قالت مصادر كردية عراقية اليوم إن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قلصت في مشروع موازنتها للعام المقبل 2020 تخصيصاتها لقوات البيشمركة العراقية إلى أقل من النصف مقابل زيادتها لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، كما قلصت المبالغ المخصصة لمواجهة تنظيم داعش في البلدين.

إيلاف: أشارت المصادر إلى أنه في مشروع موازنة عام 2020 فقد قلصت وزارة الدفاع الأميركية تخصيصاتها لقوات البيشمركة الكردية العراقية إلى أقل من النصف، بينما زادتها لقوات سوريا الديمقراطية الكردية "قسد" بنسبة 20 بالمائة.&

وأوضحت وكالة "رووداو" الكردية العراقية في تقرير السبت تابعته "إيلاف" أن البنتاغون قد خصص لمواجهة داعش في العراق وسوريا مبلغ 126 مليون دولار للبيشمركة كرواتب ومصاريف طعام ووقود، وبهذا تكون حصة البيشمركة العراقية في موازنة العام المقبل أقل بـ164 مليون دولار عن حصة العام الحالي البالغة 290 مليون دولار.

كما تتجه وزارة الدفاع الأميركية لتخصيص 95 مليون دولار لعمليات الإصلاح وتحديث القوات العسكرية لإقليم كردستان، والتي تضم عملية توحيد قوات البيشمركة وإصلاحات وزارة شؤون البيشمركة، وذلك ضمن المساعدات اللوجستية والمعدات والخدمات الموجّهة إلى القوات العراقية، والتي خصصت لها واشنطن 189 مليون دولار.

استكمال نواقص البيشمركة
وعن قوات البيشمركة نص مشروع قانون موازنة البنتاغون على: "كجزء من إصلاحات البيشمركة، ألوية حماية الإقليم التابعة لوزارة البيشمركة، تم تحديث ألوية حماية الإقليم التابعة لوزارة شؤون البيشمركة وفقًا لمعايير تجهيز الألوية ذات السلاح الخفيف الأميركية، كما تم تجهيز اثنين من ألوية حماية الإقليم".&

وأوضح أن "وزارة شؤون البيشمركة هي التي حددت أولويات استكمال نواقصها بعربات حربية مضادة للرصاص، أسلحة مضادة للدروع، عتاد وسيارات إسعاف".

بلغت حصة العراق من موازنة مواجهة الإرهاب في العراق وسوريا 745 مليون دولار، تنفق على توفير معدات عسكرية وتدريب القوات والدعم اللوجستي والخدمات، رواتب ونفقات البيشمركة، إصلاح وتحديث البنية التحتية العسكرية والحفاظ على الأسلحة والعربات العسكرية.

التقليص الأكبر للبيشمركة
وشهدت تخصيصات رواتب ونفقات التدريب والمعدات العسكرية للبيشمركة أكبر تقليص مقارنة بالعام الحالي (2019)، حيث تم تقليص نفقات تدريب القوات العراقية من 420 مليون دولار للعام 2019 إلى 308 مليون دولار للعام 2020، بينما زيدت النفقات اللوجستية والخدمية من 67.2 مليون دولار إلى 189 مليون دولار، وتخصيصات الحفاظ على الأسلحة والعربات بنسبة 50% لتصل إلى 94 مليون دولار.

وأشارت الوكالة إلى أن الخبراء يرون أن تقليص حصة البيشمركة سيؤثر على مساعي توحيد هذه القوات تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة. ويقول الباحث الكردي في معهد واشنطن، بلال وهاب، "لم تشكل تخصيصات حرب داعش، و290 مليون دولار تعتبر دافعًا كافيًا لتوحيد قوات البيشمركة، لذا فإن المبلغ المخصص حاليًا يعتبر دافعًا ضعيفًا".

زيادة التخصيصات الحربية لسوريا
زادت التخصيصات العسكرية الأميركية لسوريا بنسبة 20%، حيث خصص البنتاغون لمواجهة الإرهاب خارج الأراضي الأميركية 252 مليون دولار في موازنة العام 2019 لمواجهة الإرهاب في سوريا، وزيد هذا المبلغ إلى 300 مليون دولار في موازنة 2020.

تم تخصيص الجزء الأكبر من هذا المبلغ للتدريب والمعدات العسكرية، حيث خصصت موازنة العام الحالي 114 مليون دولار للتدريب وتوفير المعدات اللازمة للشركاء المحليين، بينما يرتفع هذا التخصيص إلى 173 مليون دولار في 2020، وبما أن قوات سوريا الديمقراطية هي الشريك المحلي الرئيس للولايات المتحدة فيتوقع أن تكون لها الحصة الأكبر.

كما زيدت المبالغ المخصصة لرواتب القوات المحلية 18 مليون دولار عمّا خصص لهذا الغرض في 2019، ليصل إلى 48 مليون دولار، ولم يخصص البنتاغون في موازنة 2019 أي مبلغ لإصلاح وتحديث البنية التحتية في سوريا، لكنه خصص 80 مليون دولار لهذا الغرض في موازنة 2020، بينما تم خفض نفقات الحفاظ على الأسلحة والعربات العسكرية بنسبة 50% لتصبح 32.5 مليون دولار، بعدما كانت 64.5 مليون دولار في 2019.

تحذير من عودة داعش
وحذرت وزارة الدفاع الأميركية من أنه في حال عدم تلبية مطالبها الخاصة بسوريا ضمن مشروع موازنة 2020 فإن تلك القوات المحلية ستتفرّق، بسبب الصراع السياسي، ما يزيد من احتمال عودة داعش.

تبلغ الموازنة العسكرية الأميركية للعام المقبل 750 مليار دولار، يتلقى البنتاغون 718 مليارًاً منها، بينما يذهب الباقي إلى المؤسسات والأنشطة ذات العلاقة.

تخصيصات مواجهة داعش في العراق وسوريا
ويبلغ مجموع المبلغ المخصص لمواجهة داعش في العراق وسوريا مليار و45 مليون دولار، وهو مبلغ يقل بـ305 ملايين دولار عن تخصيصات السنة الحالية، إذ لم يخصص مشروع 2020 أي مبلغ لحماية أمن الحدود، في حين خصص 250 مليون دولار لهذا الغرض في 2019، في حين يتوقع أن تواجه القوات العراقية والشركاء المحليون لأميركا في سوريا مهمة شاقة للحد من حركة بقايا داعش عبر حدود البلدين.

أمين عام البيشمركة: لا معلومات لدينا
من جانبه أبلغ أمين عام وزارة شؤون البيشمركة، الفرق جبار ياور، وكالة رووداو الإعلامية، بأنه "لم يتم تبليغنا إلى الآن بخفض حصة البيشمركة، وقد تحدثت عن هذا في اجتماع في الخامس من الشهر الحالي مع فريق أميركي متخصص بالمساعدات التي تقدم إلى قوات البيشمركة، ولم تكن لدى الفريق معلومات عن هذا الموضوع".

البيشمركة تضم 200 ألف مسلح
يشار إلى أن كلمة "البيشمركة" تقابلها بالعربية "الفدائيون"، وهم مقاتلون أكراد في شمال العراق. ويرى بعض المؤرخين أن جذور البيشمركة تمتد إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حين كان هناك حراس حدود قبليون أصبحوا أكثر تنظيمًا بعد سقوط الدولة العثمانية إثر الحرب العالمية الأولى.

تنامت قوات البيشمركة مع اتساع الحركة القومية الكردية، وإعلان "الثورة" في بداية الستينيات، وأصبحت جزءًا من الهوية الكردية العامة، للدفاع عن الحقوق القومية والمطالبة بتوسيعها.

ودخلت البيشمركة في حروب مع القوات الحكومية العراقية في مراحل متعددة، كما انخرطت فصائلها في اقتتال داخلي بين الفصائل الكردية في مراحل أخرى.

بعد تشكيل حكومة إقليم كردستان في شمال العراق في بداية التسعينيات، وبعد الانتفاضة الواسعة التي شهدها العراق في الجنوب والشمال إثر حرب الكويت، أصبحت قوات البيشمركة جزءًا من مؤسسات حكومة الإقليم، متحولة إلى قوة نظامية. ويعتقد حاليًا أن عدد عناصر البيشمركة يصل إلى نحو 200 ألف مقاتل.
&