كابول: شن انتحاريون ومسلحون هجوما استمر ساعات على مبنى وزارة الاتصالات وسط كابول السبت، بحسب ما أفاد مسؤولون، ما قوض أسابيع من الهدوء النسبي في العاصمة الأفغانية.&

ونفت طالبان "اي علاقة لها" بالهجوم الذي أدى إلى احتجاز نحو 2000 شخص في المبنى المرتفع لساعات في بداية يوم العمل الأسبوعي في افغانستان.&

ولم تعلن أي جهة أخرى مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية شن سابقا هجمات قاتلة في المدينة.&

وكتب متحدث باسم وزارة الصحة على تويتر "نتيجة لتفجير/هجوم اليوم في مدينة كابول، استشهد شخصان وأصيب ستة أخرون بجروح"، مضيفا أن ثلاث نساء بين الجرحى.

وسمع مراسل وكالة فرانس برس صوت انفجار قوي قرابة الساعة 11,40 صباحا (07,10 ت غ) تلاه اطلاق متفرق للنار استمر ساعات.&

وقال المسؤول الأمني في كابول أمان الدين شريعتي لوكالة فرانس برس إن "المعلومات لدينا هي أن أربعة مهاجمين تموضعوا قرب وزارة الاتصالات ويخوضون اشتباكات مع قوات الأمن الأفغانية".

ولكن قرابة الساعة الخامسة مساء (12,30 ت غ)، أعلنت وزارة الداخلية انتهاء الهجوم.&

وكتبت الوزارة بعد نحو ست ساعات من حصار المبنى: "الهجوم على مكتب البريد المركزي: انتهاء العمليات. قُتل جميع الانتحاريين وتم إنقاذ أكثر من 2000 موظف مدني".

وكان الموظفون المحتجزون داخل المبنى المؤلف من ثمانية طوابق، والذي يعتقد أنه الأعلى في كابول، انتقلوا إلى الطوابق العليا اثناء الاشتباك بين المسلحين وقوات الأمن.&

وذكرت امرأة أنها كانت بين مجموعة من نحو 30 شخصا في الطابق العاشر عند بدء الهجوم، وبعد ذلك تم إبلاغها بالانتقال إلى الطابق الثامن عشر مع اشتداد إطلاق النار. وانقذ رجال الكوماندوس جميع الموظفين عند انتهاء القتال.

وأوردت السلطات الأفغانية تقارير متضاربة حول الحادث. وكانت وزارة الداخلية ذكرت أولا أن ثلاثة انتحاريين هاجموا مبنى البريد في الوزارة. &

وصرح الجنرال سيد محمد روشان ديل قائد شرطة كابول أن أربعة مهاجمين يرتدون بزات الشرطة استهدفوا ضريحا بالقرب من الوزارة.&

وذكر القصر الرئاسي في بيان أن "أعداء افغانستان شنوا هجوما انتحارياً".&

وأضاف "مرة أخرى أشاعوا الخوف وقتلوا وأصابوا عددا من المواطنين الأبرياء".&

- هجوم الربيع -
تقع وزارة الاتصالات في وسط كابول على بعد كيلومترين من المنطقة الخضراء مجمع الأجانب الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة. وهذه المنطقة هي الحي التجاري الرئيسي في المدينة وتضم العديد من الفنادق الكبيرة.

وباستثناء هجوم بقنبلة استهدف عربة عسكرية الأسبوع الماضي، شهدت العاصمة في الأسابيع القليلة الماضية فترة من الهدوء النسبي بعد عام مروع سجلت خلاله سلسلة من الهجمات منها قنبلة ضخمة أخفيت في سيارة إسعاف وأودت بأكثر من 100 شخص.

ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوع من إعلان طالبان بدء هجوم الربيع السنوي، ووسط استمرار القتال في أنحاء أفغانستان.&

ويعكس طبيعة النزاع الأفغاني والعوائق أمام السلام حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان.&

وفي الدوحة منيت جهود إحلال السلام في أفغانستان بنكسة كبرى الجمعة مع إعلان إرجاء لقاء مهم بين حركة طالبان ومسؤولين في الحكومة الأفغانية إلى أجل غير مسمى بسبب خلاف حول العدد الكبير من الموفدين الذين تريد كابول إرسالهم.

ويأتي انهيار المحادثات في وقت حساس وسط استمرار أعمال العنف بينما تسيطر حركة طالبان على نحو نصف أراضي أفغانستان حيث قتل 3804 مدنيين السنة الماضية بحسب حصيلة للأمم المتحدة.

وتجرى الولايات المتحدة مفاوضات سلام ثنائية منفصلة مع طالبان في الدوحة كجزء من الجهد الذي تبذله منذ أشهر للتوصل الى اتفاق سلام.

وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها الصيف الماضي. وكانت الجولة الاخيرة من المحادثات الثنائية انتهت في قطر في آذار/مارس.