إيلاف من واشنطن: في تراجع عن موقفه السابق، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب السبت، المدعي الخاص روبرت مولر وفريقه، ووصف تقريره “بأنه كتب بأقصى خُبث ممكن، من مجموعة من الديمقراطيين الكارهين له”، ويأتي هذا بعد أقل من شهر من قوله إن مولر “تصرف بشرف خلال قيادته التحقيقات”.

سيد البيت الأبيض الذي اختار يوم إجازته، ليشن هجومه القاسي، أدرك أخيراً أنه لم يستطيع تمرير “الكذبة” التي كان يروج لها، حول أن ما ورد في التقرير الذي نشرته وزارة العدل الخميس، يثبت براءته من التواطؤ مع روسيا وإعاقة العدالة.

وخرج بعض القانونيين خلال اليومين الماضيين بتصريحات قالوا فيها إن ما ورد في التقرير يوجب عزل سيد البيت الأبيض، “ فهو ارتكب أفعالاً أخطر من تلك التي تورط بها (الرئيس) ريتشارد نيكسون إذ أثبت أن ترمب حاول مرارا إعاقة العدالة، لحماية نفسه ومقربين &منه، إضافة إلى سعيه لتعطيل التحقيقات حول التدخلات الروسية المزعومة للتأثير على الانتخابات الرئاسية عام 2016”.

ولعل أبرز هؤلاء جون دين الذي كان مستشار البيت الأبيض القانوني خلال رئاسة الرئيس ريتشارد نيكسون، والأخير استقال عام 1974 على إثر فضيحة وواترجيت، وقبل ساعات من تصويت مجلس الشيوخ على قرار عزله.

وقال دين في مقابلة مع محطة السي إن إن الجمعة، “إن تقرير مولر لعنة على ترمب وسيدمره”.

وأضاف وهو يحمل التقارير التي كتبها مدعون خاصون في قضايا ووترجيت وإيران- كونترا، والرئيس بيل كلينتون وعلاقته مع &مونيكا لوينسكي “راجعت هذه جيمعها وقارنتها بتقرير مولر. ما كتبه مولر يثبت أن ترمب فعل أخطر مما فعله نيكسون، إنها حقا تقرير مدمر (للرئيس)”.

وعزا هذا إلى أن التقرير “كشف أن ترمب &سعى مرارا لإعاقة العدالة، وأقال مسؤوليين لأنهم رفضوا &تنفيذ أوامر &غير قانونية وغير أخلاقية أصدرها”.

ووفقا لما جاء في التقرير، نقلاً عن محضر اجتماع رسمي، فإن ترمب أبلغ وزير العدل حينها جيف سيشنز، خلال لقاء في البيت الأبيض في صيف 2017، أنه “قضي عليه، بعد تعيين المدعي الخاص، وأن مولر حتما سينهي رئاسته”.

وتزامن هذا كله مع إعلان قيادي ديمقراطي في مجلس النواب، للمرة الأولى، إن البدء بإجراءات عزل ترمب بات أمراً مطروحا، بعد نشر تقرير مولر.

وقال إيليا كامينغز رئيس لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب في مقابلة الجمعة مع محطة أم أس أن بي سي حينما سئل عمّا إذا كان هنك نية للبدء بإجراءات عزل ترمب "هذا محتمل، الناس بعد صدور التقرير، بدأوا يطلبون التحرك. &سنقرر الخطوة التالية، بعدما ندرس الوثائق الأصلية التي استند عليها &مولر”.

وكان لافتا أن كامينغز ، قال في تصريحات صحافية في اليوم الذي سبق نشر التقرير، “إن الحديث حول عزل ترمب سابق لآوانه”.

من الواضح، أن فوز ترمب بأهم وظيفة في العالم، لعنة، إذا سرعان ما حاصرته التحقيقات هو وأفراد من عائلته، وامتدت إلى كل منظمة أو شركة أدارها، بعضها كما تقول وسائل إعلام أميركية وصلت إلى “تورطه بمخالفات جسيمة”، تستدعي توجيه اتهام له أمام محكمة، لكن ما يحميه، موقتاً على الأقل، حصانته الرئاسية، التي سيتركها خلفه عند مغادرته البيت الأبيض، وحينها سيكون صيدا سهلاً لخصومه وهم كُثر.