الخرطوم: تفاوتت مواقف المجتمع الدولي بعد اطاحة الجيش السوداني بالرئيس عمر البشير، بين من سارع إلى انتقاد الانقلاب العسكري ومن دعا إلى الهدوء وضبط النفس، فيما يجتمع مجلس الأمن الدولي الجمعة لبحث التطورات السودانية.

وقال الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في بيان امتنع فيه عن إدانة الانقلاب العسكري إنّه "يجدّد دعوته إلى الهدوء وإلى التزام الجميع أكبر قدر من ضبط النفس"، آملاً "أن تتحقّق التطلّعات الديموقراطية للشعب السوداني من خلال عملية انتقالية مناسبة وشاملة".

ودعت الولايات المتّحدة الخميس الجيش السوداني إلى تشكيل حكومة "جامعة" تضم مدنيين. وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية إنّ "الولايات المتحدة تواصل دعوة السلطات الانتقالية إلى ضبط النفس وفسح المجال أمام مشاركة مدنيين في الحكومة".

بدورها، دعت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الجيش السوداني إلى نقل السلطة "سريعاً" إلى المدنيين، منوّهةً برغبة الشعب في التغيير.

في نيويورك، أفاد دبلوماسيون أنّهم يتوّقعون أن يعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة الجمعة لبحث الوضع في السودان، بعدما طلبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا عقد الجلسة.

من ناحيتها، أبدت القاهرة ثقتها بـ"قدرة الشعب السوداني وجيشه" على تجاوز المرحلة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس إنّه يأمل أن يتّجه السودان نحو "عملية ديموقراطية طبيعية" بعد إطاحة البشير، الحليف الوثيق لتركيا.

في لندن، طالبت منظمة العفو الدولية "السلطات السودانية بتسليم عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية" التي تلاحقه بتهم ارتكاب "بعض&من أبشع انتهاكات حقوق الإنسان في عصرنا".

وأطاح الجيش السّوداني الخميس الرئيس عمر البشير بعد 30 عاماً في الحكم، معلنًا اعتقاله واحتجازه "في مكان آمن" وتولّي "مجلس عسكري انتقالي" السُلطة لمدّة عامين، بعد أربعة أشهر من احتجاجات غير مسبوقة ضدّ النظام.

وأعلن وزير الدّفاع عوض بن عوف عبر التلفزيون الرسمي "أعلن أنا وزير الدفاع اقتلاع ذلك النظام والتحفّظ على رأسه في مكان آمن واعتقاله".

وواصل الآلاف اعتصامهم أمام مقرّ قيادة الجيش في الخرطوم مساء الخميس رغم سريان حظر تجوّل فرضه الجيش إثر إطاحة البشير، حسب شهود.

وعلى وقع هتاف "سلام، عدالة، حرية"، استهلّ المتظاهرون اعتصامهم للّيلة السّادسة على التّوالي أمام مقرّ الجيش الذي دعاهم قبيل ساعات إلى التزام حظر تجوّل بدأ العاشرة ليلاً (20,00 ت غ) ويستمرّ لغاية الرّابعة فجراً (02,00 ت غ).

وأعلن التلفزيون الرّسمي أنّ بن عوف أدّى مساء الخميس القسَم "رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي" الذي شكّله الجيش. وأضاف "الفريق كمال عبد المعروف أدّى القسم نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي".

وانتقد بن عوف "عناد النظام" وإصراره خلال الأشهر الماضية على "المعالجات الأمنية" في مسألة الاحتجاجات الشعبية.

وأشار الى أنّ المجلس الانتقالي سيلتزم "تهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية".

وأعلن بن عوف تعطيل العمل بالدستور، مشيراً إلى أنّه سيتمّ وضع "دستور جديد دائم للبلاد" خلال الفترة الانتقالية، و"حلّ مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء". كما أعلن حلّ حكومات الولايات ومجالسها التشريعية.

وأعلن وزير الدفاع إغلاق أجواء البلاد "لمدة أربع وعشرين ساعة" والمداخل والمعابر الحدودية "حتى إشعار آخر"، وفرض حال الطوارئ ثلاثة أشهر.