بهية مارديني: اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض ان الرد الفعلي المناسب على جرائم النظام والوضع الذي تسعى روسيا لتكريسه "لا يحتاجان لأكثر من تنفيذ القرارات الدولية الصادرة فعلياً عن مجلس الأمن، الأمر الذي يتطلب تحركاً دولياً يضمن إرغام النظام وإيران وروسيا على القبول بتلك القرارات وبالعملية السياسية والبدء بعملية الانتقال السياسي وفق بيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن برعاية الأمم المتحدة".

وتحدث الائتلاف في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، عن "مرور عام على الهجوم الكيميائي على دوما ومقتل آلاف المدنيين من أهالي وسكان الغوطة الشرقية لدمشق".

وكان الهجوم الكيميائي والحملة المرافقة له استكمالاً للحصار الخانق الذي ضربته قوات النظام على الغوطة الشرقية وللحرب التي شنها على المدنيين هناك طوال سنوات.

واستخدمت قوات النظام طائرتين مروحيتين لإلقاء براميل محملة بغاز الكلور السام فوق الأحياء السكنية بمدينة دوما، في خرق لقرارات مجلس الأمن الدولي، ما أسفر عن سقوط المئات، ووعدت عدة دول بمحاسبته دون نتائج ملموسة.

السكوت على الجرائم

اعتبر الائتلاف في بيانه أن "السكوت على جرائم النظام وعلى استخدامه الأسلحة الكيميائية مرات عديدة، ساهم في استمرارها وتسبب بمزيد من التصعيد، كما تستمر روسيا في إجهاض أي جهد على طريق المحاسبة وتعمل لتقويض جميع فرص الحل بكل الطرق الدبلوماسية والسياسية، بالإضافة إلى التدخل العسكري المباشر من خلال القصف الجوي والبري ودعم قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وتعمدت تكريس الحل العسكري في التعاطي مع الوضع في سوريا".

حمّل الائتلاف نظام الأسد وحلفاءه "مسؤولية الهجمات الكيميائية وجرائم القتل والتهجير التي ارتكبوها"، وشدد في الوقت نفسه "على مسؤولية المجتمع الدولي عن سوق المجرمين إلى العدالة واتخاذ موقف موحد لجلب مجرمي الحرب من مسؤولي النظام وضمان مثولهم أمام المحكمة الجنائية الدولية".

المحاسبة

شدد الائتلاف على ضرورة "إعادة تفعيل لجنة التحقيق الدولية المشتركة، وإحالة ملف جرائم الحرب المرتكبة في سوريا&إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإنزال أشد العقوبات بحق كل من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري".

الى ذلك، قال الدفاع المدني السوري إن مدينة "جسر الشغور" بريف إدلب تعرضت للقصف بصواريخ بعيدة المدى، واتهم أحد المراصد المحلية روسيا، وقال إن مصدر الصواريخ يعود إلى البوارج الروسية المتمركزة في البحر المتوسط.

ولفت الدفاع المدني إلى أن القصف طال الأحياء السكنية في المدينة، وهو الأمر الذي أدى إلى وقوع 12 إصابة في صفوف المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى حدوث دمار كبير في الأبنية.

وكان الطيران الروسي قد شن عدة غارات صاروخية على مدينة "كفر زيتا" بريف حماة الشمالي خلال ساعات الليل، ما أسفر أيضا عن مقتل مدني وإصابة عشرة آخرين إلى جانب دمار في المنازل.

كما تعرضت الجهة الشرقية والجنوبية لإدلب لقصف صاروخي محمل بقنابل عنقودية، ما أدى الى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 17 آخرين في مدينة "سراقب"، وسبعة آخرين في بلدة "النيرب"، وشخص في "الخوين"، بحسب الدفاع المدني.

واعتبر الائتلاف الوطني في بيان مماثل أن "هذه التطورات الخطيرة تستدعي مواقف جادة من قبل الدول الضامنة للاتفاق بالدرجة الأولى"، مؤكداً على أن "عمليات القصف هي استمرار لوقوع الجرائم بحق المدنيين".

وأشار إلى أن ذلك يضع المجتمع الدولي "أمام مسؤولياته مجدداً، خاصة بما يتعلق بحفظ السلام والأمن الدوليين وضرورة التدخل لوقف جرائم الحرب ومحاسبة المجرمين".