نصر المجالي: أعلنت قمة ثلاثية في ختام أعمالها في عمّان، اليوم الأحد، عن اتفاق على توسيع التعاون بين الأردن وقبرص واليونان في قطاعات حيوية تشمل الطاقة والزراعة والسياحة والصحة والتعليم والتجارة والاستثمار وتكنولوجيا المعلومات.

وفي القمة التي هي الثانية من نوعها، بعد قمة قبرص العام الماضي، وجمعت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس، تم الاتفاق على تشجيع القطاع الخاص في الدول الثلاث لإقامة مشاريع مشتركة تبني على الفرص التجارية المتاحة، وتعزيز تبادل الخبرات ونقل المعرفة بين الأردن وقبرص واليونان.

اهتمام مشترك

وقال بيان للقصر الملكي الأردني إنه جرى التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور بين الدول الثلاث تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالحها ويسهم في مواجهة الإرهاب وتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكدت القمة الثلاثية على دعم جهود العاهل الأردني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في حماية الأماكن المقدسة في المدينة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.

وتناولت القمة الثلاثية عملية السلام، حيث تم التأكيد على دعم حل شامل وعادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتم التوصل له عبر المفاوضات وعلى أساس حل الدولتين ووفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

دعم العراق

وأعرب القادة الثلاثة في بيان ختامي عن دمهم لحكومة العراق الجديدة في جهودها للحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي العراق. ونقر بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي، والتي تكللت بهزيمة داعش في أراضي العراق.

وقالوا: وفي هذا السياق، فإننا نعرب أيضاً عن دعمنا للجهود الجديرة بالثناء التي تقوم بها الحكومة العراقية لتلبية احتياجات شعبها من خلال مشاريع دعم الاستقرار لسد أي فراغ سياسي أو أمني قد ينشأ في المناطق المحررة، والتي يجب البدء بإعادة بنائها واعادة النازحين اليها.

واضافوا: وفي هذا السياق، نرحب بمشاركة وزير خارجية العراق في اجتماع وزراء خارجية دولنا اليوم الذي عقد قبيل هذه القمة، كما ننظر بإيجابية إلى قرار وزراء خارجية دولنا الثلاث للالتقاء بوزير خارجية العراق في بغداد في المستقبل القريب.

وحدة سوريا

كما عبر القادة عن الالتزام بدعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها. "ونؤكد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254 ،بالاضافة الى العودة الطوعية للاجئين السوريين وجميع النازحين إلى بيوتهم. ونعرب أيضاً عن دعمنا الكامل لمبعوث الأمم المتحدة الجديد لسوريا ولجهوده المبذولة في اطار مسار جنيف".

وأعاد القادة في البيان التأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي في إدارة أزمة اللاجئين استناداً الى مبادئ التضامن والمشاركة العادلة في تحمل الأعباء، ونقدر دور المملكة الأردنية الهاشمية في استضافة أكثر من 3ر1 مليون سوري.

وقالوا: وإننا نقر بدور الاتحاد الأوروبي المحوري في دعم الأردن لتخطي هذه الأزمة، وبالتالي تعزيز جهود تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. كما نشدد أيضاً على أهمية الدور الجوهري الذي تقوم به اليونان في استقبال اللاجئين وتأمين إقامتهم، معربين عن تقديرنا للمعاملة الإنسانية التي يتلقاها اللاجئون. كما نقر بجهود قبرص في استقبال واستضافة عدد يفوق إمكانياتها من اللاجئين.

قضية قبرص

وأعاد بيان القمة الثلاثية التأكيد على الدعم الثابت للجهود المستمرة تجاه استئناف العملية التفاوضية، في إطار المساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة، للتوصل لحل شامل وعادل ودائم وقابل للحياة للقضية القبرصية بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي، والمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي.

كما أكد على الدور المحوري لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص في حفظ السلم والاستقرار بما يتماشى مع أهداف ومبادئ الأمم المتحدة كما وردت في ميثاقها.

وأشادت القمة بجهود رئيس وحكومة جمهورية قبرص للتوصل إلى حل يعيد توحيد الجزيرة ويضمن استقلال قبرص، وسيادتها، وسلامة أراضيها. ونؤكد هنا أن التسوية الشاملة ستنعكس بشكل إيجابي ليس فقط على شعب قبرص، وانما ستساهم بشكل رئيسي في سلام واستقرار المنطقة.