سكوبيي: يتواجه مرشّحا اليمين واليسار إلى الانتخابات الرئاسية في جمهورية مقدونيا الشمالية في دورة ثانية تجري في 5 أيار/مايو بعدما فشلا في حسم المعركة من الدورة الأولى التي جرت الأحد وشهدت نسبة إقبال متدنيّة غير مسبوقة في تاريخ البلد البلقاني.

وبلغت نسبة الإقبال على التصويت في الدورة الأولى 41% من الناخبين البالغ عددهم 1,8 مليون ناخب، وهي أدنى نسبة على الإطلاق منذ نالت هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة استقلالها في 1991، بحسب لجنة الانتخابات.

وكادت الدورة الأولى برمّتها تعتبر لاغية لو لم يتأمن النصاب القانوني بوصول نسبة المشاركة إلى 40%، وهو تحدّ سيبقى ماثلاً في الدورة الثانية.

وقالت اللجنة إنّه بعد فرز كلّ الأصوات تقريباً، حصل ستيفو بنداروفسكي (56 عاماً) المدعوم من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم على 42,63% من الأصوات، متقدّماً بأقلّ من ربع نقطة مئوية على مرشّحة المعارضة اليمينية غوردانا سيليانوفسكا-دافكوفا (62 عاماً) التي حصلت على 42,39% من الأصوات.

وبذلك سيتواجه المرشّحان في الدورة الثانية المقرّرة بعد أسبوعين، لكنّ التحدّي الأكبر سيظلّ مدى قدرتهما على إقناع الناخبين بالتوجّه إلى صناديق الاقتراع، ذلك أنّه إذا لم تبلغ نسبة المشاركة 40% ستعتبر الدورة اللاغية وسيتعين إعادتها مجدّداً.

وكان بندارفوسكي قال لدى ادلائه بصوته إن فوزه بالانتخابات سيتيح للبلاد "النمو والاندماج، خلال بعض الوقت، ضمن البنى الاوروبية الأطلسية" بعد الاتفاق التاريخي مع اليونان الذي تفاوض عليه معسكره وبات ساريا منذ بداية 2019.

ونتيجة لذلك الاتفاق، رفعت اليونان التي تقول إنّ مقدونيا اسم حصري لمقاطعتها التي تشمل مدينة سالونيكي، الفيتو الذي كانت تضعه في وجه انضمام جارتها إلى حلف شمال الأطلسي وأمام بدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.&

في المقابل تواصل غوردانا سيليانوفسك-دافكوفا الحديث عن "مقدونيا" لكنّها تؤكّد أنّها ستحترم الاتفاق مع محاولة اعادة التفاوض بشأنه حتى ان كان منصب الرئيس فخريا في البلاد.

وعبّرت المرشّحة اليمينية التي يرى معسكرها أنّ الاتفاق كان ثمرة إملاءات من الخارج، عن تفاؤلها إزاء فرصها في أن "تصبح أول امراة رئيسة" في هذا البلد الصغير في البلقان.

ولم تثر الانتخابات حماس المواطنين المتعبين من الركود الاقتصادي والفساد والمحسوبية والمحاباة ومن نسبة بطالة تفوق 20 بالمئة وجمود متوسط الأجر عند 400 يورو وارتفاع معدلات الهجرة ولا سيّما بين الشباب.
&