واشنطن: قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة إنه لا يزال مكلفا المفاوضات مع كوريا الشمالية رغم مطلبها استبعاده من المحادثات حول نزع سلاحها النووي، في وقت عبر مع نظيره الياباني عن تفاؤل حذر بشأن التوصل لاتفاق.

ترأس بومبيو محادثات رباعية في واشنطن بين وزراء الدفاع والخارجية الأميركيين واليابانيين، في جولة جديدة من المحادثات المقررة بين الحليفين المقربين.

ووسط مأزق مع كوريا الشمالية، قلل بومبيو من أهمية تصريحات غاضبة لبيونغ يانغ هذا الأسبوع وصفت فيها كبير الدبلوماسيين الأميركيين "بالمتهور" وغير الناضج وطالبت باستبعاده من المفاوضات في المستقبل.

ويسود اعتقاد أن بومبيو شجع ترامب، الذي لا يخفي إعجابه بكيم جونغ أون، على التشدد في موقفه حيال الزعيم الكوري الشمالي خلال قمة هانوي في شباط/فبراير التي انتهت دون التوصل لاتفاق.

وقال بومبيو في مؤتمر صحافي مشترك "لم يتغير شيء. نواصل العمل".

وقال "لا أزال مكلفا الفريق" مضيفا بأن ترامب "هو بالتأكيد المسؤول عن مجمل الجهود".

وبومبيو الذي توجه أربع مرات العام الماضي إلى بيونغ يانغ ضمن مساعيه تحسين العلاقات التي كانت متوترة ، قال إنه لا يزال يأمل في التوصل لاتفاق من شأنه تحقيق وعود كيم بالتخلي عن الترسانة النووية التي قامت بيونغ يانغ ببنائها خلال عقود.

وقال "أنا على قناعة بأنه لا يزال لدينا فرصة حقيقية في التوصل لتلك النتيجة وفريقنا الدبلوماسي سيستمر في القيادة".

اليابان تدعم الدبلوماسية

كثيرا ما عبر ترامب عن إعجابه بكيم، ومنع الشهر الماضي فرض عقوبات أميركية قاسية على كوريا الشمالية قائلا إنه يريد المحافظة على تلك العلاقة، رغم تعهد بومبيو مواصلة ضغوط قوية.

واليابان التي تقف إلى جانب الولايات في السياسة الخارجية، دعمت علنا ترامب لكنها شديدة الحذر.

وطالما طالب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بإجراءات متشددة تجاه كوريا الشمالية على خلفية خطفها مدنيين يابانيين ابان سبعينات وثمانينات القرن الماضي، لتدريب جواسيس نظامها.

ومع ذلك، كرر وزير الخارجية الياباني تارو كونو بعد المحادثات في واشنطن القول أن آبي على استعداد للقاء كيم "إذا كانت هناك فرصة".

وقال كونو "اليابان على استعداد لتطبيع علاقاتها مع كوريا الشمالية عندما يتم حل مسائل الصواريخ و(السلاح) النووي والخطف".

ويزور آبي واشنطن الأسبوع المقبل للقاء ترامب الذي نسج معه أواصر صداقة. ثم يتوجه ترامب وزوجته ميلانيا إلى اليابان الشهر المقبل ليكونا أول زائرين رسميين يلتقيان الامبراطور الجديد ناروهيتو.

وتستضيف اليابان قمة لمجموعة العشرين في أوساكا في حزيران/يونيو، علما بأن ترامب لم يؤكد مشاركته بعد.

توسيع المعاهدة الدفاعية

في مسعاها الأخير توسيع المظلة الأمنية لليابان، قالت الولايات المتحدة إن الهجمات الإلكترونية على حليفتها يمكن أن تستدعي ردا من واشنطن.

وقال بومبيو إن "الولايات المتحدة واليابان أكدتا أن القانون الدولي ينطبق على الفضاء الالكتروني وبأن هجوما الكترونيا يمكن، في ظروف ما، أن يمثل هجوما مسلحا بموجب المادة الخامسة من المعاهدة الأمنية الاميركية اليابانية".

وتقول المادة الخامسة إن هجوما على أراض يابانية يمكن أن يستدعي تحركا من الولايات المتحدة التي تضمن سلامة حليفتها بموجب المعاهدة التي فرضت بعد الحرب العالمية الثانية.

وتحظر هذه المعاهدة اليابان من تسليح الجيش.

ويزداد قلق المسؤولين اليابانيين من أن عمليات قرصنة، وخصوصا من الصين وكوريا الشمالية، يمكن أن تمثل تهديدا مباشرا أكبر من أي عملية عسكرية تقليدية.

وجدد بومبيو أيضا الموقف الأميركي، من أن المادة الخامسة تشمل جزر سينكاكوس التي تديرها اليابان في بحر الصين الشرقي وتطالب بكين بالسيادة عليها وتطلق عليها تسمية دياوغو.