جاكرتا:&يتجه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو للفوز بولاية جديدة في ثالث أكبر ديموقراطية في العالم حيث أظهرت ثلاث مؤسسات لاستطلاع الرأي الأربعاء تقدمه بشكل كبير على منافسه الجنرال السابق برابوو سوبيانتو، بعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع في أنحاء الأرخبيل المؤلف من 17 ألف جزيرة.&

وبينما لا يتوقع أن تصدر النتائج الرسمية قبل الشهر القادم، أظهرت عمليات "عد سريع" أجرتها مراكز استطلاع أن ويدودو حصل على 55 بالمئة من الأصوات بينما حصل سوبيانتو على 44 بالمئة.

وافادت تقديرات ثلاث مؤسسات لاستطلاع الرأي -مركز سيف المجاني للبحوث، وايندو بارومتر وانديكايتور بوليتيك اندونيجيا- جُمعت بالاستناد الى اولى عمليات التعداد في مكاتب التصويت، تقدم ويدودو بتلك النسبة.

وقال غون غون هريانتو، المحلل السياسي في مركز "بوليتيكال ليتيراسي انستيتيوت" "اذا حصل تغيير فمن المفترض ان يكون ضئيلا". واضاف انه يأمل في "توجيه دعوة الى المصالحة" بعد "سبعة الى ثمانية اشهر من الاجواء المتشنجة".&

وانتهى التصويت رسميا حوالى الساعة 6,00 ت غ في جزيرة سومطرة رغم أن بعض مراكز الاقتراع البالغ عددها 800 ألف في أنحاء الدولة التي تضم براكين عدة بقيت مفتوحة حتى وقت متأخر بسبب التأخيرات والطوابير الطويلة.&

ومن أدغال بورنيو إلى عشوائيات جاكرتا، أدلى ملايين الإندونيسيين بأصواتهم في إحدى أكبر ممارسات الديموقراطية في العالم.&

واستخدمت الأحصنة والفيلة والدراجات النارية والقوارب والطائرات لتوزيع صناديق الاقتراع في أنحاء البلد الشاسع الذي يضم مئات المجموعات العرقية واللغات.&

ودُعي أكثر من 190 مليون ناخب للاختيار بين ويدودو المنتهية ولايته، والذي يعزي كثيرون الفضل إليه في الانتعاش الاقتصادي المصحوب بتحسن البنى التحتية، وخصمه القومي المعروف بخطاباته الحماسية سوبيانتو المرتبط بنظام سوهارتو الديكتاتوري الذي حكم البلاد على مدى ثلاثة عقود.&

طرق ومطارات

يشكل المسلمون نحو 90 بالمئة من سكان إندونيسيا. &

وشهدت الحملة الانتخابية سجالات مريرة بين المتنافسين وسط سلسلة من الأخبار الكاذبة عبر الانترنت التي استهدفت المرشحين.&

ركّز جوكو ويديودو في حملته على سجله في إنشاء الطرق والمطارات وغيرها من البنى التحتية بينها أول خط لقطارات الأنفاق افتتح في جاكرتا في آذار/مارس.

غير أن منظمات غير حكومية تنتقد أداء ويدودو في مجال حقوق الإنسان، منددة بازدياد أشكال التمييز ضد الأقليات الدينية والإتنية ومجموعات المثليين وسط تزايد نفوذ المجموعات الإسلامية المحافظة.

إلا أن ويدودو وهو مسلم متديّن يدافع في خطاباته عن التنوع في إندونيسيا، اختار الداعية الإسلامي المحافظ معروف أمين مرشحه لنيابة الرئاسة. وهو سعى من خلال هذه الاستراتيجية إلى حشد دعم الناخبين المسلمين المحافظين، غير أن هذا التوجه يثير قلق الجهات التقدمية في البلاد.

تعزيز الامن

تم تعزيز الأمن في هذه المقاطعة الجبلية بسبب حركة استقلالية حيث نشر نحو مليوني جندي وشرطي لمراقبة عمليات التصويت.

في بالي قال الناخب غوستي سودارسا (65 عاما)، "هذا الامر لا يحصل الا مرة كل خمس سنوات، وعلينا بالتالي استخدام حقنا في التصويت، لان هذا سيحدد وجهة أمتنا".

وكانت أكثرية استطلاعات الرأي تعطي تقدما بحوالى عشر نقاط لويدودو (57 عاما) بمواجهة سوبيانتو (67 عاما). وقبل أربع سنوات، فاز ويدودو في الانتخابات بفارق بسيط، وقد تقدم سوبيانتو حينها بطعن رفضه القضاء لاحقا.

وتم تخصيص أكثر من 800 ألف مكتب اقتراع في الأرخبيل الشاسع الزاخر بالبراكين، من أدغال سومطرة مرورا بجزيرة جاوا ذات الكثافة السكانية الأكبر، وصولا إلى جزيرة سومباوا المعزولة.

أداء اقتصادي

اختار الجنرال السابق برابوو سوبيانتو رجل الأعمال البارز ساندياغو أونو البالغ 49 عاما، مرشحا له في منصب نائب الرئيس في حملته الزاخرة بالشعارات القومية.

وهو تقرب من المجموعات الإسلامية الأكثر راديكالية ودعا إلى زيادة النفقات الدفاعية والأمنية.&

وعلى الصعيد الاقتصادي، يفاخر سوبيانتو بسياسته الحمائية بعنوان "إندونيسيا أولا" المستوحاة من حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد وعد بإعادة النظر في الاستثمارات الصينية المقدرة قيمتها بمليارات الدولارات في إندونيسيا.

ولطالما أعيقت طموحات المرشح المعارض بصلاته بنظام سوهارتو وهو والد زوجته السابقة، وبتاريخه العسكري المثير للجدل.