الرباط: قال المفكر الإسلامي المغربي، محمد طلابي، إن الإسلاميين وصلوا إلى الحكم وهم "لا يمتلكون أي شيء في نظرية الدولة"، مؤكدا أنهم مازالوا يعيشون على "السياسة الشرعية لابن تيمية وابن القيم الجوزية والأحكام السلطانية للماوردي".

جاء ذلك في مقطع قصير بثه القيادي في حركة التوحيد والإصلاح المغربية ، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية ، قائد التحالف الحكومي بالبلاد، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وأضاف طلابي منتقدا الإسلاميين في الدول العربية وافتقارهم لنظرية الدولة التي يريدون: &"كل الفقه السياسي القديم أصبح معيقا لنهضتنا في القرن الواحد والعشرين، لأن القضية اليوم هي قضية الديمقراطية التي لم تكن موجودة في الفكر السياسي لتلك الفترة".&

وزاد طلابي قائلا في المقطع الذي يوثق لجزء من محاضرة بعنوان: "الربيع الديمقراطي بين الفرص والتهديدات"، أطرها الأسبوع الماضي، في مدينة رينوفا الإيطالية "الإسلاميون وصلوا إلى السلطة من دون أن تكون لديهم نظرية في الدولة ولم يجيبوا على سؤال أي دولة نريد؟ هل دولة دينية، علمانية، مدنية أم إسلامية؟".

ودعا القيادي في "التوحيد والإصلاح" إلى ربط "المفاهيم السياسية في النص القرآني مباشرة مع منتوج الثورة الديمقراطية الغربية لننتج نظرية جديدة في الفقه السياسي"، مشددا على أن مدخل تحقيق مقاصد الربيع الديمقراطي بالمنطقة سياسي بامتياز.

كما اعتبر طلابي في الآن ذاته، أن العلمانيين العرب بدورهم ليست لديهم نظرية في الدولة، مؤكدا أن اجتهاداتهم هي مجرد استنساخ لتجارب أخرى، حيث قال: "العلمانيون العرب ليست لهم نظرية الدولة ويستنسخون تجارب أخرى فقط".

وسجل طلابي بأن الانتفاضات والثورات التي شهدتها مجموعة من الدول العربية خلال 2011 وما يجري اليوم في الجزائر والسودان، لها أربعة مقاصد ، أولها "إنتاج السلطة وإعادة توزيعها ديموقراطيا في المجتمع أي أننا أمام ثورة سياسية ديمقراطية، وثانيها إنتاج الثروة وإعادة توزيعها وسنكون أمام ثورة علمية واقتصادية كبرى".فيما حدد طلابي المقصد الثالث في "إنتاج القيم وإعادة توزيعها وذلك في الحاجة لثورة أخلاقية قيمية"، وجعل الرابع هو "إنتاج المفاهيم الفكرية وإعادة توزيعها وسنكون أمام ثورة فكرية وثقافية ومعرفية ضخمة نحن مطالبون بها".

وشدد المتحدث ذاته على أن مدخل تحقيق مقاصد الربيع الديمقراطي سياسي "لن نحقق هذه المقاصد المتراكمة والمتوازية إلا بمدخل سياسي أي بدمقرطة الدولة والمجتمع المدني معا"،لافتا إلى أن الدول العربية إن لم تنجح في هذه العملية "لن ندخل العصر ولابد أن يكون هذا الهدف استراتيجي ولابد أن نمتلك نظرية الدولة".