يبدو ان الدولة العراقية قد انتهت من حل جميع مشاكل البلاد لتنشغل حاليا بمؤسساتها التنفيذية والتشريعية بقضية رجل دين ايراني حاول تهريب مخدرات وألقت القبض عليه قوة عسكرية لكن تم اعتقال افرادها وقائدها الضابط واطلاق تهديدات بقتلهم و"نزع عيونهم من جماجمهم". &

فبعد ان القت قوة امنية في مدينة البصرة العراقية الجنوبية القبض على إيراني يرتدي الزي الديني خلال الساعات الاخيرة بتهمة محاولته تهريب مخدرات من نوع الزئبق الأحمر فقد اعتقلت وزارة الداخلية هذه القوة وضابطها بتهمة تسريب فيديو لعملية اعتقال الايراني .. موضحة انه لا يزال يخضع للإجراءات التحقيقية وبعد اكتمالها "ستتم إحالته إلى القضاء ليفصل بأمره بشكل نهائي"، كما قالت في بيان صحافي اطلعت عليه "إيلاف" اليوم.

اعتقال الضابط الذي اعتقل الايراني

واشارت الوزارة الى انها "في الوقت الذي تحرص فيه على تطبيق القانون وعدم إفلات أي شخص من أحكامه احقاقا للعدل فإنها في ذات الوقت ترفض أسلوب التشهير أو تصوير المتهمين أثناء تنفيذ الواجبات وعلى هذا الأساس أمر المفتش العام لوزارة الداخلية جمال الاسدي بتشكيل مجلس تحقيقي للوقوف على حقيقة ملابسات القضية والمتورطين فيها".

رجل دين إيراني معتقل في العراق بتهمة تهريب الزئبق المخدر

وعلى الفور أعلنت مفتشية الوزارة عن توقيف جميع أفراد القوة المتهمة "بالإساءة إلى رجل دين معمم في البصرة" .. وأوضحت انها قامت اللجنة باستدعاء آمر القوة الرائد (ع ش س) والمنسوب الى قسم المخدرات والمؤثرات العقلية في محافظة البصرة التي نفذت عملية إلقاء القبض والظاهرة صورته في مقطع الفيديو للاستفسار منه عن حيثيات عملية إلقاء القبض وما رافقها من تصوير فيديوي والتشهير بشخص لم تثبت التهمة عليه بعد ولم ينتهِ التحقيق من إدانته.

وأضافت انها استمعت الى افادات آمر القوة وأعضائها الذين أفادوا بأن عملية القبض جرت بصورة قانونية أصولية وجاءت بعد ورود معلومات واعترافات من قبل عصابة تم القاء القبض عليها سابقا وإثر اثر ذلك صدر الأمر بتوقيف جميع أفراد القوة القابضة واستقدامهم الى وزارة الداخلية وتشكيل مجلس تحقيقي وزاري بمشاركة مكتب المفتش العام لكشف ملابسات القضية والمتورطين فيها وتقديمهم الى القضاء.&

رجال دين إيرانيون متورطون بتهريب مخدرات

واشارت وسائل اعلام عراقية الى ان الضابط كان يمتلك معلومات عن عملية تهريب مخدرات وشيكة وساورته شكوك حول رجل الدين الظاهر في الفيديو، خاصة وأن المنافذ الحدودية سجلت حادثة سابقة تورط فيها رجل دين أو متنكر بزي رجال الدين بتهريب المخدرات مستفيداً من الأزياء الفضفاضة لرجال الدين والاحترام الذي يحظون به ما يجعل تفتيشهم في بعض الأحيان يمر سريعاً ومن دون تدقيق .

وتشير المعلومات الى ان القوة الامنية اعتقلت الايراني بعد العثور معه على كمية من الزئبق الاحمر الشديد التخدير والتي يعتبرها القانون مادة محظورة.

تهديدات بقتل ضابط القوة التي اعتقلت الإيراني وعناصرها

وأثر ذلك هدد زعيم ما يسمى"جيش المختار" الموالي لايران الشيخ واثق البطاط بقتل الضابط الذي أعلن عن إلقاء القبض على رجل الدين الإيراني لمحاولته تهريب مادة الزئبق &في البصرة مكملا "ان التهديد يشمل عناصر قوة الضابط وعوائلهم".

وقال البطاط في شريط فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي إن "الضابط تعرض الى عمامة رسول الله" بحسب زعمه .. مهددا "بخلع عيونه من جمجمته… هو ومن معه في المجموعة التي نفذت عملية القبض وعوائلهم".

وقال إن اعتقال رجل الدين الايراني "إهانة لعمامة كل رجل دين في العالم وعمامة رسول الله والمرجعية"على حد رأيه.&

وعلى الفور اعلنت وزارة الداخلية عن إحالة البطاط الى القضاء وقالت في بيان تابعته "إيلاف" أن صوت&نشاز قد انبرى من أحد أدعياء الانتساب للمؤسسة الدينية ليقوم باستخدام لغة بربرية انتقامية لا تختلف عن منطق الدواعش وتعبر عن مديات التدني في الخطاب والتي اتسمت ببعدها التام عن المنطق والعقل إذ صرح المدعو واثق البطاط مهدداً ومتوعداً لأحد ضباط الوزارة والمجموعة التي كانت بإمرته &حيث استمر المدعو البطاط بكيل التهديدات بالقتل باساليب يمجها المنطق والشرعة الإنسانية والقانونية، إزاء القضية المعروضة ".

وأشارت الوزارة إلى أنها قامت بالايعاز الى الدائرة القانونية فيها باتخاذ جميع الإجراءات القانونية بحق المدعو واثق البطاط وبالفعل تم التوجيه بإقامة دعوى قضائية بحقه تمهيداً لتقديمه للعدالة إزاء ما صدر عنه من تهديدات تمس سيادة القانون في البلاد وتبعث على إثارة الفوضى وتحرض على العنف في وقت أحوج ما نكون فيه الى التكاتف والتلاحم وخصوصاً أن سلوكه هذا قد خالف توجيهات المرجعية الدينية العليا بوجوب الامتثال للقانون وحفظ النظام العام".

وأوضحت الداخلية أنها "أدانت بعض التصرفات غير المنضبطة التي صدرت من الضابط &وقامت بتعميم خطاب على جميع تشكيلاتها في بغداد والمحافظات بضرورة الالتزام بقواعد السلوك المهني والعمل وفق التشريعات النافذة بالحقوق القانونية للمواطنين ومنع استخدام الإعلام في القضايا التي تخص المواطنين قبل أن يحسم القضاء بها".

وقالت الوزارة في الختام "في الوقت الذي تدين فيه وزارة الداخلية التصريحات المشينة لواثق البطاط فإنها تدعو المؤسسة الدينية إلى استمرار دعم المؤسسة الأمنية حيث كانت المؤسسة الدينية ولا&تزال خير عون لنا في عملنا وحرصنا الكبير على أزدهار الوطن وأن تكون للمؤسسة الدينية الشريفة كلمتها الفصل في نبذ وشجب واستنكار تصريحات بعض الدخلاء عليها ".

وفي آخر تطور للقضية فقد تدخل البرلمان العراقي في تداعياتها واعلن النائب الاول لرئيس البرلمان حسن الكعبي في تصريح صحافي تابعته "إيلاف" الثلاثاء انه "قد اجرى اتصالا هاتفيا مع الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية وطالبه بأهمية إنهاء التحقيق خلال أسبوع وكشف ملابسات الحادث واستكمال التحقيقات اللازمة بشأنه ومحاسبة جميع المقصرين والمتورطين فيه".