بعد ساعات من قرار زعماء الاتحاد الأوروبي بمنح بريطانيا ستة أشهر أخرى للخروج من التكتل تنتهي يوم 31 أكتوبر 2019، طرحت تساؤلات مهمة حول مشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري ما بين 23 و26 مايو أو التوصل الى اجماع بريطاني على الخروج قبل ذلك الموعد.

وجاء الاتفاق على مهلة التمديد، وهي فترة أطول مما تقول رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها بحاجة إليها لكنها أقصر مما أراده كثيرون في الاتحاد، بعد خمس ساعات من المحادثات في قمة طارئة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم الأربعاء، لإيجاد حل وسط لمأزق الخروج البريطاني.&

ويلاحظ أنه بعد ساعات من الاتفاق، سيطر اسم "مهلة الهالوين" عليه من جانب سياسيين وإعلاميين ويبدو أن هذه التسمية ستمون رديفا لتسمية "بريكست" حتى لحظة الخروج الحقيقي، واسم مهلة هالوين جاء لسبب انها تنتهي يوم 31 أكتوبر وهي اليوم التالي للاحتفال بالهالوين.

مداخلات ساخنة&

وخلال القمة الشاقة التي شهدت مداخلات ساخنة ومناقشات حادة، القت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي خطابا مدته ساعة عرضت فيه حجتها للمطالبة بتأجيل البريكست وتمديد المدة.

وبعد اجتماع مع ماي على هامش القمة، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك للصحافيين بعد اجتماع مع تيريزا ماي إن "رسالته إلى الأصدقاء البريطانيين" ستكون "من فضلك لا تضيع الفرصة هذه المرة".

ورأى رئيس القمة توسك وآخرون أن إلزام ماي بقبول مهلة تتجاوز كثيرا موعد 30 يونيو الذي سعت إليه قد يهز التأييد لاتفاقها بين المتحمسين بشدة للخروج من الاتحاد الأوروبي من داخل حزب المحافظين الذي تتزعمه خشية أن يؤدي التأجيل الطويل لتحول الرأي العام عن فكرة الانسحاب من الأساس.

خروج سلس

وإلى ذلك، فإن الاتفاق الذي توصل إليه زعماء الاتحاد في بروكسل في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس يعني أن بريطانيا لن تغادر التكتل دون اتفاق يجعل خروجها سلسا، ولكنه لا يعطي صورة واضحة عن موعد أو كيفية الخروج أو حتى حدوثه من الأساس في وقت تجاهد فيه ماي للحصول على دعم البرلمان لشروط الانسحاب التي اتفقت عليها مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

ويتعين على بريطانيا الآن إجراء الانتخابات الأوروبية في شهر مايو، أو المغادرة في الأول من يونيو دون التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وهذا ما تخشاه جميع الأطراف.

انتخابات أوروبية

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر على هامش قمة الأربعاء: "من المحتمل أن تكون هناك انتخابات أوروبية في بريطانيا، قد يبدو ذلك غريبا بعض الشيء، لكن القواعد كما هي ويجب علينا احترام القانون الأوروبي ومن ثم سنرى ما سيحدث".

وكان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مرتقباً أساساً في 29 مارس، وأرجئ الجمعة الماضية إلى 12 أبريل، لكن بسبب عدم تمكن النواب البريطانيين من إقرار اتفاق بريكست الذي تفاوضت عليه ماي مع بروكسل، تريد رئيسة الوزراء طلب إرجاء موعد بريكست مجدداً.

تجنب الفوضى&

ومع تأكيد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أنه لن يكون هناك إجبار لبريطانيا على الخروج من الاتحاد وعلى ضرورة تجنب أي خروج فوضوي دون اتفاق، لم يكن هناك أدنى شك في أن ماي ستحصل على تمديد للمهلة المتاحة.

ودفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الزعماء إلى جدل دام ساعات على مأدبة العشاء، حيث خاض حملة منفردة تقريبا لإقناعهم بعدم إمهال بريطانيا فترة تصل إلى عام آخر، في موقف يعيد إلى الأذهان ما فعله الشهر الماضي عندما قرر زعماء الاتحاد إمهال ماي أسبوعين.
&