الرباط: أكد منتدى التعاون العربي - الروسي دعمه الكامل لتنفيذ اتفاق الصخيرات السياسي لحل الوضع في ليبيا.

وجاء في البيان الختامي للمنتدى، الذي انعقد &الثلاثاء في العاصمة الروسية موسكو"ندعو إلى حل سياسي في ليبيا من خلال تبني الحوار وعملية المصالحة الوطنية، ونؤكد دعمنا للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات مع رفض الخيار العسكري".

وأكد المنتدى،أيضا، من خلال الوثيقة التزام الأعضاء بضمان الوحدة الترابية وسيادة ليبيا، ورفض خيار التدخل العسكري.

وبالمناسبة، أبرز أعضاء المنتدى أهمية الحوار والتعاون العربي - الروسي ودعم الجهود الدولية لتعزيز السلام والأمن المستدامين للشعوب العربية.

وناقش المشاركون في المنتدى التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط والعديد من القضايا الأخرى ذات البعد الإقليمي والدولي وذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تعزيز العلاقات البنية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وافتتح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، &الثلاثاء بالعاصمة الروسية، الدورة الخامسة لمنتدى التعاون الروسي العربي بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، و14 وزير خارجية عربي، من ضمنهم وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة.

وينعقد المنتدى في إطار السعي لدعم الحوار وعلاقات التعاون بين الجامعة العربية والشركاء الدوليين، أخذا بعين الاعتبار الاهتمامات والأولويات المشتركة التي تجمع الجانبين العربي والروسي في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

وكان المغرب قد دعا إلى وضع إطار شراكة عربي - روسي مبتكر، وإطلاق مبادرات يمكن أن تؤثر على مجريات الأحداث.

وقال ناصر &بوريطة ، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ، في كلمة خلال الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي - الروسي، الذي تستضيفه العاصمة الروسية موسكو، إن "طموحنا بعد عشر سنوات من اطلاق المنتدى هو الانتقال من منتدى للتشاور والحوار الى إطار لعلاقات شراكة قادرة على ابتكار واطلاق مبادرات من شأنها التأثير على مجريات الاحداث بما ينسجم مع طموحاتنا في تحقيق السلم والأمن والتنمية لشعوبنا ولمنطقتنا".

ودعا بوريطة ايضا إلى أن يواكب "المكتسبات التي تحققت على المستوى السياسي والدبلوماسي في إطار هذا المنتدى، عمل على تطوير الشراكة الاقتصادية والتعاون الثقافي والعلمي".

في هذا الصدد، أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي عن دعم المغرب لخطة العمل الثنائية للفترة الممتدة من 2019 الى 2021، التي تتضمن شقين أساسيين، أولهما اقتصادي وثانيهما ثقافي، بما في ذلك قضايا مثل الأمن الغذائي، والتعاون بين الجامعات، ونقل التكنولوجيا، والتوصل بين الشباب وتشجيع السياحة.

وعلى الصعيد السياسي، أكد الوزير بوريطة على تطابق المواقف العربية والروسية حول العديد من القضايا العربية الملحة، منوها باتزان مواقف روسيا وتشبثها بمبادئ القانون الدولي الذي من شأنه أن يعزز مسلسلات الحوار والتسوية السلمية ويفضي الى إرساء السلم والأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

وأكد بوريطة أن منتدى التعاون العربي - الروسي يكتسي أهمية خاصة، بالنظر إلى أن روسيا هي فاعل أساسي في القضايا العربية الملحة كالأزمة السورية، وعامل توازن مطلوب في القضية العربية المركزية التي هي القضية الفلسطينية، إلى جانب دورها كشريك رئيسي وموثوق به في العلاقات الثنائية مع العديد من الدول العربية، بما في ذلك المغرب.

في سياق ذلك ، دعا بوريطة روسيا إلى دعم الموقف العربي في ما يخص القضية الفلسطينية، وخاصة في ضوء التطورات المحبطة، والحفاظ على ثوابت تسويتها، المتمثلة في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم كل الجهود الرامية الى الحفاظ على مقومات الحل العادل والشامل والدائم.

كما أن الدور الروسي ضروري، حسب بوريطة، لتهيئة الظروف المناسبة لإيجاد حل سياسي مناسب للأزمة السورية، أخذا بعين الاعتبار التطورات على أرض الواقع، والحاجة الى دور عربي أكثر فعالية وضرورة جعل النقاش حول عودة سوريا الى جامعة الدول العربية عنصرا محفزا للمضي قدما في حل الأزمة السورية، بما يضمن استقرارها ووحدتها والتجاوب مع تطلعات مختلف مكونات الشعب السوري.

وأضاف أن الدور الروسي سيكون عاملا مساعدا للعودة إلى مسلسل الحوار بين الأطراف الليبية تحت إشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بما يضمن مخرجا حقيقيا للأزمة الليبية وفق اتفاق الصخيرات وبعيدا عن الحلول العسكرية والتدخلات الخارجية غير البناءة.

وقال بوريطة إن المملكة المغربية تظل منخرطة بقوة في قيم منتدى التعاون الروسي - العربي من منطلق علاقات الشراكة القوية التي تربطها بروسيا، مبرزا أن المغرب مقتنع بدور روسيا في إرساء أسس نظام عالمي متوازن، وأهمية العلاقات العربية - الروسية المبنية على أسس عمرها قرون وعلاقات حضارية ومصالح مشتركة.

وسجل الوزير &بوريطة أن التعاون المغربي - الروسي عرف طفرة نوعية إثر الزيارة التاريخية للملك محمد السادس لموسكو في مارس 2016، والتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المعمقة والعديد من الاتفاقيات ذات البعد التنموي التي ترجمت إلى نتائج ملموسة، أدت سنة 2018 الى الرفع من حجم المبادلات التجارية بنسبة 100 في المائة مقارنة بعام 2017.

و أجرى بوريطة، الثلاثاء بموسكو، مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وذلك على هامش الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي - الروسي.

وعبر لافروف وبوريطة، خلال هذه المباحثات، عن ارتياحهما لجودة العلاقات بين البلدين، مؤكدين على التطور الإيجابي الذي تشهده هذه العلاقات، في إطار الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين قائدي البلدين الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين.

في هذا الإطار، واصل الوزيران حوارهما حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في شمال إفريقيا والعالم العربي.

واتفق لافروف وبوريطة، بمناسبة اجتماعهما، على إحداث آلية منتظمة للتشاور الدبلوماسي بين وزارتي البلدين.

وتأتي هذه المباحثات، التي حضرها نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وسفير المغرب بروسيا عبد القادر لشهب، في سياق التطور الإيجابي للعلاقات بين المملكة المغربية والفيدرالية الروسية، والذي تميز بشكل خاص بزيارة العمل التي قام بها للرباط يومي 24 و25 يناير الماضي، الوزير &لافروف ،والاستقبال الذي خصه به الملك محمد السادس.