متظاهرون خارج البريد المركزي
EPA
يرغب المحتجون في اقتلاع جميع النخبة الحاكمة

علّقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على الوضع الراهن في الجزائر في ظل المشاورات التي يجريها الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح مع الأطراف السياسية تحضيرا للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في الرابع من يوليو/تموز المقبل.

ويحذر كُتّاب من ضياع الوقت في مشاورات وصفها بأنها "صورية" قد تهدد باستنفاد الآجال المحددة دستوريا للمرحلة الانتقالية، فيما قال آخرون إن الجزائر بحاجة إلى الانتقال إلى "الجمهورية الثانية".

"مشاورات صورية"

وتحت عنوان "رهان الفراغ.. ليس من فراغ"، يقول عمار يزلي في "الشروق" الجزائرية إن "الرهانات الوطنية الآن بدأت تتضح معالمها، رغم الغموض والتداخل والاشتباه الحاصل وهذا بعد تسع جمعات من الحراك الأسبوعي، الذي تطور ليصبح حراكا مطلبيا شبه يومي".

ويقول الكاتب إن موقف المؤسسة العسكرية "بدا واضحا أكثر فأكثر: موقف مصطف مبدئيا وبلا مواربة مع الإرادة الشعبية في التغيير".

ويرى أن "الرهان الأكبر اليوم هو رهان كسب ثقة الشعب وتفهم الحراك لهذه الرغبة الأكيدة لمؤسسة الجيش التي تريد أن تبقى ضمن نطاق الدستور في أي تعامل مع الأحداث، محاولة منها تجنب فراغ دستوري تريده الأقلية الساحقة باسم الأغلبية المسحوقة راكبة موجة الحراك".

ويتساءل: "هل علينا الآن أن نواصل العمل من أجل انتخاب رئيس جمهورية في الآجال الدستورية؟ ... أم سنمضي في استنفاد المسار الدستوري إلى غاية الخروج بحل توافقي حول شخصية وطنية تقود مرحلة انتقالية قصيرة؟ ونكون قد دخلنا في فراغ دستوري أجبره الانصياع للدستور؟ وهذا ما أتصور أنه قد يحدث إذا لم يحدث حادث آخر قد يفرز مخرجات جديدة لوضع لا يقبل الإطالة ومرض لا يقبل تمديده؟"

وفي السياق ذاته، يقول سليم قلالة في الصحيفة نفسها: "يبدو أن المسار التشاوري الذي بدأته رئاسة الدولة في اليومين الأخيرين لا ينبِّئ بأننا سنصل يوم 4 جويلية [يوليو/تموز] القادم إلى انتخاب رئيسٍ للجمهورية يحظى بثقة غالبية الشعب".

ويقول الكاتب: "إذا ما أضعنا هذه الأسابيع في مشاورات صورية لن نتمكن من إيجاد الآليات اللازمة للقيام بانتخابات رئاسية ذات مصداقية في الوقت المُحدَّد، وإذا لم نتمكَّن من تحقيق هذه الغاية في آجالها المحددة دستوريا أو تم تحقيقها بغير رضا الشعب، سنَدخُل في وضع أخطر من الوضع الذي سبق استقالة رئيس الجمهورية المنتهية عهدته".

ويضيف محذرا: "حينها سنكون أمام سيناريو أكثر خطورة يتمثل في وجود رئيس 'منتخَب' لا يحظى برضا الشعب، وعندها سيأخذ الحراكُ طابعا آخر ويدخل ضمن آجال مفتوحة، والأخطر أنه سيُعَدُّ غير مشروع في نظر الرئيس الجديد بما سيترتب عن ذلك من أزمات على أكثر من صعيد، ستتحول إلى نزاعات تناحرية بمرور الأيام بكل ما يعني ذلك من نتائج وخيمة".

متظاهرون خارج البريد المركزي
AFP/Getty

وتحت عنوان "حاجة الجزائر إلى الجمهورية الثانية"، يقول خير الله خير الله في صحيفة "العرب" اللندنية: "ستحدد الأشهر المقبلة ما إذا كانت الجزائر ستنتقل إلى الجمهورية الثانية، أي إلى ما يطمح إليه الشباب الجزائري. تعني الجمهورية الثانية، قبل أي شيء آخر، التخلص من العقد التي ارتبطت بالجمهورية الأولى".

ويضيف أن قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح "هو رجل المرحلة المقبلة في الجزائر"، ويتساءل: "هل يمهّد للجمهورية الثانية عبر استيعاب المطالب الشعبية؟ أم يكون مجرّد ضابط آخر وضع نفسه في خدمة الجمهورية الأولى وإعادة تكوين 'السلطة'؟".

ويؤكد الكاتب أن الجزائر تحتاج إلى "الجمهورية الثانية. لا يمكن للمؤسسة العسكرية السير مجددا في اتجاه استعادة الجمهورية الأولى عن طريق شخص شبيه ببوتفليقة".

هل تندلع حرب بين إسرائيل وحزب الله الصيف المقبل؟

وفي شأن آخر، يقول عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية إن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله "يتوقع حربا مع إسرائيل هذا الصيف ويعلن حالة التأهب ويتوقع استشهاده".

ويقول الكاتب إنه زار لبنان قبل أسبوعين والتقى عديدا من السياسيين والمحللين والمسؤولين وبعد هذا "كان الانطباع الأقوى الذي خرجت به، أن المنطقة باتت على حافة الحرب، وأن الاحتقان بلغ ذروته وبات بانتظار عود الثقاب أو المتفجر".

ويضيف أنه توقع في مقال سابق أن يكون "الثالث من أيار (مايو) المقبل كأحد المواعيد المرشحة لساعة الصفر لهذه الحرب، وبنيت توقعاتي هذه على أن هذا التاريخ سيشهد تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، ومنعها من تصدير أي برميل نفط، واحتمال تنفيذ نتنياهو لتهديداته بقصف ناقلات النفط الإيرانية في الخليج والمحيط الهندي".

الجيش الإسرائيلي يقول إنه شرع في العملية داخل إسرائيل
Getty Images
الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية مع لبنان

ويرى الكاتب أن هذا لو حدث "قد يدفع إيران وحرسها الثوري إلى الرد بأكبر قدر ممكن من القوة، لأن وقف الصادرات النفطية الإيرانية يعني تجويع الشعب، وإشعال فتيل ثورة لتغيير النظام على غرار ما حدث في العراق وليبيا".

كما يشير عطوان إلى قرار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بتعيين الجنرال حسين سلامي قائدا جديدا للحرس الثوري خلفا للجنرال محمد علي جعفري، وبعد أيام من تصنيف الولايات المتحدة الحرسَ الثوري الإيراني كحركة إرهابية، قائلا إن هذا القرار "قد يكون في إطار الاستعدادات لهذه الحرب، فهو يُعتبر من جناح 'الصقور' في المؤسسة العسكرية الإيرانية، وهدد بإزالة إسرائيل من الوجود".

ويؤكد الكاتب أن "البنى التحتية للمواجهة في جنوب لبنان اكتملت ومعها قوة الردع الصاروخية الهائلة، فجبال لبنان الشامخة تخفي في جوفها مدناً وقرى ومصانع للصواريخ الدقيقة".