أبلغ رئيس مجلس التعاون الخليجي القادة العراقيين اليوم أن زعماء دول الخليج&قد اتخذوا قرارا بالعمل على الوصول الى شراكة استراتيجية مع العراق، ووقع الطرفان مذكرة تفاهم للمُشاوَرات السياسيَّة تُتيح إجراء حوارات مُنتظمة في القضايا ذات الاهتمام المُشترَك.

وبحث الرئيس العراقي برهم صالح اليوم الأربعاء بقصر السلام في بغداد مع الأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني، آفاق التعاون بين العراق ودول الخليج "والنظر بعين التفاؤل لمستقبل هذه العلاقات وتجاوز خلافات الماضي التي خلفتها السياسات غير المدروسة للنظام السابق"، كما قال بيان رئاسي عراقي تابعته "إيلاف".

الحكيم والزياني خلال مؤتمرهما الصحافي

واكد الرئيس صالح خلال الاجتماع أن الظروف التي تمر بها المنطقة أمنياً وسياسياً واقتصادياً تتطلب من الجميع تنسيق الجهود وتعزيز التعاون وتقريب وجهات النظر لتحقيق الاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.

وأوضح ان العراق يتطلع إلى مزيد من التعاون مع مجلس التعاون الخليجي ايماناً منه بأهمية عمقه العربي والإقليمي وجواره الاسلامي سيما وانه بدأ يتعافى، داعياً الدول الأعضاء في المجلس الى الانفتاح وتغليب لغة الحوار والتفاهم لتعزيز السلام في الخليج وابعاده عن النزاعات والحروب.

الزياني : قادة الخليج قرروا شراكة استراتيجية مع العراق

وخلال اجتماعه مع الزياني أكد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أن علاقات العراق مع محيطه ضرورة لا بديل عنها ويجب ان يكون داراً للسلام والمحبة ولايمكن للعراق ان يعيش ويتقدم دون تعاون ووئام مع محيطه العربي وجيرانه.

وقال "إن سياستنا الخارجية منسجمة مع رؤيتنا وسياستنا الداخلية وتوجهاتنا الخارجية صادقة وجادة في اقامة افضل العلاقات وتبادل المصالح مع الدول العربية والمجاورة وهي سياسة جادة ونابعة من مصالح شعوبنا وبلداننا".. مشيرا الى التطورات التي يشهدها العراق والاستقرار الامني والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

ومن جهته، قال الزياني لعبد المهدي "انقل لكم تحيات قادة مجلس التعاون وتوفر الارادة السياسية والنوايا الصادقة لدعم العراق وحكومته وامنه واستقراره وازدهاره ومساندتنا لكل ما تقومون به لخدمة العراق وشعبه ونحن متفائلون جدا بقيادتكم في تحقيق مصلحة العراق والعراقيين جميعا ولما لمسناه من استقرار وحياة طبيعية".

واشار الى ان "بغداد اليوم تختلف كثيرا عمّا رأيناها عليه سابقا" .. موضحا ان المنطقة جميعها بحاجة الى الاستقرار، وان هذه الفرصة متاحة اليوم اكثر من أي وقت مضى.

وأكد ان القادة الخليجيين قد اتخذوا قرارا بأهمية الشراكة الاستراتيجية مع العراق والسعي الحثيث للوصول الى ذلك".

وجرى خلال الاجتماع بحث مستقبل العلاقة بين العراق ودول مجلس التعاون وسبل تعزيزها في جميع المجالات .
&
&دول الخليج حامية ظهر العراق وهو حامٍ&لصدورها

كما بحث وزير الخارجيَّة العراقي محمد علي الحكيم مع الزيانيّ "العلاقات المُميَّزة للعراق مع دول مجلس التعاون الخليجي وسُبُل الارتقاء بها إلى ما يُلبِّي طموح الشُعُوب العربيّة"، كما قال بيان للخارجية الاربعاء عقب الاجتماع تابعته "إيلاف".

ووقـَّع الجانبان مُذكّرة تفاهم للمُشاوَرات السياسيَّة تُتيح إجراء حوارات مُنتظمة في القضايا ذات الاهتمام المُشترَك اقتصاديا وأمنيا وسياسيا.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الزياني تابعته "أيلاف" أكّد الحكيم عمق العلاقات بين العراق ودول المجلس ووصفها بالمُتميِّزة، والقويَّة متطلعا الى مزيد من تقوية الأواصر، وتحقيق التعاون المُشترَك بين دول المنطقة.

واضاف "نعتزُّ بزيارات الإخوة من دول مجلس التعاون الخليجيِّ لأنها تُساهِم في تبادل وجهات النظر والاستماع إلى آرائهم، واطلاعهم على التقدُّم الحاصل في العراق".. مُشدِّداً بالقول "إنَّ أمن وسلامة دول الخليج العربي من أمن وسلامة العراق".

واضاف ان العراق ينظر الى دول مجلس التعاون على انها الحامية لظهر العراق، وهو حام لصدورها ويتطلع الى تعاون وثيق في المجالات العلمية والتكنولوجية ايضا.

وفي الشأن العربيِّ أعرب الحكيم عن تطلـُّع العراق لإنهاء الأزمة اليمنيَّة بالطرق السلميَّة &وتشكيل حكومة وحدة وطنيَّة شاملة تُعزِّز وحدة وسلامة اليمن بكامله.

ومن جانبه، اشار الزياني الى انه اجرى مباحثات مثمرة وبناءة مع القادة العراقيين تؤكد عمق العلاقات وقوتها بين العراق ودول الخليج وتعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون المشترك . واضاف انه نقل اليهم توجيهات القادة الخليجيين بانشاء علاقات شراكة استراتيجية مع العراق في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية.
وشدد على ان دول مجلس التعاون تتطلع الى دور عراقي بناء في المنطقة يعكس مكانته ودوره في تعزيز أمنها وأستقرارها.

ومن جانبه، بحث رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي مع الزياني خطة عمل مشتركة تؤسس لإدامة العلاقة بين العراق ودول الخليج.

كما ناقش الجانبان آفاق التعاون المشترك بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي بما "يخدم مصلحة الشعوب الشقيقة في مجال الاستقرار والتنمية".. إضافة الى بحث "إيجاد خطة عمل مشتركة تؤسس لإدامة العلاقة بين العراق وأشقائه وتوقيع مذكرة تعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي"، كما قال مكتب اعلام البرلمان في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه.

وأكد الحلبوسي "حرص العراق على تطوير العلاقة وتنميتها مع كل دول الخليج على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة .

ومن جهته، رحب الزياني بنجاح قمة بغداد لبرلمانات دول جوار العراق التي استضافتها بغداد السبت الماضي، مشيرا إلى "ضرورة استمرار التعاون في شتى المجالات من أجل استقرار المنطقة".

وكانت القمة البرلمانية التي شارك فيها رؤساء برلمانات جوار العراق، وهي السعودية والاردن والكويت وسوريا وتركيا وإيران والبلد المضيف قد اختتمت بالتأكيد على دعم الاعتدال ومحاربة التطرف بكل أشكاله وتشجيع فرص الاستثمار فيه بمختلف المجالات التعليمية والصحية والصناعية وتكنولوجيا المعلومات والثقافة وحركة التجارة والمال والمناطق الحرة.
&