إيلاف من دبي: شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي السبت وضع حجر الأساس لأول معبد هندوسي في الإمارة، حيث سيقام في منطقة بومريخة على طريق أبوظبي دبي. وسيخدم المعبد الجديد الذي يعد الثاني من نوعه في الامارات بعد المعبد المقام في دبي، نحو 2 مليون هندوسي يقيمون على أرض الإمارات.

حضر الافتتاح من الجانب الإماراتي كل من الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغيير المناخي والبيئة، والدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الدولة للتعليم العالي، والدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، وحضر من الجانب الهندي ماهاني سوامي مهراجا رئيس الطائفة الهندوسية في الهند، ونفديب سينغ سوري السفير الهندي في الإمارات، فضلا عن الآلاف من أبناء الجالية الهندية في أبوظبي.

تقديس الحجر الرملي

وأدى ماهانت مهراج وعدد من الكهنة الصلوات لتقديس الحجر الرملي الوردي الذي سيشكل قاعدة المعبد الواقع في منطقة أبو مريخة على الطريق السريع بين دبي وأبوظبي، ويمتد على مساحة 55 ألف متر مربع تم التبرع بها من قبل حكومة أبوظبي خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عام 2015، فيما تم تخصيص 55 ألف متر أخرى لمرافق وقوف السيارات احتفاء بـ"عام التسامح".

وسيتم نحت هيكل بالكامل، الذي تقدر كلفته بـ450 مليون درهم ويضم سبعة أبراج وخمس قباب مزخرفة من الحجر بوساطة مئات الحرفيين في الهند، وعندما تصبح جاهزة ومرقمة، سيتم شحنها إلى الدولة وتجميعها في الموقع، ومن المقرر أن يبدأ البناء هذا العام.

ويستلهم تصميم المعبد من العديد من المعابد الهندوسية؛ مثل: معبد أكشاردام في نيودلهي، في الهند، وستكون مواد البناء من الحجر الرملي الوردي الموجود في ولاية راجاستان في الهند، الذي لديه القدرة على تحمل درجات الحرارة العالية.

رسالة سلام

وقال الدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي في كلمته خلال الحفل "إن وضع حجر أساس لمعبد هندوسي في أبوظبي، يعكس عمق العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الهند، ويبعث رسالة سلام من هذه المنطقة إلى العالم أجمع".

من جهته قال ماهاني سوامي مهراجا رئيس الطائفة الهندوسية في الهند "أشيد بدولة الإمارات العربية المتحدة كعاصمة عالمية للتسامح والمحبة، وتأتي تلك المبادرة في إطار تعزيز الدور العالمي الذي تلعبه الإمارات كعاصمة للتعايش والتلاقي الحضاري.. فهذه المبادرة تمثل امتدادا حقيقيا للقيم التي أرساها ورسخها في وجدان أمته، قائد دولة الإمارات ومؤسسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".

وذكر نفديب سينغ سوري السفير الهندي في الإمارات أن "بناء معبد هندوسي في إمارة أبوظبي يعكس التزامها الراسخ بتعزيز قيم ومبادئ التسامح كواحدة من أكثر دول العالم تنوعا، والتي تعد موطنا لكل الأديان".

12 ألف معبد هندوسي حول العالم

وبوضع حجر الأساس اليوم سيشرع أول معبد هندوسي في أبوظبي أبوابه للعامة رسميا العام المقبل لممارسة شعائرهم الدينية تأكيدا على نهج التسامح الذي تنتهجه دولة الإمارات وتزامنا مع عام 2019 الذي اختارته الإمارات ليكون عام التسامح.&
حيث من المتوقع أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من مجمع المعبد الهندوسي في 2020 على أن يتم الانتهاء من جميع المراحل المتبقية بحلول 2021، وسيضاف لمعبد الجاري العمل على تنفيذه حاليا إلى المعابد الهندوسية حول العالم، والتي يبلغ عددها أكثر من 12 ألف معبد على مستوى العالم.

وتعتبر دولة الإمارات نموذجا يحتذى به من حيث تعزيزها لمبادئ التسامح والتعايش في المجتمع. فالعام الماضي قامت الحكومة الإماراتية بتغيير اسم أحد المساجد في أبوظبي ليصبح "مريم أم عيسى عليهما السلام" بعد أن كان يطلق عليه سابقا اسم "جامع الشيخ محمد بن زايد".

أول معبد هندوسي في دبي

وسيصبح المعبد الهندوسي الجديد هذا نقطة تجمع لآلاف الهنود المقيمين في إمارة أبوظبي، حيث تأتي هذه الخطوة لتلبية حاجات هؤلاء الذين يقطعون مسافة مئة كيلومتر في الوقت الحالي للوصول إلى أقرب معبد لهم في مدينة دبي. وتكون الجالية بذلك أضافت إلى رصيدها الحالي الذي يتألف من معبدين هندوسيين وآخر سيخي في دبي.

وبالتالي لا يعد المعبد الهندوسي في أبوظبي هو المعبد الأول في الإمارات ففي عام 1958، منحت دبي إذنا لقيام المعبد الهنودسي الأول في الإمارة، فأقيم في الطابق الأول في أحد مباني السوق القديمة في بر دبي، وكان معبدا للهندوس والسيخ معا، ثم انفصل السيخ عن الهندوس عام 2012، وأقاموا معبدهم الخاص في جبل علي.

ويشكل عدد الجالية الهندية في الإمارات أكبر شريحة من الأجانب في الإمارات، حيث يصل عددهم إلى 3.3 مليون نسمة، ما يعادل أكثر من 35% من سكان الإمارات، بينهم 2 مليون شخص يعتنقون الهندوسية.

علاقات تجارية واقتصادية قوية

وتستثمر الهند اليوم أكثر من 70 مليار دولار في الإمارات من خلال 50 ألف شركة في مجالات مختلفة، أما استثمارات الإمارات في الهند فقد بلغت أكثر من 10 مليارات دولار، ومن الممكن زيادتها في هذا المجال على قدر كبير.

ويشهد مجال النقل والطيران ازدهارا كبيرا بين البلدين، حيث تشهد البلدان نحو 700 رحلة جوية أسبوعية بين دولة الإمارات ومدن الهند المختلفة، وهو قليل نظرا إلى أعداد المسافرين والسياح من الجانبين، الأمر الذي يدعو الطرفين إلى تكثيف هذه الرحلات.

وتشهد العلاقات بين الهند والإمارات في كافة المجالات مؤخرا مزيدا من الارتباط على مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية، وتبحث الإمارات عن فرص وآفاق جديدة لهذه الشراكة الاستراتيجية الثنائية في مختلف المجالات. وتتطلع الإمارات لتشجيع المستثمر الإماراتي للاستثمار في العديد من الصناعات والاستثمار في مجالات النفط والغاز والمنتجات البترولية والمجوهرات والأحجار الكريمة والمعادن الثمينة والكيماويات.