنة ‏الذي جرى تغيير اسمه إلى قاطع مسلمة".‏

وعن ولاية الرقة، أوضح ابو الفضيل إنها "تقسم إلى خمسة قواطع وهي الجنوبي والشمالي ‏والغربي والشرقي والمدينة وقد انتقلت للعمل في هذه الولاية في مكتب الإداري العام من ثم في ‏ديوان الحسبة".‏ ثم أشار إلى الدواوين التي كانت على مستوى الخلافة قائلا انها "ديوان الجند ‏وديوان الفيء والغنائم وديوان بيت المال وديوان القضاة والمظالم وديوان التعليم وديوان الزكاة ‏وديوان الصحة وديوان العقارات وديوان الخدمات وديوان الدعوة والمساجد وديوان الحسبة ‏وديوان التجهيز العام وديوان الأمن العام". ‏

وبشأن اعترافاته حول استخدام تنظيم داعش للأسلحة الكيميائية، أكد ابو الفضيل أن "تنظيم الدولة ‏استخدم الأسلحة بقذائف هاون تحتوي مواد كيميائية وغاز الكلور خلال معاركه في ريف الرقة ‏في المخيمات وان من أمر باستخدامها المكنى خطاب العراقي وهو يشغل منصب أمير ديوان ‏الزكاة".‏

وقال إن "احدى الكتائب التابعة لجيش الخلافة وهي كتيبة طارق بن زياد كان ‏يقودها ضابط سابق في الجيش الفرنسي والمكنى ابو سليمان الفرنسي وهو من اصول ‏جزائرية".‏

الرحيل إلى العراق والاعتقال فيه

أما في ما يتعلق بدخوله إلى الاراضي العراقية فيقول البلجيكي الجنسية "انتقلت إلى العراق لمساندة ‏المقاتلين هناك من أفراد تنظيم الدولة خلال المعارك التي شنها الجيش العراقي لاستعادة ‏الموصل".‏

وأضاف "خضنا معارك شديدة مع القوات العراقية في الموصل وعند بدء الجيش بالتقدم ‏والسيطرة على معظم الأراضي قمت بالهرب باتجاه الأراضي السورية الا أني لم أتمكن وتم القبض علي داخل الأراضي العراقية".‏

يشار إلى أنّ البلجيكي ابو فضيل قد خضع للتحقيق من قبل قضاة متخصصين في ‏محكمة التحقيق المركزية المختصة بقضايا الإرهاب في بغداد وبتوفر جميع الضمانات ‏القانونية ثم تمت إحالته إلى المحكمة الجنائية المركزية والتي أصدرت بحقه حكما&‏بالإعدام شنقاً حتى الموت وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب العراقي لثبوت إدانته بما نسب إليه".‏&

تصديق اعترافات قيادي "داعشي" يحمل الجنسية السودانية&

وعلى الصعيد نفسه، صادقت محكمة تحقيق الكوت التابعة لرئاسة استئناف محافظة واسط الجنوبية على اعترافات متهم يحمل الجنسية السودانية يعمل بصفة قيادي ضمن صفوف تنظيم داعش.

وقال مجلس القضاء الأعلى العراقي في بيان صحافي اليوم اطلعت على نصه "إيلاف"، أنه قد تم القبض على المتهم في مدينة الكوت (160 كم جنوب شرق بغداد) حيث أثبتت التحقيقات انه "قد شارك في العمليات الإرهابية ضد القوات الأمنية في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين" شمال غرب بغداد.

وأشار المجلس إلى أن "المحكمة صدقت أقوال المتهم وإحالته وفق القانون إلى المحاكم المختصة".

يذكر إن المتهم هو سوداني الجنسية من القياديين في تنظيم داعش وقد كان مختبئا طيلة السنتين الماضيتين في مدينة الكوت عاصمة محافظة واسط حتى إلقاء القبض عليه.

محاكمة الدواعش الاجانب

والاسبوع الماضي كشف البيت الأبيض أن قوات سوريا الديمقراطية الكردية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة أسرت نحو ألف مسلح لتنظيم داعش ينتمون إلى 40 دولة.

&وقدرعرضت واشنطن على بغداد مبلغ ملياري دولار، كحافز للقيام بمحاكمة مقاتلي داعش المعتقلين فيما تطالب بغداد ألمانيا بمساعدات اقتصادية متنوعة مقابل محاكمة مواطنيها المعتقلين، الذين كانوا يقاتلون ضمن صفوف تنظيم داعش والبالغ عددهم 56 مسلحا.

في غضون ذلك، يدور جدل حول مدى قانونية محاكمة العراق للمقاتلين الأجانب على أرضه إذ هناك من يعتقد أن هذا البلد هو المكان الصحيح لمحاكمة هؤلاء "الدواعش" لأن معظم الجرائم التي ارتكبوها قد حدثت على أرضه أو في جارته سوريا، حيث تكون إجراءات توفير الأدلة ومؤشرات تأكيد التهم الموجهة إلى الأوروبيين منهم أسهل وأكثر قربا إلى الواقع لان محاكم الدول الغربية ستكون عاجزة عن توفير أدلة دامغة لإدانة المتهمين خصوصا عندما يتعلق الأمر بجرائم القتل أو الإبادة الجماعية أو الاغتصاب ولذلك فأنها تميل كثيرا إلى دفع العراق لإجراء المحاكمات على أراضيه.


&