إيلاف من لندن: دعا الرئيس العراقي البرلمان لمناسبة رأس السنة الأيزيدية التي تحل اليوم إلى الاسراع باقرار مشروع قانون الناجيات الأيزيديات لانصافهن عما لحق بهن من أذى نفسي وأضرار وتعويضهن مادياً ومعنوياً وتأهيلهنّ ورعايتهنّ وتأمين الحياة الكريمة لهنّ.

وقدم الرئيس العراقي برهم صالح إلى الأيزيديين في العراق والمهجر التبريكات واجمل الامنيات لمناسبة حلول رأس السنة الأيزيدية، متمنياً ان تعاد عليهم بالسلام والاستقرار.. مشيرا في رسالة الثلاثاء تابعتها "إيلاف" إلى أنّ الأيزيديين&أبناء أصلاء في العراق وكان لهم دور فعال ومهم في بنائه وترسيخ وحدته الوطنية وقدموا تضحيات وسطروا مآثر التضحية أسوة باخوانهم العراقيين، وهم مدعوون الآن إلى المشاركة وبشكل واسع في اعادة بناء العراق واعماره وتعزيز النسيج الوطني مستذكرا "ما تعرض له الأيزيديون من استباحة وقتل وسبي وتهجير على ايدي عصابات التطرف والتكفير المتمثلة بداعش الارهابي في صفحة مؤلمة وحزينة، دفع الأيزيدون فيها تضحيات جليلة ومقدسة".

وشدد على تطلعه لإقرار مشروع قانون الناجيات الأيزيديات من قبل اعضاء مجلس النواب بعد ان ارسلته رئاسة الجمهورية "لانصاف هذه الشريحة وتعويضهن عما لحق بهن من أذى نفسي واضرار مادية ومعنوية، وهي فرصة لدعوة السادة النواب للاسراع باقرار المشروع والانتصار لضحايا داعش من الأيزيديين".&

&

ثلاث أيزيديات صغيرات عشن في أسر داعش لثلاث سنوات

&

واكد الدعم الكامل للمطالب المشروعة للأخوة الأيزيديين في تأمين حقوقهم في ظل عراق ديمقراطي اتحادي وعودة النازحين إلى مناطقهم بعد توفير جوانب الاستقرار والسلام واعادة اعمار ما دمره الارهاب. وطالب الجهات المعنية لتكثيف الجهود داخليا وخارجيا لتحرير المختطفين&والمختطفات الأيزيديات، اللواتي يتجرعنّ يوميا بطش وارهاب داعش، والعمل الجاد على تسهيل عودتهم جميعا إلى عوائلهم التي تنتظرهم بفارغ الصبر.

البرلمان مصمم على اقرار القانون

وفي الحادي عشر من الشهر الحالي، اكد رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي تصميم البرلمان على اقرار قانون لانصاف الأيزيديات الناجيات من تنظيم داعش، الذي بعثت الرئاسة العراقية به اليه مؤخرا.&
وخلال اجتماع للحلبوسي في بغداد مع النائب عن المكون الأيزيدي حسين نرمو رفقة الناجية الأيزيدية نازدار خضر، فقد استمع إلى شرح مفصل من الناجية خضر لظروف الاختطاف على يد تنظيم داعش وجرائم الإبادة الجماعية والتنكيل بالنساء الايزيديات التي ارتكبها التنظيم ضدهن.

وأشار الحلبوسي بحسب مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف" إلى ضرورة إنصاف المكون الأيزيدي وإنهاء معاناة ابنائه.. مؤكدًا سعي مجلس النواب إلى إقرار قانون الناجيات الأيزيديات بهدف انصافهن من الآثار السلبية الناجمة عن ظروف الاختطاف، وبما يضمن تعافيهن من الإصابات الجسدية والنفسية وإنهاء معاناتهن.&

ودعا الحكومة إلى العمل على تأمين مناطق المكون الأيزيدي وإعادة تأهيلها من أجل عودة النازحين وتحقيق الاستقرار، اضافة إلى أنّخراط ابناء الاقليات بمؤسسات الدولة وتطويعهم بالمؤسسة الامنية والافادة من خبراتهم وكفاءاتهم.&

تعويض الناجيات مادياً ومعنوياً وتأهيلهنّ ودمجهن في المجتمع

وفي الخامس من الشهر الحالي ارسلت رئاسة الجمهورية العراقية مشروع قانون الناجيات الأيزيديات إلى مجلس النواب لغرض مناقشته واقراره. وقالت الرئاسة في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" إن "القانون يشمل النساء الأيزيديات اللواتي اختطفن من قبل عصابات داعش الإرهابية بعد 10/6/2014 وتحررن بعد ذلك، ويهدف إلى تعويض الناجيات مادياً ومعنوياً وتأهيلهنّ ورعايتهنّ وتأمين الحياة الكريمة لهنّ، اضافة إلى اعتماد الوسائل الكفيلة لدمجهن في المجتمع و إعادة تأهيل البنى التحتية لمناطقهن".

وأضافت الرئاسة ان مشروع القانون الذي ارسل إلى مجلس النواب ينص على تأسيس مديرية عامة لرعاية شؤون الناجيات ترتبط بالأمانة العامة لمجلس الوزراء يكون مقرها في محافظة نينوى، تتولى إحصاء واعداد بيانات الناجيات وتقديم الرعاية اللازمة و توفير الملاذ الامن والسكن الملائم لإيوائهن وايجاد فرص التحصيل العلمي للناجيات وابنائهن وتأمين فرص العمل والتشغيل لتمكينهنّ من تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي وفتح مراكز وعيادات صحية لمعالجتهنّ وتأهيلهنّ من الناحية النفسية والاجتماعية والمهنية".. واوضحت ان المديرية ستتولى معالجة الأوضاع القانونية للأطفال المولودين من الأمهات الناجيات وفقاً للقانون.&

ويمنح مشروع القانون للناجية المشمولة بأحكامه راتبا شهريا لا يقل عن ضعف الحد الادنى للراتب التقاعدي المنصوص عليه في قانون التقاعد الموحد، فضلاً عن منحها قطعة ارض سكنية استثناءً من احكام القوانين والقرارات الرسمية او وحدة سكنية مجاناً".

وأكدت الرئاسة ان "مشروع القانون اجاز للمشمولة به بالعودة إلى الدراسة استثناء من شرط العمر والمعدل على ان تعطى لها الأولوية في التعيين بالوظائف العامة"..واشارت إلى أنّه يعتبر يوم الثالث من&أغسطس من كل عام يوماً وطنياً "للتعريف بما وقع على الأيزيديين من جرائم وان توفر وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمقروءة برامج خاصة لهذا التاريخ توضح ما قامت به زمر الإرهاب من تنكيل وبطش وسبي وتهجير للأيزيديات، على ان تتولى وزارة الثقافة وامانة بغداد والجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخليد ضحايا الأيزيديين وإقامة النصب والتماثيل والمعارض بهذه المناسبة".

كما يشدد نص شروع القانون على "عدم شمول مرتكبي&جريمة اختطاف وسبي الأيزيديات بأي عفو عام او خاص ولا تسقط عنهم العقوبة المقررة قانوناً وتلتزم الجهات القضائية والإدارية بمتابعة القبض على الفاعلين والشركاء في ارتكاب تلك الجرائم وتطبيق احكام القانون".. وعد "الجرائم التي تعرضت لها الناجيات جرائم إبادة جماعية للتعريف بها لدى المحافل والمنظمات الدولية المختصة وإقامة الدعوى الجنائية ضد مرتكبيها".

جرائم داعش ضد الايزيديين

وفي&أغسطس عام 2014 تعرض الأيزيديون لأسوأ مجازر على يد تنظيم داعش عندما اجتاح قضاء سنجار موطن الايزيديين بمحافظة نينوى الشمالية، ما دفع الآلاف إلى الفرار نحو إقليم كردستان ومناطق أخرى وتقطعت السبل بآخرين فيما لا يزال الكثير من النساء والأطفال مختطفين لدى التنظيم.

وواجهت النساء الأيزيديات حياة قاسية للغاية في ظل داعش، حيث تعرضن للاغتصاب والعبودية الجنسية فيما اُعدم الرجال وزُج الاطفال في المعسكرات وأسيئت معاملة الفتيات وتم بيعهن مراراً في سوق النخاسة على امتداد الرقعة التي سيطر عليها التنظيم انذاك في العراق وسوريا.


&